يوسف فعلشغلت مباراة برشلونة وريال مدريد في الليغا الاسبانية التي انتهت بفوز البرشا الشارع الرياضي واستحوذت على اهتماماتهم وأبعدتهم لساعات عن التفكير في الأمور المعيشية والاقتصادية ،
ووصل الاهتمام بأحداثها حد المبالغة في إظهار مشاعر الفوز او الحزن عند طرفي المنازلة التي جسدت تلك المشاعر والنوازع الداخلية المكبوتة للمواطنين بسبب المعاناة الكبيرة التي يعانونها في مختلف المجالات الحياتية.وحفلت المباراة بالمتعة والإثارة والترقب وسط قلوب تخفق لها من بعيد لأن عشق البرشا والريال استطاع اختراق الحدود التشجيعية في تجسيد حي للعولمة الرياضية ، وأكدت مجريات المباراة أن التشجيع الرياضي جزء صغير من قرية العالم التي لم يعد يخفي شيئا فيها للتطور هائل بالمجال التكنلوجي.والعشق المحلي لفريقي البرشا والريال يعطي الدليل على ابتعاد جماهيرنا عن متابعة فرقهم الرياضية أمثال الشرطة والطلبة والقوة الجوية والزوراء والفرق الأخرى والاستعاضة عنها بفرق عالمية وجدوا فيها ضالتهم المنشودة من الاستمتاع بجمالية الأداء وروعة المهارات الفردية من الماكر ميسي وجماعية الفنون الكروية الباهرة التي يقدمها فريقه الرائع لتطبيقه المثالي مفردات الكرة الضاغطة، وكذلك الاعجاب بسرعة رونالدو الخاطفة وقوة تسديداته الصاروخية والمنافسة الشرسة مع البرشا منذ مواسم عدة حتى عدت مباراتهما أشهر (كلاسيكو) في العالم قاطبة ،فضلا عن الابداع التقني للنقل التلفزيوني للمباراة الذي جرى في الملعب الأسطوري بيرنابيو بحضور جماهيري كبير، وتنظيم على أعلى مستوى من الانضباط ، لذلك اكتملت اللوحة الجميلة التي أبدع في رسمها الجميع.ووفق تلك المعطيات تعلق جمهورنا المتعب بالهموم والمعاناة بالمباراة ، لكن من المخطئ أن نقارن بين البرشا والريال مع فرقنا في الدوري ،لان تلك المقارنة تكون ظالمة وغير منصفة ولا تمت الى الواقع بصله لاسباب عدة ، للفوارق التي لا تعد ولا تحصى بين الطرفين لان الأندية العالمية تخصص لها ميزانيات ضخمة باستطاعتها تقليص المجاعة في الدول الأفريقية .وعلى سبيل المثال ان عقد رونالدو مع الريال 100 مليون يورو وبنزيمة 30 مليون يورو وكاكا 60 مليون يورو ، واين هذه المبالغ من ميزانيات أنديتنا المتعبة ،وبالمفهوم الرياضي فان الأندية العالمية الكبيرة تعد واجهات لدراسة كيفية نجاح فكرة الاستثمار الرياضي لدخولها الشركات التجارية  في الأسواق المالية العالمية. لا يمكن مقارنة أندية تعد الأغنى في العالم مع فرقنا الفقيرة الحال التي تبحث عن طوق النجاة للخروج من أزماتها التي ليس لها نهاية لافتقارها الى الملاعب والمنشآت وقلة الموارد المادية وغيرها من المشاكل العالقة منذ سنين طويلة.والمقارنة بين مباريات الدوري ومباراة برشلونة وريال مدريد كمن يحلم ببناء قصر لعائلته وهو لا يملك من المال ما يسد رمقه وقوت أطفاله اليومي!yosffial@yahoo.comrn rn