بغداد/ هشام الركابيمع تكرار مشهد استهداف تنظيمات ابناء العراق، او ما عرفت سابقا بـ "الصحوات"، متمثلاً بمسلسل من عمليات الاغتيال طالت عدداً من قادة هذه التنظيمات العشائرية في بغداد وعدد من المحافظات، في فترة احتدام الصراع السياسي لتشكيل الحكومة المقبلة، وتذبذب الوضع الامني الذي شهدته البلاد في الفترة الاخيرة، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الى الاستفادة من امكانات قوات الصحوة في العمل الاستخباري بوصفه "جهدا كفيلا بانهاء الارهاب والارهابيين".
وقال رئيس الوزراء في المؤتمر الاول لابناء العراق (الصحوات) الذي عقد امس في  مكتب القائد العام للقوات المسلحة بالمنطقة الخضراء حضرته (المدى): ان تأجيل المناقلة يأتي بهدف دراسة تفاصيل عملية المناقلة والاجراءات الكفيلة بانجاح هذه العملية  من قبل قادة العمليات في عموم البلاد، مضيفا: ان قوات ابناء العراق تستحق منا كل التكريم والدعم والاسناد لانها لعبت دورا كبيرا في حفظ الامن في العراق، لذا لابد من ان يكرم كل من كان له دور في المرحلة الماضية ، بل يجب ان نعزز هذه التجربة لتحقيق الامن في العراق.وتابع "ممكن ان يكون الجهد الاستخباراتي هو الوحيد الكفيل بإنهاء الارهاب والارهابيين، مضيفا انه انتهت المرحلة التي كان الارهابيون يحتلون فيها مدنا باكملها، ولم تعد هناك حاجة لدبابات وطائرات انما لجهد شعبي وطني واستخباراتي امني حكومي من اجل ان نخلص للعراق.الى ذلك اوضح القيادي في صحوة محافظة الانبار حميد الهايس بحسب اذاعة (العراق الحر) ان "الصحوات مستهدفة في الوقت الحالي من قبل عدة جهات وليس القاعدة فقط ، مضيفا ان"البعث الصدامي يستهدفنا، وغيره من التنظيمات الارهابية، لكن سنبقى صامدين الى حين تنظيف البلاد من جميع التنظيمات الارهابية".الناطق باسم لجنة المصالحة الوطنية عبد الحليم احمد اكد ان تنظيمات القاعدة وحزب البعث تجد في تنظيمات "ابناء العراق" لقمة سائغة بسبب سهولة اختراقها وضعف تحصيناتها الامنية، وقال في حديث لاذاعة العراق الحر: "من السهل اختراق ابناء العراق لعدم وجود غربال او تدقيق لملفات الذين ينتمون إليها، لذلك من السهولة بمكان زج عشرة بالمئة او بالالف من الارهابيين بين أوساطهم".ويوضح مستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية سعد مطلبي: ان السبب الرئيس في استهداف قيادات تنظيمات "ابناء العراق" من قبل القاعدة وحزب البعث يعود الى طبيعة عمل هذه التنظيمات الذي قال انه يهدف الى محاربة فلول القاعدة والبعث واخراجها من المحافظات العراقية، وأضاف في حديث لاذاعة العراق الحر: "ان اعضاء القاعدة الموجودين في احدى القرى القريبة من قرية ابو صيفي قاموا بالتحرك بشكل وحشي وضربوا عائلات الصحوات في قرية ابو صيفي، لأن الصحوات تشكل خطراً حقيقياً على تحركات تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الارهابية".وغالبا ما تستخدم تنظيمات القاعدة وحزب البعث الملابس العسكرية والمركبات المدنية الموشومة بشعارات حكومية كستراتيجية في استهدافها قيادات ابناء العراق، الامر الذي دفع الحكومة العراقية مؤخرا الى اصدار تعليمات خاصة لمعالجة هذا الموضوع واضاف مطلبي: ان "الحكومة العراقية أصدرت اوامر الى الصحوات بفتح النار على اية قوة تدعي انها من الجيش او الشرطة باستثناء القوات التي تتقدمها الهمرات العسكرية والتي تدل على ان هذه القوة حكومية".والى جانب هذه التعليمات تقوم الحكومة  بتزويد ابناء العراق بالمستلزمات الضرورية لحماية انفسهم وحماية المناطق الواقعة تحت مسؤولياتهم، كما بين الناطق باسم لجنة المصالحة الوطنية عبد الحليم احمد ان "الحكومة  توفر لابناء العراق الاسلحة والدعم اللوجستي والتدريب والمساندة".ويرى مراقبون ان بوادر الفراغ الامني بدأت تظهر على الساحة السياسية العراقية نتيجة انشغال الطبقة السياسية في تشكيل الحكومة المقبلة، متأملين ان يتم تشكيل هذه الحكومة قبل ان تتدهور الاوضاع وتعود البلاد الى المربع الاول. يشار الى ان رئيس الوزراء وافق على انضمام عشرين بالمئة فقط من قوات الصحوة الى الاجهزة الامنية على ان يلتحق الاخرون بوظائف ادارية.وانبثقت قوات الصحوة للمرة الاولى في ايلول 2006، في محافظة الانبار حيث استطاعت خلال اشهر قليلة طرد تنظيم القاعدة والجماعات الارهابية.