كان طموح الشيخ خزعل الكعبي أمير المحمرة اعتلاء عرش العراق وكان قد طرح اسمه مع الأسماء المرشحة لتولي العرش، وبعد إلقاء القبض على السيد طالب النقيب من قبل السير برسي كوكس بسبب ما كان يخشى من طموح السيد النقيب وقد جاءت الفرصة لكوكس عندما نقل ما تفوه به طالب النقيب أثناء المأدبة التي أقامها أحد محرري جريدة (الديلي التلغرافي)
للمستر برسيغال لاندن في 16 نيسان 1921 حيث قال النقيب مهدداً: «إذا لم تكف السلطات البريطانية عن التدخل والسماح لنا باختيار من نريد فإن لدى كل من أمير ربيعة وسالم الخيون أكثر من (20,000) من حملة البنادق، كما ان السيد عبد الرحمن النقيب لا يتردد من ان يبعث شاكياً الى الهند واستانبول وباريس..!».فاتفقت المس بيل مع السير برسي كوكس على خطة لاعتقال النقيب، وذلك بدعوته الى حفل شاي ويتم اعتقاله، وهكذا تم اعتقال طالب النقيب وأصدر المندوب السامي السير برسي كوكس بياناً في 19 نيسان 1921 جاء فيه: «ان فخامة المندوب السامي لا يخامره أدنى شك في الموقف الحبي للزعيمين المشار اليهما أو في استقامة مقاصد عظمة النقيب استقامة تامة، ولكن فخامته يرى انه والحالة هذه اذا بدا أقل تسامح في أمر التفوه بكلام ينم عن تهديد شائن بإشهار السلاح في وجه حكومة جلالة الملك ويصدر عن رجل كالسيد طالب باشا الذي يشغل منصباً خطراً فيكون مقصراً في القيام بواجبه نحو سكان هذه البلاد والحكومة البريطانية.فبناء على ما تقدم وحباً بمصلحة القانون والنظام والحكومة الصالحة رأى فخامته من واجبه ان يطلب من القائد العام أن يتخذ التدابير اللازمة لإبعاد السيد طالب حالاً».وقد ذكرت جريدة (العراق) في عددها المرقم (271) الصادر في 19 نيسان 1921 ان السيد طالب النقيب قد غادر بغداد مبعدا في مساء يوم 16 نيسان.وهكذا ظن الشيخ خزغل ان الميدان قد خلا له بعد إزالة أهم عقبة في طريقه ليؤدي دوره ويجري خطة، فكلف مزاحم الأمين الباجه جي ليقوم بمهمة إقناع الساسة في بغداد لمساعدته في هذا الغرض متجاهلاً ان إبعاد السيد طالب النقيب لم يكن الا تمهيداً لتسهيل ترشيح الأمير فيصل بن الشريف حسين ملك الحجاز لتولي عرش العراق وفقاً لمقررات مؤتمر القاهرة.ولكون مزاحم الباجه جي لم يستطع التملص من هذه المهمة التي فرضها عليه الشيخ خزعل مع علمه وإيمانه بفشلها.جاء الى بغداد يحمل بعض الرسائل وفاتح عدداً من الساسة بما يساور الشيخ خزعل من طموح، ولكن مهمته باءت بالفشل وعاد الى البصرة ومنها كتب رسالة الى الشيخ يوافيه بما أسفرت عنه تلك المهمة في بغداد، وهذا نص رسالة الباجه جي الى الشيخ خزعل:البصرة 9 مارس 1921حضرة مولاي السردار..بعد التشرف بلثم أناملكم الشريفة أعرض أنني وفقا لآمركم ذهبت الى بغداد وحكيت مع المعلومين فوجدتهم، كما سبق مني التنبؤ بحقهم ورأيت الأحوال متغيرة للغاية وإقناع أحد بالمطلوب من أصعب الأمور بل يكاد يكون من المستحيلات.أحضرت من الشخصين مكتوبين أرسلتهما مع الحاج مصطفى واخبراني بمندرجاتهما، وهذا هو الذي كنت أتوقعه منهما كما عرضت لسموكم ذلك قبل سفري.إنني اختبرت الحالة جيداً وعرفت بواطنها وظواهرها وصدقي مع سموكم يجبرني ان أقول ذات القول الذي قلت قبل شهر ان المسألة أصبحت منهية والسعي فيها لا أرى أقل نفع اذا لم يكن فيه بعض الضرر ولا يبعد ان يكون هذا الضرر على مثلي اذا حاول تبديل ما وقع عليه الاتفاق وفاه به أهل الحل والعقد.قبل سفري الى بغداد حضر عندي الحاج حسين العطية والشيخ غضبان وطلب الأخير بتوسط الأول ان أسعى عند الحكومة لأجل ترخيص الشيخ ان يذهب الى بغداد ويعرض مسألته المعلومة، فكتبت له بعض التوصيات ولا أدري اذا كان ينجح في مهمته أم لا.هذا وأني لا أزال ذلك العبد المخلص الصادق لسموكم أطال الله بقاءكم ومنعنا بعمركم وجعلكم لي فخراً وذخراً..الداعيمزاحم الأمين الباجه جيومما تجدر الإشارة اليه ان الشخصين اللذين يشير اليهما الباجه جي في رسالته الى الشيخ خزعل هما نوري باشا السعيد وجعفر باشا العسكري، اما الحاج مصطفى فهو وكيل الشيخ خزعل في البصرة والشيخ حسين العطية من وجوه البصرة، اما الشيخ غضبان فهو شيخ بني لام، ومن المعروف بأن السعيد والعسكري هما من الموالين والمساندين للأمير فيصل، بل ان جعفر باشا العسكري كان يردد انه لم يدخل الى مجلس الوزراء الا ليقف بوجه مطامع السيد طالب النقيب.ومن فحوى رسالتي السعيد والعسكري اللتين أشار اليهما الباجه جي الموجهتين الى الشيخ خزعل وسلمهما الباجه جي الى الحاج مصطفى، ان الاثنين تعذرا بحجة واحدة وهي «عدم اشتغالهما في الأمور السياسية كونهما اقسما بذلك عند انضمامهما الى سلك الجيش»، وهو ما سنراه في نصي الرسالتين.نص رسالة السعيد:بغداد في 27 نيسان 1921مولاي صاحب السمو..بعد تقديم واجبات الاحترام والإجلال الى مقام سموكم العالي أعرض انني قد اجتمعت بصديقي مزاحم بك الباجه جي وبلغني ما تفضلتم بإظهاره نحو العاجز من الإحساسات الشريفة واللطف الزائد الذي لا استطيع الا ان أقابله بخالص ومزيد الامتنان، وقد فاتحني حضرة الأخ الموما اليه بالمسألة المعهودة فأسفت جد الأسف لعدم تمكني من القيام بها لأننا قد تعهدنا عند انتظامنا في سلك الجيش بعدم الاشتغال في ال
الشيخ خزعل يطمح بعرش العراق..مزاحم الباجه جي مندوب الشيخ لإقناع الساسةبتأييده
نشر في: 11 إبريل, 2010: 04:33 م