TOP

جريدة المدى > غير مصنف > سلمان شكر سيفونية الالم العراقي

سلمان شكر سيفونية الالم العراقي

نشر في: 14 إبريل, 2010: 04:46 م

سلمان شكر.سمفونية " الألم العراقي " لحنٌ بلا وتر ، ونغم نشاز لم يطرب آذان السامعين ، وعزف بغير آلات موسيقية ، حتى آلة العود التي طالما التصقت بصدره ولم تفارق أنامله في أي سنة من سني حياته  ، حتى بدت وكأنها جزء لا ينفصم عنه، في هذه المرة ، نأت بعيداً عنه ...
وبدل أن تلامس أناملهُ أوتار عوده وهو " يدوزن " أوتاره على نغم مقامات السيكاه و البنجكاه  والمخالف  والبيات والعجم والكرد و النهاوند ، راحت تتلمس موضع الألم من جسده المثقل بالآلام ، وهي تشد قبضتها على راحته لعلها تستطيع حبس آلامه أو تُسَّكِنْ أوجاعه  او تخفف بعض آهاته. سمفونية " الألم العراقي "  لم تُعزف على  قاعة الرباط او المسرح الوطني او غيرها من القاعات والمسارح والتي طالما استأنست بسلمان شكر وطربت وهي تستمتع بضربات عوده وهو يدندن مقطوعة من تراثنا البغدادي الجميل او من سماعيَّاته (ماهور او  رست او نهاوند )  او مقطوعته الموسيقية ( وادي الموت ) ، بل عُزفت تلك السمفونية بين جدران حجرته وهو مسجى فوق فراش الموت وقضى سلمان نحبه وهو يعزف آخر إلحان حياته وعيناه ترقبان  من حوله باحثاً عن جمهوره فلم يجد سوى نفر من أهله وذويه لازموه في محنته ، حتى أسدل الستار على مسرح حياته. كانت حروف " نوتته " تختلف هذه المرة في كل شيء فليس فيها أي حرفٍ من الحروف السبعة التي عرفها سلمان شكر جيداً والتي كان يعرف كيف يشكل منها جملاً تُفهم في كل بقاع الكون  فوقفت له الجماهير تصفق لفنه من شرق الأرض وغربها . حروف " نوتته " كانت هذه المرة أنينا ، وآلما ، وصرخات آه ، لم يكن فيها سلم ٌموسيقي بل سكرات الموت تنتزع الروح انتزاعاً لتصعد وتتصاعد بروحه إلى بارئها حيث مثواه الأخير. انتهى سلمان شكر من عزف آخر معزوفاته ، سمفونية " الألم العراقي " ، لكن الجمهور لم يصفق له بل بكاه بحرارة وحزن وألم شديد . فقد كان سلمان شكر  علما بارزا في عالم الموسيقى العربية وعازفا وأستاذا كبيرا للموسيقى الشرقية , نقل فضاءات العود العراقي عزفا وتدريسا الى العديد من جامعات دول العالم وعمل لفترات طويلة مستشارا فنيا في وزارة الثقافة والفنون ورئيسا للجنة الوطنية للموسيقى في العراق , وشارك في العديد من المهرجانات العالمية والمؤتمرات ألموسيقية وأحيا ألكثير من الحفلات ألتي مازالت خالدة في ذاكرة الابداع الموسيقي , مضيفا بصمة لن ينساها الفن العراقي البغدادي بتأسيسه لخماسي العود للمقطوعات ألموسيقية فترة ألسبعينيات من القرن الماضي. ولد ألفنان سلمان شكر في بغداد عام 1921 والتحق بأول دورة في معهد الموسيقى عام 1936 ودرس على آلة العود والموسيقى ألشرقية على يد ألموسيقار الشريف محيي الدين حيدر الذي عينه أستاذا في المعهد بعد تخرجه منه عام 1944 .. وظل محتفظا بهذا المنصب لمدة ثلاثين عاما تخرج على يده خلالها كبار الموسيقيين العراقيين والعرب كعلي الأمام وحسام الجلبي وغيرهم..من مؤلفاته الموسيقية ألشهيرة .. قطعة الغجرية 1944 , وادي الموت 1949 , من وحيها 1952 , وخماسيات (حورية الجبل ) و ( مهرجان في بغداد ) , وكذلك مؤلفات مصاغة على ألتراث ألسماعي مثل ( سماعي ماهور 1949) ( سماعي رست 1972) (سماعي نهاوندالمحرر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram