الدكتوركامل محمد خاجي الخفاجيجامعة بغداد ان التطورات التي طرأت على القطاع الزراعي في العراق كانت على درجة كبيرة من الأهمية انعكست بالزيادة السكانية المتصاعدة التي بلغ معدلها خلال السنوات العشرين الأخيرة حوالي 3.1 % سنوياً، مع تواصل انخفاض الإنتاج الزراعي، وأصبح من الضروري تحقيق الاكتفاء الذاتي، يتلخص الواجب الأساسي هنا بزيادة إنتاجية وحدة المساحة من المحاصيل الحقلية المختلفة.
 ان إعارة التدريس العملي في الكليات والمعاهد الزراعية ما يستحقه من اهتمام هو حجر الزاوية في تحقيق هذا الهدف، اذ ان انخفاض الأداء الحقلي لبعض خريجي الكليات والمعاهد الزراعية وما يسببه من انخفاض في المحاصيل يعود بدرجة أو بأخرى الى قلة الاهتمام بالتدريس العملي وعدم توافر كتاب منهجي مقرر يعالج معوقات زيادة الإنتاج.يحتوي الكتاب على شرح طرائق أجراء التدريسات والبحوث التطبيقية للمحاصيل المحلية المختلفة اللازمة للطلبة وللكثير من العاملين في القطاع الزراعي، كما يشتمل على شرح لجميع المحاصيل ذات الأهمية الرئيسة للقطر، ان دراسة كل مجموعة من المحاصيل المتشابهة شملت ثلاثة اتجاهات أساسية هي:1.دراسة الشكل الخارجي(المورفولوجي) للنبات والتكوين الداخلي(التشريحي لأعضائه الرئيسة)2. دراسة تصنيف المحاصيل الحقلية وانتمائها النباتي، وشملت مبادئ تصنيف الأنواع وتحت الأنواع والضروب والأصناف وصفتها المميزة.3. دراسة طرائق تقييم المواد الزراعية المنتجة كالبذور والأجزاء النباتية وغيرها، كذلك دراسة عمليات نمو النبات المتعاقبة ابتداءً من لبذرة وحتى النضج التام مروراً بمراحله المختلفة، وقد روعي التفصيل في دراسة المحاصيل ذات الصفات المورفولوجية المتعددة والمتباينة، أما الأشكال النباتية المتشابهة فان دراستها تمت بطريقة المقارنة والمناظرة. يشتمل الكتاب على العديد من الجداول والأشكال اللازمة لدراسة المحاصيل الحقلية وتصنيفها وتشخيصها، مع شرح مفصل للأشكال ذات الأهمية الإنتاجية أو تلك التي تنطوي على فائدة نظرية يتكامل بالتعرف عليها التصور المطلوب عن أنواع المحصول المعين.ان لاختلاف الظروف الزراعية لمناطق العراق الرئيسة الثلاث: الشمالية والوسطى والجنوبية، اوجد العديد من الأصناف المتأقلمة لمنطقة من دون أخرى، مما اوجب ترتيب معظم الجداول على أساس أهم الصفات المميزة للمحصول، أما في الحالات التي تستعدي دراسة المحصول بالاعتماد على جداول التشخيص وبالوقت نفسه مقارنته بالأشكال النباتية الأخرى، فقد روعي تدوين جميع صفاته وعلاماته المميزة بجداول شاملة جامعة لكل تلك الصفات، وعلى هذه الصورة نظمت جداول تشخيص أنواع المحاصيل المختلفة وأصنافها.ان الإلمام بطرائق تقييم نوعية منتجات المحاصيل الحقلية والوقوف على مدى جودتها أو رداءتها هو بحد ذلته إضافة ضرورية لتكامل دراسة تلك المحاصيل، إلا ان هذه المواضيع لا تشمل التصنيع الأولي للمنتجات الزراعية.ان مدى توافر الأجهزة المختبرية ومستوى تخصص الكلية أو المعهد يحددان إمكانية القيام بجميع التطبيقات التي يتناولها الكتاب أو الاقتصار على المهم منها فقط، لذا فقد روعيت هذه الحقيقة وأخذت بنظر الاعتبار الإمكانيات المختبرية المتباينة لمخلفات الكليات والمعاهد والمنشآت الزراعية.ان تعدد المحاصيل الحقلية المزروعة وتباينها في كل منطقة من مناطق العراق الزراعية الرئيسة الثلاث والناجم عن الاختلافات الكبيرة في الظروف الزراعية السائدة في كل منها استوجب شمول الكتاب على مجاميع عديدة من تلك المحاصيل وبتفصيل واف تعميماً للفائدة المرجوة.