عبدالله السكوتي زعموا ان القمر خطب الشمس فوافقت على الزواج منه، وارادت ان تصنع له ثوبا جديدا حسب العادة الجارية، فأرسلت الى الخياط وطلبت منه صنع ثوب للقمر، فذهب اليه وهو في اسبوعه الاول فأخذ مقياسه،
ثم جاءه بعد اسبوع ليجرب الثوب الجديد، فوجد ان القمر قد تضاعف جرمه لأنه في اسبوعه الثاني (بدر)، واصبح الثوب ضيقا عليه، فذهب الخياط الى الشمس واخبرها بذلك، فطلبت منه ان يأخذ قماشاً جديداً ويذهب اليه ثانية لأخذ مقياسه مجدداً وخياطة ثوب آخر، ففعل ما طلبت منه، وبعد حوالي اسبوع جلب الثوب الى القمر وهوفي اسبوعه الثالث، فوجد ان الثوب كبير على القمر ولا يليق ان يرتديه، فذهب الخياط الى الشمس واخبرها. فعاتبت الشمس القمر قائلة له: (يا قمر خبرنا عن مقدار مقياسك الحقيقي لانه ضاع علينا)، لاشك ان تغيير المواقف والعبور من ضفة الى اخرى هو من صميم العمل السياسي على اعتبار ان السياسي من يحاول ان يجد افضل الحلول لقضايا بلده. ولا يهمه ساعتها ان يفعل المستحيل. وقديما فرقوا بين المغامر والسياسي حين قالوا: (امش شهر ولا تطفر نهر)، لكن احدهم قلب المعنى حين قال: (لو صادفت عبرة نهر/ اطفر ولا تمش شهر)هكذا هي الحال لدينا ومما لا شك فيه ان الحراك السياسي حق مشروع للجميع، والانفتاح على الاخرين من صميم العمل السياسي دولا وجماعات، كي نستطيع ان نصل الى رأي مشترك ، وهذا لا يحصل الا بالمشاورة وتبادل وجهات النظر، وهو لا يخل بالمبادئ، حتى وان ضاع مقياس بعض الكتل السياسية علينا، وقديما قالوا في المشاورة والمشورة:شاور سواك اذا نابتك نائبة يوماً وان كنت من اهل المشوراتفالعين تنظر منها مادنا ونأى ولا ترى نفسها الا بمرآةالان المشورة اخذت مدى واسعاً، وانفتحت الكتل السياسية باتجاه بعضها ولم تأل جهدا في انها عرضت الحالة السياسية والديمقراطية في العراق على دول متعددة، ولم تعرضها على دولة بعينها، ولذا صار الامر مشروعاً، وهذه حالة صحية ان العراق وقبل تشكيل الحكومة المقبلة اصبح قريباً من دول جواره يشاركهم الرأي والمشورة، ويعرض ما فيه صالح الشعب العراقي ويحاول السياسيون في هذا الجهد المتميز ان يتوصلوا الى افضل الحلول. ان تغيير المواقف باتجاه الافضل، والزيارات المتبادلة مع ما تحمله هذه الزيارات من عرض لهموم الشعب العراقي وآمالة، نقطة البداية في فتح صفحة جديدة من الود، واغلاق الباب على التطرف والمواقف المتوترة التي زادت من حجم الهوة بين العراق والدول المحيطة به. ونحن في هذا لا نستطيع ان نقول: (يا جاري انته بدارك وانه ابداري)، فالعالم لم يعد مثلما كان قديماً ؛ ان مصلحة الشعب توجب على السياسيين ان يكونوا قريبين من الاخر يأخذون ويعطون، وربما تأخذ في المصافحة مالم تأخذه في الشكاوى ورفع القضايا ولذا فالسياسة لعبة الكبار الذين يديرون اشرعة السفن باتجاه الريح خير من السير بعكس اتجاهها لئلا تتمزق الاشرعة، خصوصاً وان العراق يحتاج الى صداقة الجميع وكما يقولون: (الف صديق ولا عدو واحد).
هواء فـي شبك :(ضايع مقاسك ياكمر)
نشر في: 13 إبريل, 2010: 08:39 م