TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: ما الذي يؤخركم؟

كردستانيات: ما الذي يؤخركم؟

نشر في: 13 إبريل, 2010: 06:00 م

وديع غزوان تكاد تتملكنا الحيرة ونحن نسمع كل الأطراف والقوى السياسية تنادي بأهمية الإسراع في التوصل الى استقرار الأوضاع وسرعة إعلان النتائج النهائية للانتخابات وافتتاح مجلس النواب الجديد جلساته وتشكيل الحكومة، وهي قضايا مترابطة ومتصلة لا ينفصل احدها عن الآخر،
ولا نملك الا الإذعان لسؤال ساذج يتمحور حول الطرف المعيق لتحقيق هذه الشعارات البراقة لأقطاب وسدنة العملية السياسية دينية وعلمانية على حد سواء.. سؤال احتل المرتبة الأولى من اهتمامات المواطن بل ربما تجاوز على انشغالاته المعيشية او المتعلق منها بالخدمات وإيجاد فرص عمل للعاطلين، لان كل ما عشناه من وضع مترد لا ينفصل عن الصراعات السياسية التي ندفع ثمنها غالياً، لذلك لا نرى بداً من القول بان هذه الحالة لا يمكن الا ان توصلنا الى نتيجة واحدة لا ثاني لها تتمثل بان بعض القوى السياسية استمرأت لعبة الضحك على الذقون كما يقولون، وتوهمت انها قادرة على مواصلة خطابها المزدوج بادعاء الحرص على العملية السياسية و التمسك بالديمقراطية، لكنها تنظر لهذين الأمرين بمقدار قربهما او بعدهما عن مصالحها هي بغض النظر عن مصلحة المجموع.الأمثلة على ذلك كثيرة ومعروفة ولا نريد ان نخوض فيها في هذا الظرف بالذات لئلا يحسب انحيازاً لجهة على حساب جهة أخرى.معادلة صعبة وملازمة تذمرنا منها حيث تتأزم الأجواء بعد كل انتخابات ليس بسبب اختلاف  وجهات النظر على قضايا جوهرية تهم الوطن والمواطن، بل سببه التنافس المحموم على منصب رئيس الوزراء بما يعنيه من سيطرة وتحكم وليس بما يفترض ان يمثله من مسؤولية مباشرة لتنفيذ تطلعات المواطنين والسير بخطوات متسارعة الى تشييد وطن أنهكته الصراعات على الكراسي .وسط ضبابية هذه الصورة لا يتملكنا اليأس و يحدونا الأمل بان يمارس الطرف الكردي، بما يمتلكه من ثقل سياسي، دوراً ايجابياً للخروج من معضلة الخلاف عن أحقية الطرف الذي يحق له تشكيل الحكومة وسرعة  عقد التحالفات والاتفاقات التي تمهد لانبثاقها، خاصة وان القوى الكردستانية وكما يبدو مع خيار ان تكون حكومة شراكة وطنية بعيداً عن تهميش اي طرف و مع أمنيات أكثر ضرورة بان لا يكون مفهوم الشراكة مرادفاً لمفهوم التوافق الذي مهما أضفينا عليه من كلمات وألفاظ تجميلية، كان احد أسباب تأخر النهوض بالعراق وعدم قدرته على استعادة عافيته بشكل كامل .مرة أخرى نقول للكيانات السياسية وأقطابها اذا كنتم متفقون على ان تأخير انعقاد جلسات مجلس النواب وتشكيل الحكومة يصبان بغير مصلحة المواطن فما الذي يؤخركم اذن؟!  اتقوا الله في وطنكم وشعبكم واتفقوا على نهج تكون الأولوية فيه للعراق ولا تستخفوا بمشاعر الناس وأحاسيسهم وطول صبرهم فقد قيل احذر الحليم اذا غضب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram