اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ( سلمان شكر ) عزفٌ منفرد لسمفونية - الألم العراقي-

( سلمان شكر ) عزفٌ منفرد لسمفونية - الألم العراقي-

نشر في: 14 إبريل, 2010: 04:53 م

لؤي قاسم عباس  عام 2007 ، أنهى القدر وضع أخر بصماتهِ على سمفونية " الألم العراقي " والتي عزفها بصبرٍ جميل الفنان سلمان شكر . وعلى غير ما جرت عليه العادة بأن يرافق مثل تلك المعزوفات جوق ُ أو فرقة ٌ موسيقية ، كان العزف ٌ منفرداً ، اذ لم يصاحبه أي من مرافقي فرقته ( خماسي العود البغدادي ) .
سمفونية " الألم العراقي " لحنٌ بلا وتر ، ونغم نشاز لم يطرب آذان السامعين ، وعزف بغير آلات موسيقية ، وحتى آلة العود التي طالما التصقت بصدره ولم تفارق أنامله في أي سنة من سني حياته ، حتى بدت وكأنها جزء لا يتجزأ منه ، في هذه المرة نأت بعيداً عنه ... وبدل أن تلامس أناملهُ أوتار عوده وهو " يدوزن " أوتاره على نغم مقامات السيكاه و البنجكاه والمخالف والبيات والعجم والكرد و النهاوند ، راحت تتلمس موضع الألم من جسده المثقل بالآلام ، وهي تشد قبضتها على راحته لعلها تستطيع حبس الألم أو تُسَّكِنْ الوجع لعلها تستطيع ان تخفف بعض آهاته . سمفونية " الألم العراقي " لم تُعزف على قاعة الرباط او المسرح الوطني او غيرها من القاعات والمسارح والتي طالما استأنست بسلمان شكر وطربت وهي تستمتع بضربات عوده وهو يدندن مقطوعة من تراثنا البغدادي الجميل او من سماعيَّاته (ماهور او رست او نهاوند ) او مقطوعته الموسيقية ( وادي الموت ) ، بل عُزفت تلك السمفونية بين جدران حجرته وهو مسجى فوق فراش الموت وقضى سلمان نحبه وهو يعزف آخر إلحان حياته وعيناه ترقب من حوله باحثاً عن جمهوره فلم يجد سوى نفرٌ من أهله وذويه لازموه في محنته ، حتى أسدل الستار على مسرح حياته . كانت حروف " نوتته " تختلف هذه المرة في كل شئ فليس فيها أي حرفٍ من الحروف السبعة التي عرفها سلمان شكر جيداً والتي كان يعرف كيف يشكل منها جملاً تُفهم في كل بقاع الكون فوقفت له الجماهير تصفق لفنه من شرق الأرض وغربها . حروف " نوتته " كانت هذه المرة أنينا ، وآلما، وصرخات آه ، لم يكن فيها سلم ٌموسيقي بل سكرات الموت تنتزع الروح انتزاعاً لتصعد وتتصاعد بروحه إلى بارئها حيث مثواه الأخير. انتهى سلمان شكر من عزف آخر معزوفاته ، سمفونية " الألم العراقي " ، لكن الجمهور لم يصفق له بل بكاه بحرارة وحزن وألم شديد . مات سلمان شكر وسكنت آلامه ، وانتهى صراعه ُ مع المرض ، ودفنت معه جراحاته ، وسكتت معه استغاثات وأستصراخات الأستاذ عزيز الحاج . مات سلمان شكر شهيداً يصارع الموت في بيته ضحية من ضحايا التدهور الأمني . لقد أبى سلمان شكر إلا أن يكون فناناً حتى بموته فلقد رسم لنا بإحساسه المرهف لوحة تعبيرية عن ( الألم العراقي ) ، أظهر فيها الوطن وكأنه منفى ، والبيت كأنه سجن ، وموهبة الله سبحانه جرمٌ يستحق عليها العقاب . وداعا يا أبا شريف فلقد عشت " عواداً " ومت " رساماً " ،وسنظل نذكرك مع كل ضربة وتر ومع كل لحن جميل ، rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram