عبدالله السكوتي وهذا من قول الشاعر الذي وصف الاماني بأنها لاخسارة فيها، ان تحققت فبها والا فليس منها شر ومن الممكن ان نعيش بها زمانا جميلا حيث قال الشاعر:منى ان تكن حقا تكن اطيب المنى والا فقد عشنا بها زمنا رغداوقال آخر:
اذا ازدحمت همومي في فؤادي/ طلبت لها المخارج بالتمنيوقيل لامرأة مشهورة تدعى (بنت الخس) اي شيء اطول امتاعا ؟ فقالت: التمني وقال بشار بن برد الشاعر: الانسان لاينفك من امل، فان فاته الامل عوّل على المنى، الا ان الامل يقع بسبب، وباب المنى مفتوح لمن تكلف الدخول فيه.وقال ابن المقفع: كثرة المنى تخلق العقل، وتطرد القناعة ، وقال ابراهيم النظام : كنا نلهو بالاماني، ونطيب انفسنا بالمواعيد ، فذهب بعد فقطعنا انفسنا عن فضول المنى، وقال الشاعر:اذا تمنيت بت الليل مغتبطا/ ان المنى رأس اموال المفاليسفي حين قال آخر: ان المنى طرف من الوسواس ، وقال علي بن الحسن الباخرزي في ذم التمني : تركت الاتكال على التمني/ وبت اضاجع اليأس المريحاوذلك انني من قبل هذا/ اكلت تمنيا وطرحت ريحاوفي التمني قال الكثير من الشعراء وقد فضلهم الشاعر الكبير ابو الطيب المتنبي حين وضع التمني بمقابلة جريان الرياح فقال: ما كل ما يتمنى المرء يدركه/ تجري الرياح بما لاتشتهي السفنوقبله قال كعب بن زهير في قصيدته الخالدة بانت سعاد:ولايغرنك ما منت وما وعدت/ ان الاماني والاحلام تضليلوعسى ألا تكون الاماني والاحلام التي غرق بها الشعب العراقي مجرد امان فقط فهو صاحب الاماني الكبيرة، التي عاش طويلا على اعتابها؛ فقد تمنى الخلاص من الديكتاتورية، وتمنى ان يستقر العراق ويمتلك سيادته، وتمنى ان يستتب الامن، وتمنى تشكيل الحكومة بسرعة لتبدأ مرحلة جديدة من تطبيق الديمقراطية، وتليها امان كثيرة منها السهلة ومنها مالايتحقق ولن تقف عند تطوير البنى التحتية، واكمال تزويد الطاقة الكهربائية وتوزيع الغاز عن طريق الانابيب، والخلاص من القناني القميئة، ومن ثم يأتي الحلم الاكبر وهو امتلاك الحرية الحقيقية فقد دفع الشعب من اجلها الكثير وهو بانتظار ان تشرق شمسها ويعم نورها العراق.طبعا امنية العراقيين التي في المقدمة ان تتشكل الحكومة بأسرع وقت وان تحزم المفوضية المستقلة للانتخابات امرها وتبت بالطعون ؛ بينما تتمنى الكتل السياسية الفائزة ان تقوم كل منها بتشكيل الحكومة والفوز بحكم العراق لاربع سنين آتية وتستطيع تنفيذ برنامجها السياسي والاقتصادي، والبعض يتحرق شوقا للانتهاء من التوافقات كي ترسو السفينة عند الشاطئ، وتبدأ الكتل البرلمانية عملها سواء في الحكومة او البرلمان كرقيب عتيد على الحكومة أو في الحكومة لتبدأ من حيث انتهت الحكومة السابقة وتستكمل مشاريعها الاستثمارية وتبدأ بتطوير علاقات العراق بسياسة جديدة مع محيط العراق المحتقن.ربما تتحقق الاماني هذه المرة ونحظى بفرصة تتناسب مع ما دفعناه من دماء من اجل بناء صرح الديمقراطية الذي يتطلب الكثير من التضحيات والعمل. فالامل بمفرده لا اعتقد سيكون نافعاً والاماني بمفردها ستكون رأس اموال المفاليس، اما حين تكون مقترنة بالعمل والجد والمثابرة فستكون من الاماني التي نحيا بها زمناً وغدا.
هواء فـي شبك: ألذ من المنى
نشر في: 12 إبريل, 2010: 07:06 م