حازم مبيضينأثار إعلان الداعية السعودي الشيخ العريفي عن عرض الحلقة المقبلة من برنامج تلفزيوني يقدمه من القدس المحتلة، الكثير من الاعتراضات، وطرح المزيد من الأسئلة عن كيفية وصوله للمدينة المقدسة وهل يعتبر ذلك تطبيعا مع قوة الاحتلال،
وهل يمكن أن تكون الزيارة تأكيداً على عروبة بيت المقدس وتشديداً على مكانتها الإسلامية في مرحلة تتعرض فيها لحملة تهويد لا تخفى حتى عن العيون المغمضة. وغني عن التذكير أن العديد من الوفود الإسلامية زارت الحرم القدسي، وان بعض المسلمين وخصوصا من اندونيسيا يعتبرون أداء فريضة الحج ناقصة إن لم تكتمل بالصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.مؤكد أن خطوة العريفي لا تمثل موقفاً رسمياً للعربية السعودية، وقد تكون مكروهة، وهي استدعت تصريحات رسمية تؤكد أن الزيارة تتم الى دولة ممنوع على السعوديين زيارتها، وان المقدم عليها يضع نفسه تحت طائلة المسؤولية القانونية، ويبدو ان المواقف التي يتخذها سعوديون سواء تعلق الأمر بمصافحات أو زيارات أو تصريحات أو آراء سياسية، لا تعبر بالضرورة عن سياسة الحكومة السعودية ولا تلزمها بشيء، لكن ذلك لن يمنع الرجل من تنفيذ وعده لمشاهديه قناعة منه أن "لفلسطين حقاً على المسلمين". ورغم المخاوف التي تساوره فإنه يعتمد على الله وحده لضمان سلامته.لم يكن منتظراً من الأصوليين الفلسطينيين غير رفض الفكرة، والمطالبة بالعدول عنها خوفاً من أن تعتبر نوعاً من التطبيع، يضر كثيراً بعلماء المسلمين الذين يفضل أن ينصرفوا لحث شعوبهم على مساندة الشعب الفلسطيني وسكان القدس، في تحديهم وصمودهم أمام ما تفعله إسرائيل بالمدينة المقدسة. ولم يتوان هؤلاء عن دعوة العريفي لزيارة أي بقعة من الأرض الفلسطينية، وكأن ذلك ينفي عن الرجل شبهة التطبيع قبل أن نتحدث عن شبهة السير ضمن مخططات التهويد الكامل للمدينة، ولعل هذه الدعوة تنهي زيارة قطاع غزة تحديدا للتضامن مع حكامها.لسنا معنيين بمفاهيم الرجل الدينية، ولا أين تصب دعوته، ولا بموقعه، لكننا نفهم أن من حقه عدم التأسي بشيخ الأزهر الذي رفض بالمطلق زيارة القدس ما بقيت محتلة، ولا بموقف بابا الأقباط المشابه، لكن من واجبنا أن نستمع لتبريراته وللأسباب التي تدعوه لاتخاذ هذا الموقف الجدلي، وهل يمكن لنا ذلك قبل أن نستمع لما سيقوله في برنامجه الذي سيبث من القدس، ان تحقق ذلك، وكيف سيكون موقف رافضي الزيارة إن أعلن العريفي من القدس تحديداً رفض ضمها للدولة العبرية أو تهويدها، وأعلن من هناك دعمه سكانها من الفلسطينيين الذين يتطلعون لأي دعم مهما كان مصدره.القدس الشرقية أرض محتلة، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، وفيها المسجد الأقصى، ويقيناً أن زيارتها ليست حراماً، حتى وهي تحت الاحتلال كما أنها ليست بطولة، ويمكن إدراج زيارة العريفي لها تحت باب الإعلام أو البحث عن الشهرة أو الرغبة في تسويق برنامجه التلفزيوني، لكنها بالتأكيد خطوة أصغر من أن تدبج لها الفتاوى ويتبارى الرافضون لها برفع أصوات التنديد والرفض الذي اعتادوه ضد كل خطوة لا يقومون بها بأنفسهم.
خارج الحدود: زيارة القدس واجب ديني أم تطبيع؟
نشر في: 9 إبريل, 2010: 06:18 م