بقلم / مؤيد البدري مرت فترات من تاريخ العراق الرياضي كان الوزراء يتبوأون المراكز الرياضية الحساسة ابتداءً من منصب رئيس اللجنة الاولمبية العراقية مروراً بالاتحادات الرياضية وانتهاءً بالأندية. ففي العهد الملكي كان الراحل عبيد عبد الله المضايفي رئيساً للجنة الاولمبية ثم انتقل هذا المنصب الى الراحل الأستاذ أكرم فهمي.
ثم جاءت فترة كان الراحل صالح مهدي عماش هو الرئيس إلى أن صدر قانون ينص على أن كل وزير للشباب هو رئيس اللجنة الاولمبية تلقائياً.وهذا القانون أتاح لكثير من الوزراء أن يصبحوا رؤساء للجنة الاولمبية ابتداءً من كريم الملا وانتهاءً بنوري فيصل الشاهر الى أن تسلم عدي صدام حسين مقاليد الرياضة وأصبح رئيساً للإتحاد العراقي لكرة القدم واللجنة الاولمبية حتى 9/4/2003م .أما الأندية الرياضية فان الراحل عدنان أيوب صبري كان رئيساً لنادي الزوراء كما تسنم عدد من الوزراء ووكلاء الوزارات والمدراء العامين وكبار الضباط هذا المنصب.وبعد عام 2003 كان أحمد الحجية أول رئيس للجنة الاولمبية أعقبه بعد فترة اختطافه بشار مصطفى ثم جاء دور الرياضيين الذين برزوا فى فترة السبعينيات والثمانينيات بتسنم إدارات اللجنة الاولمبية والاتحادات والأندية الرياضية.أنه لشيء يبعث على الفرح والسرور أن ترى حارس مرمى العراق رعد حمودي يفوز بمنصب رئيس اللجنة وحسين سعيد يصبح رئيساً للإتحاد العراقي لكرة القدم وأن يكون لاعبون أمثال سمير كاظم وشرار حيدر وعلاء كاظم وسلام هاشم رؤساء لأندية عريقة كالجوية والكرخ والطلبة والزوراء اضافة الى وجود آخرين فى الاتحادات الرياضية.إن مجيء هؤلاء لقمة الهرم الرياضي كان يدعونا إلى التفاؤل بمستقبل الرياضة العراقية لكونهم جميعاً على تماس دائم بواقعها واحتياجاتها المستقبلية وما يجب أن تكون عليه هذه المؤسسات الرياضية من تماسك لأداء عملها على أحسن وجه.أقرأ بين الحين والآخر عن وجود مشاكل فى هذا النادي أو ذاك والمطالبة باستقالة رؤساء بعض الأندية الرياضية وهو الأمر الذي يحز في قلوبنا لأن بعض هذه المطالبات جاءت من رفاق الدرب للذين يقودون هذه الأندية.إن الاختلاف في الرأي (لا يفسد للود قضية) كما يقول المثل، ولكن وصول الحال الى التظاهر والانتقادات ونشر الغسيل في الإعلام والمنتديات يجعلنا نؤشر حالة من عدم الاطمئنان لمسيرة الرياضة العراقية.كنت أؤمن وما زلت ان العمل فى مجال الرياضة هو جانب خدمي وليس جانباً شرفياً ينشد منه الشخص الحصول على مكاسب شتى بطرق مختلفة بعيدة كل البعد عن كل السبل التي تقود الى الطريق الصحيح ، كما أن التشبث بالمنصب الذي يحدث الآن لا يوصلنا الى جادة الصواب، بل أن الطريق الأمثل للعمل الرياضي هو أن تسمح لغيرك كما سُمحَ لك بالوصول إليه لا أن تضع العقبات والصعاب أمام الأشخاص الآخرين الذين قد يؤدون خدمة وعملاً أفضل منك. وتدور في الوسط الرياضي حالياً مشاكل عدة تدعو الى الخيبة وتثير أكثر من علامة تعجب فى مسيرة الحركة الرياضية فى العراق وهو ما صرح به سمير الموسوي الأمين المالي للجنة الاولمبية وقرأته فى أحد المواقع الالكترونية من أن اللجنة أحالت الى لجنة النزاهة عدداً من قضايا الفساد المالي في الاتحادات الرياضية وهي مسألة تثير في نفوسنا الكثير من الشكوك بنجاح بعض هؤلاء فى قيادة الرياضة العراقية.والشيء الآخر المثير هو ما تناقلته الأخبار عن تصريح للأخ رعد حمودي أنه قد يلجأ الى المحكمة الرياضية إذا تلكأ الاتحاد الدولي لكرة القدم في اجراء الانتخابات للإتحاد العراقي وهذا يعني أن الأمور المتعلقة بهذه الانتخابات لم تحسم حتى الآن ويمكن أن تأخذ وقتاً أطول من الذي تم الاتفاق عليه.والآمر الثالث الذي يقلق الرياضيين جميعاً هو الإعداد لاستحقاقات الفترة القادمة من بطولات دولية ودورات قارية والاستعداد لها وفي مقدمتها الدفاع عن لقب بطل آسيا بكرة القدم التي ستضيفها قطر في كانون الثاني عام 2011 وتحديد اسم المدرب الذي سيقود المنتخب إضافة الى استعدادات الاتحادات الأخرى التي من الممكن أن يحصل فيها العراق على مراكز متقدمة. إنه قلق شرعي لكل رياضي ويبدو ان الرياضة العراقية قد لا تحقق الهدف الذي ننتظره منها إذا ما سارت على هذا المنوال وهو الأمر الذي لا نرجوه ولا نتمناه لها.
من الدوحة : الرياضة العراقية.. إلى أين؟
نشر في: 13 إبريل, 2010: 05:01 م