TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: خطة أوباما المنتظرة

خارج الحدود: خطة أوباما المنتظرة

نشر في: 10 إبريل, 2010: 05:28 م

حازم مبيضين إذا صحت الأنباء عن نية الرئيس الأميركي بارك أوباما الوفاء بالتزامه تجاه حل المشكلة الفلسطينية وطرح خطة سلام إلزامية في الخريف المقبل لتسوية النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي, فان اليمين الصهيوني الذي يتوقع ضغوطاً حقيقية هذه المرة, سارع إلى تأكيد نيته العودة إلى مائدة التفاوض,
 محملاً السلطة الفلسطينية مسؤولية عدم استئناف المباحثات, ومتجاهلاً السبب الذي يجبر السلطة على عدم العودة للتفاوض العدمي الذي يحاول نتنياهو جرها إلى مستنقعه.خطة أوباما بحسب ما تسرب عنها تشتمل العودة إلى أسس التفاهمات السابقة بين الطرفين, لكنها ترتبط  بالملف النووي الإيراني لجهة طمأنة الدولة العبرية بأن الإدارة الديمقراطية ستبذل كل جهد ممكن لمنع طهران من امتلاك السلاح النووي دون تعهد بتحقيق ذلك بالقوة العسكرية, وبحسب ما تسرب فان الخطة ستطرح للتنفيذ وليس المناقشة, وستطرح حلولاً لقضايا الحل النهائي كالقدس والحدود واللاجئين والمياه, ويرتب ذلك على الطرف العربي التفكير جدياً في الاقتراحات المنتظرة حول تلك القضايا وخصوصاً المتعلقة بالقدس والمبادرة لطرح تصوراتها حولها قبل أن ترى خطة أوباما النور في الخريف كما هو متوقع, خصوصاً وأن الحكومة الإسرائيلية تجري اتصالات مكثفة مع واشنطن لتنسيق المواقف بشأن العملية السلمية.قبيل طرح الخطة فان أطرافاً في إدارة أوباما تعتقد أن ثمة احتمالاً ضئيلاً لنجاح المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنه ينبغي التركيز على بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية من أسفل إلى أعلى, ولعل هذا يقع في صلب توجه رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض, التي يعارضها نتنياهو باعتبارها حلولاً أحادية الجانب تدعمها الولايات المتحدة، ويؤكد أن اتفاق السلام الحقيقي يمكن التوصل إليه بالتفاوض المباشر وليس بأي طريق آخر. لكن البيت الأبيض يرى وجوب عودة المبعوث جورج ميتشل إلى الشرق الأوسط ليحاول الدفع باتجاه عملية سياسية من عدة مراحل، تبدأ بتعهد إسرائيلي بتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية والشروع في مفاوضات حول قضية الحدود.نتنياهو يتذرع اليوم بأن الاعتبارات الأمنية لم تؤخذ سابقاً على محمل الجد, ويدعو إلى ضوابط تضمن أمن بلاده على المدى البعيد خاصة فيما يتعلق بموضوع إطلاق الصواريخ, ضرورة إيجاد آلية تمنع الفلسطينيين في الضفة الغربية من إطلاق صواريخ محلية الصنع باتجاه إسرائيل في المستقبل، كما هو الحال في قطاع غزة في الوقت الراهن, وهي مطالب قد تبدو محقة إذا ما قورنت باشتراطات سابقة تربط الأمن بالحدود دون التفات إلى مصالح وسيادة الدول المجاورة.رئيس الحكومة الإسرائيلية يؤكد أنه لن يسمح لواشنطن بفرض حلول إلزامية على إسرائيل.ويعتقد أن فرض خطة أحادية الجانب يعني أن تصبح أميركا جزءاً من الصراع وليست وسيطاً لحله, وهنا تكمن المغامرة غير المحسوبة والتي قد تفقد إسرائيل حليفها الرئيسي في هذا العالم, مقابل إرضاء حلفائه المحليين المشاركين في حكومته والذين يبدو أن لا واحد منهم يفهم المصلحة الإستراتيجية لإسرائيل في التوصل إلى سلام يضمن قيام الدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة منذ العام 1967. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram