اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية

معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية

نشر في: 10 إبريل, 2010: 04:42 م

فالح الحمرانيتتوجه انظار العالم في 8 ابريل الحالي الى العاصمة التشيكية براغ حيث من المنتظر ان يوقع الرئيسان دمتري ميدفيديف والامريكي باراك اوباما معاهدة الحد من الاسلحة الهجومية الاستراتيجية الجديدة، ستكون بديلة ل "سالت الاولى" الموقعة عام 1991  التي انتهى مفعولها في 5 دسمبر 2009 وستكون ايضا بديلا لمعاهدة الحد من القدرات الهجومية  الموقعة عام 2002.
والاتفاقية الجديدة هي ثمرة جهود كبيرة بذلها الرئيسان ميدفيديف واوباما وفريق كبير من الخبراء من البلدين عمل من دون كلل وعكف على مدى عام لاعداد الاتفاقية.ومن دون شك فانها الثمرة الاكبر لاعادة " تشغيل" العلاقات بين موسكو وواشنطن التي جرى تدشينها مع وصول اوباما للبيت الابيض واتاحت الفرصة لاستعادة الثقة المتبادلة التي انهارت مستوياتها في عهد الادارة السابقة .ولم يتمكن احد الاطراف في سير المباحثات ان يحقق كل المطالب التي طرحها، لذلك فانها وليدت التنازلات والحلول الوسط، وتنطوي على معنى تاريخي ورمزي كبير. انها رسمت الحدود النهائية "للحرب الباردة" للقرن العشرين وابعاد شبحها في المستقبل، وتدشن صفحة جديدة في مجال نزع السلاح في القرن الواحد والعشرين.ويحق لكل طرف اليوم ان يعرب في آن واحد عن ارتياحه وعدم رضاه بالاتفاقية،  ففي هذا ينحصر جوهر اية عملية حلول وسطية وتنازلات، فالولايات المتحدة الامريكية لن تتخلى عن خطط نشر اجزاء نظام الدفاع المضاد للصواريخ باوروبا، واعلنت روسيا انها قد تنسحب من المعاهدة في حال اقامة نظام الدفاع الامريكي. وستظهر في كلا البلدين مختلف الاراء والمواقف من المعاهدة واهميتها. ولكن ليس هناك من سينفي ان الحدث الاكبر بالنسبة للنظام العالمي. وعلى وفق المعاهدة فان كلا الطرفين سيخفض الرؤوس النووية الى سقف 1550 وتنظر المعاهدة الجديدة أيضاً بالحد من الاسلحة الاستراتيجية الحاملة للاسلحة النووية الى 700 وحدة، ويحظر نشر اي طرف الاسلحة الهجومية الاستراتيجية في دول ثالثة. ولهذا فان المعاهدة الجديدة ستكون بمثابة الية جديدة للمساعدة على استمرار خفض الاسلحة النووية في الولايات المتحدة وروسيا.وكانت امريكا والاتحاد السوفياتي قد وقعتا في1991 معاهدة التقليص والحد من الاسلحة الهجومية الاستراتيجية ووفقا للمعطيات الروسية فان الولايات كانت تملك حتى نهاية عام 2009:    900  حاملا للاسلحة النووية القادرة على حمل حوالي 3500 راس نووي. وتعترف امريكا حاليا بوجود 2200 راسا نوويا لديها، بينما تمتلك روسيا 680 حاملا للاسلحة الاستراتيجية النووية قادرة على حمل حوالي 2800 رأساً نووياً.وتضع الولايات المتحدة وروسيا الرهان على ان تكون للمعاهدة الجديدة أبعاداً دولية وأنها ستكون اشارة واضحة للمجتمع الدولي باسره بان البلدين مستعدتان لترؤس عملية خفض الاسلحة النووية في العالم.rnعوائق وترصد  وسائل اعلام وجود عوائق قد تقلل من اهمية الاتفاقية وتضبب افاق تنفيذها ، وفي ضوء ذلك تشير الى ان امريكا وروسيا وكالسابق ستحتفظ بكميات ضخمة من الاسلحة النووية، ومازالت الخلافات بينهما قائمة بصدد النظام الدفاعي وحول القضايا الأخرى، لذلك يجب الانتظار فترة اخرى، للتاكد فيما اذا ستدخل المعاهدة الحالية حيز الوجود.واضافة لكل ذلك فالغموض يحيط بافاق المصادقة على الاتفاقية في الموسسات التشريعية الروسية والامريكية. فالدلائل تشير الى ان الكونجرس الامريكي لن يصادق على الاتفاقية بصورة تلقائية محضة.فبالرغم من خلوها من الربط بين تخفيض القدرات الهجومية بنظام الدفاع المضاد للصواريخ(كما ارادت روسيا) الا ان ليس جميع اعضاء الكونجرس يشاطرون موقف اوباما السلبي من الاسلحة النووية. ولذلك يرى بعض المحللين ان المعاهدة ستكون اسيرة المشرعين الامريكيين، الذين بوسعهم رفضها، وسيعود السبب للصراع السياسي الداخلي بامريكا وليس لروسيا. وسيلحق هذا التطور هزيمة باوباما اكثر مما سيلحقه بميدفيديف، لا سيما وان مجلس الدوما (المجلس الادنى للبرلمان الروسي) كان قد حذر بانه سيزامن مصادقته على المعاهدة مع مصادقة الكونجرس الامريكي، انطلاقا من خبرة الماضي حينما كانت المؤسسة التشريعية ( السوفياتية ومن ثم الروسية) تسارع بالمصادقة على المعاهدات المماثلة بينما يظل الكونجرس يماطل بالعملية لفترة طويلة.وثمة توقعات مفادها بانه وفي حال مصادقة الطرفين على المعاهدة، فسيبدأ عمل غير سهل لتنفيذ شروطه. او بكلمة اخرى من السابق لاوانه عقد الامال الكبيرة على النتائج المرتبة.فتوقيع الرئيس ميديفيف واوباما على المعاهدة لايعدو غير انتهاء مرحلة واحدة من مراحل بناء نظام عالمي للرقابة على الاسلحة، الذي ليس بالضرورة سيسوق الى خفض الاسلحة النووية في روسيا وامريكا. فما هي الافاق ؟ ان واشنطن مستعدة لقطع شوط طويل على سبيل تقليص السلاح النووي، من دون ان تخفض قدراتها الدفاعية. فمن ناحية سيجري البقاء على سقف الاسلحة الحالي عند حلفاءها بحلف الناتو. فلا تعتزم فرنسا او بريطانيا تقليص ترساناتهما، مثلهما مثل الدول النووية الاخرى، التي ليس من بيها دولة ترتبط بعلاقات تحالفية عسكرية مع روسيا. ومن جهة اخرى فقد انتقل الدور الرئيسي الذي لعبته الاسلحة النووية على مدى 60 عاما في الولايات المتحدة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram