في هذا الحوار الدائر بين واحد من كبار موسيقيينا المعاصرين هو الاستاذ سلمان شكر، وبين الدكتورة شهرزاد قاسم حسين الاختصاصية في علوم الموسيقى الشرقية والتي كرست جل عملها في السنوات الاخيرة لمتابعة ما يجد فيها وتوثيق التجربة الموسيقية العربية، في هذا الحوار يتطرق الحديث بينهما الى النقاط المهمة في هذا المجال والتي طالما كانت مثار جدل في المؤتمرات الموسيقية العربية،
كالبحث في الدرجات الصوتية واثر اختلافهما على تطورها، وحدود القدرة التعبيرية لالة "العود" واهمية اضافة الوتر السادس، اليها والذي يرى الاستاذ شكر بأنه قد اضيف في القرن السابع عشر، بينما تذهب الدكتورة شهرزاد الى احتمال وجوده واضافته بعد القرن الثالث عشر....كما يقف المتحاوران في البدء عند اهمية دور الاستاذ على طلابه وما كان للشريف محيي الدين من اثر فاحص على رهط من تلامذته (سلمان شكر – منير بشير- جميل بشير وغيرهم) وكيف استطاع كل منهم ان يستوعب ابداعاته والتواصل معها وتطويرها..كما يتناول الحوار باشارات سريعة، عددا من الاثار الموسيقية العربية الى جانب البحث في انطباعات الاستاذ سلمان شكر عن اهميتها وضرورة البحث مجددا فيها، هذا بالاضافة الى ان القسم الاخير مكن الحوار انعطف الى الحديث عن اسلوب عزف الاستاذ سلمان شكر وما افاده من الموسيقى الغربية بما لايخرج بتجربته عن تراثيتها وقيمها المتداولة واهمية جنوحه الى عدم الاعتماد على الارتجال ، الاني في العزف برغم عزف عوده، كما يقول لايقتصر على الصيغة المحددة اذ انني اقوم ايضا بين حين واخر بعزف التقاسيم ، والتقاسيم ما هي الا تآليف انية حرة في الايقاع ذات اداب معينة. الشريف محيي الدين حيدر ومدرسة بغداد للعود: ش:استاذ سلمان ، اريد ان نتحدث عما يسمى اليوم بمدرسة بغداد للعود قبل سنوات لم نكن نتحدث عن وجود مدرسة، كنا نعلم بوجود عدد من العازفين المحظوظين الذين اتيحت لهم الفرصة لكي يدرسوا مع شخصية لامعة فريدة في كل العالم الشرقي، الا وهي شخصية الشريف محيي الدين فلولاه لما كان لنا هؤلاء العازفون.. فهل تعتقد ان بامكاننا التحدث عن مدرسة بغدادية جديدة بأثر منهم؟ س: فعلا اتيحت لنا فرصة نادرة، عن الجيل الاول وما زلنا مستمرين نبث ما حصلنا عليه من معرفة وتجربة..عن طريق طلبتنا وبما يشكل تواصلاً مهماً. ش: اعتقد انكم لم تعملوا كلكم في التدريس.. على اية حال ان اساليب طلبة مدرسة بغداد شديدة الاختلاف فيما بينها. س: الاستاذ واحد ولكن الطلبة مختلفون، منهم من ترك الالة لصعوبتها وصعوبة الاستمرار بها، ومنهم من توجه نحو الخط التجاري، وهناك من تشبث بتقاليد المدرسة.. برغم صعوبة ما يقدمه هؤلاء على الاذن غير المدربة.. أي برغم ابتعاد موسيقاهم عن الموسيقى التي تآلفوا معها ويرغبون فيها. انا اسمع منير بشير واسمع سلمان شكر، ولا أجد اية علاقة بين اسلوبيهما برغم ان الاستاذ الذي درسوا عليه واحد، هل يشعر جيلك بانكما تنتميان الى مدرسة واحدة؟ وهل كان يمكن، برايك ان يكون استاذه شخصاً اخر؟ كلا، فمنير يجيد استعمال "وضعيات" العود، وهناك الكثيرون ممن لايعرفون هذا، وهو يستعمل اصابعه الاربع، ويستعمل المضراب بالطريقة التي اخذها عن الشريف، اما ما يطرحه من موسيقى فهذا شيء آخر. اشعر ان تقاسيمه تعتمد اعتمادا كبيرا على المقام العراقي وكأنه يترجم غناء المقام على الالة، أي ان موسيقاه يمكن ان تكون للصوت او صوتية؟ ذلك لأن لديه خبرة في المقام العراقي اكتسبها من مصاحبته لبعض القراء والمغنين كالغزالي والقبانجي. ان مشكلة جيلنا، او تلامذة مدرسة بغداد، لا ترجع الى نوعية التربية الموسيقية التي حصلنا عليها، ان مشكلتنا الاساسية هي مسألة وقوفنا مع أو ضد التيار السائد، اذ اننا قابلنا مشكلة كبيرة الا وهي مشكلة الاغاني الاستهلاكية وعلى الخصوص المصرية منها، ثم هناك الاذاعات التي تنشر وتفضل صيغاً معينة، سهلة في السماع الموسيقي، فالصمود امام طغيان هذه الموجات صعب جداً، والذين صمدوا هم اقلية، هذا اضافة الى صعوبة مشكلاتنا الاجتماعية، فالكثير من الموهوبين كانوا هواة: الدكتور غانم عقراوي، الدكتور يوسف عقراوي، نازك الملائكة، ثامر ديب، عبد المسيح جورج، عادل امين خاكي كل هؤلاء درسوا العود ولكنهم اختصوا بامور اخرى او تحولوا الى موظفين ولم نعد نسمع شيئا عن فعالياتهم الموسيقية. س: ومن الذين اكملوا دراستهم الموسيقية واعتمدوا عليها في معيشتهم، من اتجه نحو التدريس، واخر منهم توجه لمصاحبة المطربين ، أي ان الذين اتيحت لهم فرصة الحصول على اجود انواع التربية الموسيقية في العالم العربي لم تتوفر لهم فرصة الممارسة ضمن اجواء موسيقية طبيعية او صحية، ولولا أننا نمر الان بمرحلة اعادة اعتبار للظاهرة الموسيقية المحلية.. لضاع كل ما تعلمه ابناء جيلكم ولضعتم انتم ايضاً. تدريس الموسيقى الشرقية (العود) في مدرسة بغداد ومناهج التدريس: ش: بعد سنوات طويلة من تجربتك الشخصية في تدريس آلة العود هل لي ان اسألك عن رأيك في الطريقة المثلى، لتدريس الموسيقى العربية على هذه الالة؟ وهل تعتقد بوجوب تحديد منهج ثابت للتدريس، ام تعتقد ان المنهج "الثابت" اذا ما وجد، يجب ان يصحبه التدريس الشفاهي المعروف في الحضارة الموسيقية ا
سلمان شكر : هكذا افهم الموسيقى عزفي لا يقتصر على الصيغة التقليدية
نشر في: 14 إبريل, 2010: 04:58 م