بغداد/ قيس عيداناظهر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أنّ كل النمو السكاني تقريباً سيتم في المناطق الحضرية في السنوات الثلاثين القادمة، ممّا يشير إلى أنّ التوسّع العمراني من الظواهر المستديمة، وهناك علاقة بين تلك الظاهرة والعديد من المشكلات الصحية المرتبطة بالماء والبيئة والعنف والإصابات والأمراض غير السارية وعوامل الاختطار المؤدية إليها،
مثل تعاطي التبغ واتّباع نُظم غذائية غير صحية والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار، فضلاً عن المخاطر المتصلة بتفشي الأمراض.وتمثّل ظاهرة التوسّع العمراني مشكلة لأسباب عدة منها معاناة فقراء المناطق الحضرية، بشكل مفرط، من طائفة واسعة من الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى، وتعرّضّهم بشكل كبير لمخاطر العنف والأمراض المزمنة وبعض الأمراض السارية من قبيل السل والأيدز والعدوى بفيروسه، وجود العوامل، أو المحدّدات الاجتماعية، الرئيسية التي تؤثّر في الصحة في المناطق الحضرية خارج القطاع الصحي، بما في ذلك البنية التحتية المادية وفرص الحصول على الخدمات الاجتماعية والصحية والحوكمة المحلية وأساليب توزيع الدخل والإفادة من فرص التعليم.وأشار التقرير أيضاً الى إمكانية توفر الحلول التي تمكّن من مواجهة الأسباب الجذرية للمشكلات الصحية القائمة في المناطق الحضرية يمكن أن يسهم التخطيط الحضري في تعزيز السلوكيات الصحية والسلامة من خلال الاستثمار في وسائل النقل التي تحافظ على نشاط الجسم وتصميم أماكن لتعزيز النشاط البدني وفرض ضوابط على التبغ وفي مجال السلامة الغذائية، كما يمكن، من خلال تحسين ظروف العيش في المناطق الحضرية في مجالات السكن والمياه والإصحاح، الإسهام بقدر وافر في الحدّ من المخاطر الصحية ذات الصلة.وسيعود بناء مدن شاملة تضمن سُبل الوصول إليها بسهولة وتفي باحتياجات الناس من جميع الأعمار بفوائد على جميع السكان، وتلك الإجراءات لا تقتضي بالضرورة توفير أموال إضافية، بل تتطلّب الالتزام بإعادة توجيه الموارد نحو التدخلات ذات الأولوية والعمل، بالتالي، على تحقيق المزيد من الكفاءة.
التوسّع العمراني: أحد المشكلات المطروحة أمام الصحة العمومية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 9 إبريل, 2010: 05:35 م