السليمانية/ مؤيد الخالدي  عد الكثير من المعنيين بشؤون السينما مهرجان تــوار  الأخير الذي انتهت اعماله قبل أيام في السليمانية خطوة مهمة وفاعلة على طريق تجسيد دور السينما الكردستاني في معالجة القضايا الإنسانية ومنها قضية المرأة التي تشكل محور المشاكل الاجتماعية في العالم وفي كردستان بشكل خاص.
وعلى هامش انتهاء فعاليات هذا المهرجان التقينا المشرفة على فعالياته (شـــبو العسكري) لتحدثنا قائلة:ـ لاشك في ان الغرض من إقامة مثل هذه المهرجانات في السينمائية وخاصة الأفلام التي تتناول مشاكل المرأة ومعاناتها المستمرة في المجتمعات الشرقية على وجه الخصوص وفي العالم بشكل عام هو من اجل تعريف العالم عن حقيقة الأوضاع التي تعيشها المرأة في مجتمعاتها التي عادة ما تكون مادة أساسية للمعالجة وذلك عن طريق الأفلام السينمائية.وكان مهرجان توار فرصة طيبة لحضور الوفود الفنية من اجل تعريفهم بالظروف سواء المتعلقة بالمجتمع عموما او بالمرأة بشكل خاص ما ينعكس ايجابيا في التأثير في ذلك المحيط الذي نعيشه، فقد شاركت وفود من جمهورية مصر وإيران وتركيا وبريطانيا ومن محافظات إقليم كردستان العراق أيضاً وضمت العديد من الوجوه السينمائية المعروفة من مخرجين وممثلين وفنيين في المجالات السينمائية المختلفة .وتضيف العسكري :كما تعلمون فقد عرضت العديد من الأفلام السينمائية القصيرة ذات المفاهيم الهادفة لبناء المجتمع ولانها كانت كثيرة جدا قياسا لإمكانية هذا المهرجان فقد تم اختيار (18 ثمانية عشر فيلماً) للمنافسة عرضت على مدى أيام المهرجان وتم تقييمها من قبل النقاد و اللجنة التحكيمية المختصة،, وقد حضر تلك الفعاليات جمهور غفير من الناس ومن عشاق ومتابعي الأفلام السينمائية والفن السابع في السليمانية، وهذا يدل  على الاهتمام الواضح والوعي الجماهيري لشرائح المجتمع الكردستاني والمثقفين بالمرأة ودورها الفاعل في المجتمع الشرقي.وأوضحت: في هذا المهرجان وزعت العديد من الجوائز التقديرية وخاصة جوائز الإبداع، وتم منح تسع جوائز رئيسية على مستويات الإخراج والإنتاج والتمثيل وقدمت جوائز لأفضل سيناريو وأفضل ممثل وممثلة وأفضل فيلم وأفضل مصور وأفضل إخراج، وبرزت من خلال ذلك العديد من الكفاءات الفنية الشابة والواعدة من الشباب الكرد كان لأفلامهم واعمالهم الفضل في دفع لجنة التحكيم لان تكون دقيقة في تقييمها، ولاشك في ان اللجنة التحكيمية كانت على مستوى عال جدا لانها ضمت في عضويتها متخصصين وخبراء في المجال السينمائي ومعروفين على مستوى العالم، وان هذا المهرجان سيدفعنا الى تطوير الأداء في المستقبل من خلال الملاحظات والخبرات التي ستدفع المهرجانات القادمة الى مراحل متقدمة في العمل وهو ما يخدم قضايا المرأة والمجتمع معا وهذا ما يحتاجه مجتمعنا الكردستاني بشكل خاص.وبخصوص أفضل فيلم استحق الجائزة قالت العسكري: حاز فيلم (النملة) على إعجاب الجمهور والنقاد كذلك اللجنة التحكيمية، وهو من إنتاج نرويجي، كذلك فازت سيناريوهات لفيلم كردي وآخر إيراني، كما ان هناك أفلاماً أخرى حصلت على الجوائز وفازت بتزكية اللجنة وإعجاب الجمهور الذي صفق طوال وقت العرض لتلك الأفلام.ومن الفائزين بجائزة توار السينمائية الفنانة السيريلانكية نيرما لامانتيس التي دمعت عيناها فرحا حين دعيت للوقوف على خشبة المسرح لتسلم جائزتها حيث قالت  انها فرحة غامرة وليس من السهل على الإنسان ان يتحكم في عواطفه في مثل هذه المواقف فليس سهلاً ان تقف أمام جمهور جديد ويجري تقييمك من لجنة متخصصة فهي  فرحة لا توصف حقيقة.وأشارت الى انها جاءت  من لـــندن وشاركت في فيلم نال إعجاب الحاضرين من هذا الجمهور الطيب والواعي والمثقف وهذا ما سيدفعني الى بذل المزيد من الجهد لإثبات وجودي، وقد عملت مع المخرج الكردي (ئـــاوات عثمان) وفزت بهذه الجائزة التي اعتز بها جدا خاصة انا في كردستان العراق , وفي السليمانية بالذات التي منحتني الدفع والحماسة لاعمال جدية وجديدة في المستقبل وكان فيلم (أحب ان أرى ألواناً) هو من أفضل أفلامي، هذه بداية اعمالي ولن تكون الأخيرة.