TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : نسيم بغداد

كلام ابيض : نسيم بغداد

نشر في: 13 إبريل, 2010: 06:03 م

كريم محمد حسين أمنـّي نفسي بأشياء رائعة كأن اسير على بحرمن زئبق، وأعانق سحابة وكأن  التقي امرأة في عمق التأريخ، لكنني الآن صحوت فما عدت أطمح الا لشيئين: بغداد والهواء.وبهذه الامنيات أحاول أن أدنو من بغداد اكثر، حتى أكاد التصق بها مثلما يفعل الكثير من محبيها، واقسم بأغلض الايْمان بأن لا احد يكره بغداد، فكلنا يجمع على ان بغداد هي الام،
 وهي الوعاء الانساني الكبير الذي يحتضن الهموم والاوجاع ومراحل الاحتضارات التي مرت وتمر بنا، سواء أكانت فكرية ام ضياع، إثر حماقات البعض من قاد بغداد في الايام الغابرة الى الخراب ،وعلى الدوام يذهب من فعل السوء ببغداد ومحبيها الى جحائم مُعَدة سلفا لكل العتاة الذين عبثوا بها وبأهلها، وتبقى هي الوحيدة المنتصبة تلوّح وتحتضن من جديد من يريد لها خيرا، ويعمل على تبرجها وزينتها ويطهرها من كل سوء لحق بها،واكيد هي ترد التحية لمن يمشط شوارعها وينظفها، وتفرح بمن يجهد في إعمارها وازالة العوالق التي تراكمت بلا مشروعية على  جسدها الجميل، وتظهر سعادتها حينما تنساب مياه دجلتها من غير عوائق واطمار، تفرح بغداد عندما يعلو البناء وتلتئم الجروح وتختفي الدمامل، وتجبّر اضلعها التي تكسرت إبان الحروب ومافعله الارهاب الذي اصابها وقتل ابناءها ، بغداد تكون في ذروة سعادتها حينما ترى اولادها وهم يشمرون عن سواعدهم لإعادتها الى مدينة سلام وحب وثقافة ووئام وازدهار.بغداد ستفتخر بكل من يريد أن يكون سيزيف من اجلها ويركع على الاربع من اجل خطب ودها، كونها العنقاء والخضراء، كونها اجمل العواصم وبنت الدنيا، وعليك ايها الابن البار ان تفتخر ببغدادك ولاتجحدها، فكلنا لانشعر باليتم طالما ولطالما هي امنا وابانا وحاضنتنا ، لقد جبنا العالم وخضنا التحول والترحال بين العواصم والمدن الهائلة بتأريخها وحاضرها، لكننا لم نر اجمل واحلى من بغداد بأزقتها ومحلاتها، حتى وان طالها الخراب والاهمال، ونتأملها كل يوم ان تصحو على صوت المعاول والآلات وهي تزيح الركام عن اخاديد وجهها الذي اتعبته السنون، نتأملها لتستحيل الى حديقة الالف وردة ووردة، ويعاد لها اسمها كون اسمها مشتق من الكرم والعطاء، وتريد وتتوق لمن يتبغدد عليها من ابنائها الكثر،ونأمل من كل قادم جديد ان يأخذ بيد بغداد، ويفعل لها ماتستحق وان لايمنّ عليها لأن هذا القادم ومهما تكن قامته فهو خادم بغداد وحامي حرمتها.rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram