عبدالله السكوتيادعى فرعون انه اله وانه يستحق العبادة ، ودعا الناس الى عبادته ، فعبدوه ، وكان هامان وزيره الاثير لديه ؛ ويحكى ان فرعون وبمشورة من هامان قسم ايام الاسبوع للخلق وادعى انه يخلق في كل يوم نوعا من الانواع ، فصادف ان اراد هامان الدخول عليه في يوم من الايام وهو يعلم خفاياه واسراره، فحجبوه عنه ،
وقالوا له: انه مشغول هذا اليوم بخلق الابل، فعاد في اليوم الثاني ودخل عليه وعتب انه حجب عنه في اليوم السابق، فقال فرعون: لقد كنت مشغولا بخلق الابل ، عندها رد هامان: (على هامان يافرعون؟) ، تعريضا به من حيث يعلم هامان ان فرعون كاذب افاك.وكما يقول تنظيم القاعدة الارهابي انه مسؤول عن تفجير السفارات، وهدد المجتمع الدولي ان هو تعاون مع اية حكومة عراقية فسوف ينتقم بتفجير السفارات وقتل الدبلوماسيين، وهذا منهج القاعدة معروف وثابت؛ فكر اجرامي مادته القتل وتدمير المجتمعات، وليس غريبا ان تدعي القاعدة مسؤوليتها عن عمل ارهابي يودي بحياة الكثيرين من الابرياء، ولكن الغريب في الامر انها تنفي ان تكون قد نفذت تفجيرات الثلاثاء الارهابية التي طالت الابرياء في الشعلة وجكوك والكرخ، حين فخخت القاعدة المجرمة المحال التجارية لايقاع اكبر عدد من الضحايا لانها مناطق مكتظة ومزدحمة بالناس خصوصا العمارات السكنية ؛ ونحن بدورنا نقول للقاعدة : (علينه ؟) ، على اعتبار ان العراقيين اكثر الناس خبرة ومعرفة بعمليات القاعدة الاجرامية ؛ اما نفيها القيام بتفجيرات الثلاثاء الدامية التي اوقعت الكثير من الضحايا وشردت الكثيرين لتجعلهم بلا مأوى فهذا مما لايدركه العقل ولكنه كما يقولون : (تكتيك جديد ) لاتهام الاحزاب السياسية جاعلة من ذريعة تشكيل الحكومة الجديدة سببا لسلوك بعيد عن اخلاق العراقيين الشرفاء ؛ نعم هناك تقصير من جانب القوات الامنية وهناك ارتباك واضح في خطط القوات الامنية وثغرات اتاحت للقاعدة ان تضرب وبهذه القسوة.الكارثة اننا لانأخذ تهديدات هؤلاء المجرمين على محمل الجد ، لكننا نحاول ان نشد قبضتنا بعد فوات الاوان وهذا بنظري قمة المأساة التي ندور في فلكها للسنة السابعة ، (ولو نتحزم للواوي بحزام سبع) لكان اجدى ، ومن ثم نقيم قدرة القاعدة على ارتكاب الجرائم حتى نضع الحلول المناسبة.ان القاعدة في مثل هذه الاساليب تحاول ان تدس السم بالعسل ؛ من جهة تبرىء نفسها من قتل الابرياء ومن جهة اخرى تلقي بتبعات العمليات الاجرامية على القائمين على العملية السياسية لانها تحلم بالفوضى وبالفوضى وحدها تستطيع ان تحيا وتصنع امبراطوريتها المستحيلة ؛ هذا بحسب رأي القاعدة سيأتي بنتائج مزدوجة ، وبحسب ديدنها فهي لاتأسف على قتل احد من العراقيين ، وتصرح مرارا وتكرارا ان جميع مكونات الشعب هدف لها ؛ وتسدر في غيها من تكفير غالبية الشعب ووصف مكوناته المهمة بالمرتدين .لقد وصمت القاعدة بالقتل وانتهى الامر وعليها ان تبحث عن منهج آخر ربما يخرجها من عقدة التاريخ والتمسك بتيارات جعلت الامة الاسلامية في المؤخرة ، انها تبحث عن اندلس تشعل فيها حرب الطوائف من جديد ، وهي كما يقولون قد اخذت من (كل زيك ركعه) مرة تميل الى الخوارج لتتزيا بزيهم وتصرخ لاحكم لغير الله ، ومرة تدعي انها تميل للسلف ومن ثم تعاود الى تيارات اشبعت الناس تنكيلا وتعذيبا ، المشكلة في ان بعض الدول مازالت تمد يدها الى هذا التيار الشاذ ليس ايمانا بمنهجه، ولكن للتأثير على الاخرين وعلى اساس حسابات اخرى.نذكر القاعدة ان لا احد من المسلمين قد نسي دينه لتذكره به القاعدة بسياراتها المفخخة وجرائمها الكثيرة.
هواء فـي شبك: (على هامان يافرعون؟)
نشر في: 10 إبريل, 2010: 07:32 م