TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > المجمع العلمي العراقي.. ثالث مجامع الوطن العربي

المجمع العلمي العراقي.. ثالث مجامع الوطن العربي

نشر في: 11 إبريل, 2010: 04:44 م

عبد الحسين البغدادي كانت لجنة الترجمة والتأليف والنشر تشغل البناية الكائنة خلف الاعدادية المركزية للبنين قبالة نادي الضباط تشاركها في البناية مديرية التربية الرياضية، وحين صدر نظام المجمع في 26/11/1947 تقرر ايجاد بناية تليق به.
فكانت دار السيد عبد الله لطفي، الواقعة قرب مديرية الاوقاف العامة، خلف جامع الملك وبقي المجمع مثابرا على ايجاد بناية له، ففكر في اشغال (المدرسة المستنصرية) فذهبت مع عدد من الاعضاء ، ولدى الكشف عنها وجدناها غير ملائمة ، مما اضطر المجمع لاستئجار دار واسعة في الوزيرية تعود الى ورثة المرحوم رؤوف الكبيسي ببدل سنوي قدره 1150 دينارا، ولما خفضت ميزانية المجمع فيما بعد ، اصبح من الصعب عليه وضع هذا البدل العالي، فانتقل الى دار اخرى في شارع الزهاوي تعود الى الانكورلي، وكان يسكنها الاستاذ الحصري. *وحاول المجمع ان يحصل على قطعة ارض من الاراضي العائدة الى وزارة المعارف في جانب الكرخ والمنوي –انذاك- انشاء المتحف العراقي عليها وحصلت موافقة الوزارة على ذلك فخصصت له سبعة الاف متر مربع.واقترنت بموافقة وزارة المالية ايضا ، وما كاد المجمع يسجل الارض باسمه حتى عارضت ذلك بعض الجهات الرسمية وبدأت بوضع العقبات ومنها الغاء فكرة تأسيس المجمع نهائيا ، ولكن المجمع بذل جهودا جبارة في سبيل الحفاظ على ما بناه وحققه في المجال العلمي. وحين خفضت ميزانيته لم يعد قادرا على القيام بمشاريعه مما اضطره الى الاستغناء عن بعض موظفيه وايقاف بعض مشاريعه كما سنبين ذلك وشيكا،  الا انه بقي يلح في الحصول على الارض ليتخلص من دفع بدلات الايجار الباهظة، وتكللت مساعيه بالحصول على قطعة ارض في الوزيرية مساحتها 2500م2، وهي الارض التي اقيمت عليها بنايته الحالية، وعندما انتهت معاملة تسجيل الارض باسمه بادر فورا الى مفاتحة وزارة المعارف ووزارة المالية لبناء بناية بسيطة ينتقل اليها فوافقت وزارة المالية على صرف مبلغ لايتجاوز الثلاثة الاف دينار لهذا الغرض فشكلت لجنة من السادة الدكتور مصطفى جواد والدكتور احمد سوسة وكاتب السطور للاشراف على العمل وبمعرفة المهندسين الذين اختارتهم وزارة المعارف للتنفيذ واخيرا تم اكمال البناية حسب التصاميم التي وضعتها وزارة المعارف، وبقيت فضلة من المبلغ المخصص بنيت به غرفة اضافية ومرافق اخرى، وما تبقى من المبلغ اعيد الى الخزينة المركزية. *ولما كثرت الكتب التي المراد نشرها، قرر المجمع ان تكون له مطبعة خاصة به، وعهد الى الاستاذ الاثري ومتي عقراوي وجواد علي، دراسة الموضوع ومفاوضة احدى الشركات لتجهيز المجمع بمطبعة حديثة، الا ان تخفيض الميزانية اضطر المجمع الى التفكير بشراء مطبعة مستعملة من انكلترا بمعرفة السيد قاسم المنجد –مدير مطبعة الحكومة انذاك –وتمت عملية الشراء وقمت انا باجراءات فتح الاعتماد اللازم في مصرف الرافدين نيابة عن المجمع، بقيمة 600 دينارفقط، وعند وصولها الى بغداد اتصلنا بمطبعة الحكومة لارسال احد المنصبين الفنيين، فارسلت ابراهيم الهايس الذي قام بنصبها، اما الحروف فقد تمكنا من الحصول عليها من المتيسر في بغداد، ومن مسبك الشرق في القاهرة، وتم تعيين طباع واحد وثلاثة منضدين (مرتبين) وفيها طبعت كتب المجمع ومجلته ونشراته، ولما توسع العمل ، عين لها ملاحظ وعدد آخر من المنضدين. مكتبة المجمع: عندما كانت لجنة الترجمة في البناية الكائنة خلف الاعدادية المركزية ثم انتقلت الى اماكن اخرى، انتقلت معها الكتب داخل صناديق غير مرتبة بعدها الت الى المجمع ولم تكن هذه الكتب كما اسلفت مصنفة ومسجلة في فهارس وحين استقر الوضع في دار السيد رؤوف الكبيسي عينت ملاحظا للمكتبة –اضافة الى اعمالي الاخرى-فبادرت اولا الى تصنيفها وجردها وترتيبها وتسجيلها في السجلات ، وحيث انني لا امتلك خبرة في علم المكتبات، لذا بدأت بقراءة ودراسة طريقة (ديوي) في ترتيب المكتبات، كما استعنت بالطريقة المتبعة في مكتبة الاثار القديمة العامة، التي كان الاستاذ كوركيس عواد يشرف عليها، والذي له الفضل الكبير في ارشادي وتوجيهي، وراجعت كذلك طريقة المكتبة العامة في بغداد، والتي كان يشرف عليها الاستاذ نهاد عبد المجيد، واستعنت كذلك بطريقة مكتبة دار المعلمين العالية، ولا اكتم ان هذه المراجعات والتتبعات اخذت مني وقتا وجهدا كبيرين، فكنت اداوم حتى ساعات متأخرة من الليل، وكم كانت فرحتي عظيمة حين وجدت الطريقة التي اتبعتها في التنظيم ما زالت متبعة حتى الان. الشعبة الفنية *اسس المجمع شعبة فنية، زودها باحدث الالات التي استوردها من انكلترا ومنها جهاز (فوتوستات) لتصغير الكتب والخرائط وجهاز (مايكروفيلم) للتصوير وفانوس سحري، وجهاز سينمائي وجهاز قراءة، يدير هذه الشعبة ملاحظ فني يعاونه مستخدم واحد، وقد قامت بخدمات جليلة للباحثين وللدوائر الحكومية ولمكتبة المجمع. *دأب المجمع على دراسة المصطلحات الفنية التي ترد اليه من مختلف الدوائر، ليضع ما يقابلها من كلمات عربية،ومن هذه الدوائر مديرية السكك، والبرق والبريد والموانئ ووزارتا الداخلية والمالية.المحاضرات*نظم المجمع محاضرات كثيرة دعا اليها المهت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram