ترجمة: إسلام عامرلا تزال بعض المتع البسيطة محيرة ٌ هنا، لكن فقد ذهب العشرات من الرجال عصرا في يوم الجمعة الذي سبق يوم الذكرى السنوية السابقة لإسقاط نظام صدام الى السينما لمشاهدة فيلم عن الحرب التي عاشوها.و بدلا من اخذ الذرة المشوية معهم فقد اخذوا معهم المعجنات المحشوة بالتمر (الكليجة).
لقد كان الفيلم «ذي هيرت لوكر» موضوعا على قرص ٍ مدمج تم بيعه بطريقة غير شرعية مقابل دولار واحد و تم عرضه على حاسب محمول (لابتوب).لقد كان محور الموضوع، للمشاهدين، محورا عميقا و ليس شخصياً.»متى ما ذهبنا الى العمل او سافرنا فإننا نود ان نرى الامريكان يحاولون ابطال مفعول قنبلة ٍ ما» هذا ما قاله زاهر كريم البالغ من العمر 92 عاما و الذي يعمل مصوراً «نحن نود رؤية هذي الاجهزة،اقصد الانسان الآلي، الذي يدعوه العراقيون (حمودي)».في مدينة ٍ يقطنها سبعة ملايين شخص والتي لا يوجد فيها الا القليل من دور السينما قال الرجال انه كان العرض العلني الاول للفيلم الذي فاز بجائزة الاوسكار،فتتحدث قصة الفيلم عن وحدة من الجنود الامريكيين الذين يتنقلون بسرعة في انحاء بغداد في سبيل ابطال مفعول العبوات المتفجرة _و ذلك باستخدام ايديهم او استخدام روبوت الي_.»يجب ان نكون نحن اول من يرى هذا الفلم لكننا لم نستطع الا ان نتابع اخباره في الصحف» هذا ما قاله عبد الرسول حسن المتخصص في الرياضيات البالغ من العمر 57 عاما.قبل ان يحوز الفيلم الجائزة الاكاديمية. في السابع من آذار تعرض الفيلم للنقد الحاد من الجيش الامريكي لما وصفوه بعدم دقة الوصف العسكري للحياة العسكرية في العراق.تجمع العراقيون في نادي السينما في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، وهو عبارة عن جمعية لمثقفي بغداد.باسم عباس الذي ذهب خارجا ليدخن قال في احد المشاهد ظهر محل القصاب مكتوباً على لافتته كلمة عربية خاطئة فلقد كانت الكلمة ذات استخدام اردني و ليس عراقياً.(فقد تم تصوير الفلم في الاردن). و اضاف:»فكان بإمكانهم على الاقل ان يستخدموا مرشدا يعلمهم استخدام مثل هذه الاشياء فاللهجة لم تكن عراقية بل كانت تشبه اللهجة المصرية فلربما يعود السبب في ذلك الى ان المصريين اول البلدان العربية التي تصدرت صناعة التسلية و المتعة الفنية»و قال عباس مضيفا: ان احد المشاهد التي كانت في بداية الفيلم لم تكن دقيقة حينما اجتاز عراقي طوقا من الجنود و مر ّ بالقرب من جندي يقترب من عبوة ناسفة ذلك لان الرجل العراقي لم يمت «لأنه كان من المحتوم ان يتم اطلاق النار عليه لو كان ذلك الامر في الواقع».»اتساءل كيف حصل الفيلم على جائزة الاوسكار! ان الفيلم غير واقعي على الرغم من انني لست ناقدا سينمائيا»أما بقية الرجال، فكانت مشاهدة ذلك الفيلم استرجاعا للفصل الاخير من حياتهم. فيلم يكن أي شيء بعيد و تجريدي.و الموضوع يتمحور حول وحدة امريكية لفك القنابل المتفجرة و التي حظت بصدى واسع لان العراقيين قد اختبروا ما لا يعد و لا يحصى من العبوات الناسفة على جانبي الطريق.»لقد رأيت انا بأم عيني روبوتا آلياً يقوم بفك عبوة ناسفة بحضور امريكي كثيف في الشوارع» هذا ما قاله عباس و اشتكى من ان الفيلم لم يتناول بعض القضايا الاكثر ايلاما للعراقيين.لكن الكثيرين نجوا من القنابل المتفجرة التي ابطل مفعولها الامريكون،هذا ما قاله عدي ماني و هو مخرج افلام:»ان الوحدة التي تم عرضها هي اكثر وحدة ساعدت العراقيين».و كما هي الحال في معظم المدن المصابة بالجراح فان الفن عمل ٌ في صدد التقدم و فيلم «الهرت لوكر» يصور جزءاً من جهد الافلام اليافعة التي تحيي ثقافة الافلام التي عاشت في فترة السبات العميق. فكانت دور السينما القديمة النابضة بالحياة التي تجتذب العائلات العراقية من بغداد القديمة كانت اثرا مقدسا جميلا قبل سنين عديدة من الوجود الامريكي و قبل العقوبات التي صبتها الامم المتحدة على الحياة العراقية.تتوافر الاقراص المدمجة في الاسواق وكذلك النسخ غير المرخصة من الافلام التي يتم عرضها حاليا في دور العرض الامريكية مقابل دولار واحد.»نحث الناس على القدوم الى مثل هذه الأماكن التي تشبه دور السينما التي تعود لزمن السبعينيات التي تعرض افلامها على شاشة ٍ كبيرة» هذا ما قاله مانعي الذي نظم مع 4 اصدقاء جمعية الفيلم مع اتحاد الكتاب.لقد زالت القيود عن حرية التعبير الفني لكن لا يوجد الا القليل من المال لانتاج الافلام في العراق.و قال مانعي انه يود ان يصنع دراما وثائقية عن ضابط في الشرطة العراقية الذي يعمل كخبير في إبطال مفعول العبوات الناسفة و يعمل ليلا كموسيقي.لكن معظم الافلام في العراق اجنبية الآن و ناقش العديد من الرجال تفاصيل الفيلم و اعتقدوا انه سيكون جزءاً كبيراً من الذاكرة التاريخية في حربهم.»عندما نتحدث في المستقبل لاطفالنا و احفادنا عما حصل في العراق فإننا سنريهم هذا الفيلم» هذا ما قاله
العراقيون يجتمعون لمشاهدة فيلم يتحدث عن حياتهم
نشر في: 13 إبريل, 2010: 04:09 م