كاظم الجماسي rnلحظات مرت سراعا , لا يمكن ابدا ان تحسبها زمنا , مرت كخطف البصر , او كايماضة ما ان التمعت حتى اختفت , لحظات كانت عمر كرنفال يضج بالحيوات , بدأت من الدفة الأولى باب الدخول الى جنائن الكتب في معرض اربيل للكتاب وانتهت عبر الدفة الثانية باب الخروج منه.
هي أذن أيماضات كنا على موعد معها يوم فتح المعرض عند الدفة الاولى في الثاني من نيسان نواظب على الحضور اليومي في التاسعة صباحا وقبل ان يفتح المعرض ابوابه مدفوعين بلهفة وشوق لا مثيل لهما , كل منا يحمل عدته , سالي واوراقها نوزت وحاسوبه مهدي وكامرته أسامة وقاسم وعدتهما التلفزيونية , ومن الجهة الاخرى هيثم وأيهاب وكادرهما الموزع ما بين المخازن واجنحة المعرض , فيما لواء وامجد وميوان يعكفون على تنظيم جداول الحسابات , كل منا منهمك بعمله لا يأبه للمرور السريع للساعات بل نجتهد للأنتصار على الوقت من غير ان نحسب للتعب حسابا" , بل كنا نلتذ به ولا نشبع. حتى تحين الثامنة مساء بعد ان يغلق المعرض ابوابه , وليتها لم يفعل.على رفوف الاجنحة المثقلة بالكتب وبين دفتي كل كتاب تحتدم الحيوات والرؤى والافكار , تختلط دعواتها لأفتضاض مكنوناتها كل منها يدعوني فاحار ايها اجيب , ما ان تفتح الدفة الأولى حتى تمسك الكلمات بتلابيبك فتنكص اسفا" بسبب الضيق الشديد بالوقت ولكن لن تتخلى عن المحاولة ولو بعد حين. والى ذلك الحين تنعقد أواصر صداقة عميقة مع رواد المعرض ليست صداقة أفقية قطعا يقتضي تأسيسها سنوات طوال بل هي صداقة شاقولية في الزمن تنعقد في لحظة بوح انساني عميق , نساء ورجال , طلبة وطالبات , اطفال في عمر الورد , ابناء شعب ودود وكريم احتضن منتسبي المدى بعلاقة متينة لا يمكن ان تزول ذكراها على مر الايام . فأمتلأت محافظنا بارقام هواتف و(وأيميلات) الصديقات والاصدقاء واكتنزت جوانحنا حبا وعاطفة بعنوانات الناس والكتب وذقنا طعم المتعة الحقيقي بين اروقة حافلة بكنوز المعرفة والجمال.وسريعا سريعا وصلنا الدفة الثانية لقد كان كتابا رائعا، كتاب معرض اربيل للكتاب , عشنا لحظات قصار غير انها كانت عامرة بالحب والبهجة بين دفتيه
بــين دفــتـــين
نشر في: 11 إبريل, 2010: 08:46 م