TOP

جريدة المدى > غير مصنف > سلمان شُكر... فنان العود الاول

سلمان شُكر... فنان العود الاول

نشر في: 14 إبريل, 2010: 05:07 م

عاصم الجلبي سلمان شُكر علمٌ بارز في عالم الموسيقى العربية, فهو عازفٌ وأستاذٌ لآلة ا لعود وأستاذٌ في الموسيقى الشرقية ومؤلفٌ وباحثٌ موسيقي يُشار لهُ في العالم العربي وعالمياً. ولد سلمان شكر في بغداد عام 1921 وهو سلمان بن شكر بن داود بن حيدر محمد علي1 ,
ولم تكن ظروف البيت الذي نشأ فيه مواتية ومُشجعة على تعلم الموسيقى وامتهاِنها لذا فقد فقدَ أُستاذنا وهو في بداية تعلمهِ عدة أعواد من قِبل والدهِ , وتخبرنا الأنباء التي تواردت عن ظروف نشأتهِ بأنه كان ينزوي في مكان منعزل من البيت لغرض التدريب على آلة العود. وكان قبل دخولهِ للمعهد عازفِاً على آلة الكلارنيت في الجوق الموسيقي الذي أسسهُ الرائد الموسيقي حنا بطرس2 التحقَ الأستاذ سلمان شكر بأول دورة في معهد الموسيقى عام 1936 حيث درس آلة العود والموسيقى الشرقية على يد الموسيقار الشريف محيي الدين حيدر بن علي وتخرج عام 1944 بعد أن ترك الدراسة لمدة ثلاثة أعوام بسبب ظروفهِ العائلية وقد عين أُستاذاً لآلة العود في المعهد في عام 1947 (3), وظل مُحتفظاً بهذا المنصب لمدة ثلاثين عاماً, وعلى يده تخرج العديد من الموسيقيين العراقيين كالأساتذة علي الأمام و معتز محمد صالح البياتي وحبيب ظاهر العباس والمرحوم الأستاذ حسام الجلبي وعازف العود اليمني جميل غانم 4 كما شغل في وزارة الثقافة والاعلام ولعدة سنوات درجة مستشار فني,كذلك تولى رئاسة اللجنة الوطنية للموسيقى لعدة سنوات ومثل العراق في مؤتمرات وندوات ومهرجانات كثيرة 5,وله تسجيلات متعددة في دار الإذاعة والتلفزيون العراقية إضافة إلى تقديم العديد من العروض المنفردة لآلة العود في الصين, إيران , الإتحاد السوفيتي سابقا, مصر, المانيا, إنكلترا, والولايات المتحدة الأمريكية. ظل الأستاذ سلمان شكر محافِظاًً ووفياً على نمطية وتفكير أستاذه الشريف محيي الدين حيدر ولم يخرج عن هذه الدائرة مُتأثراً بأسلوبه المُشبع بالروحية التركية اداءً وعزفاً وتعبيراً وهو بهذا يعتبر وبدون أدنى شك آخر من يمثل هذا الاتجاه في العزف على آلة العود. ويبدو أن هناك نوعاً من الاهتمام قد حفي به أستاذنا من لدن أستاذه بل أن هناك نوعاً من الاهتمام المتبادل, ففي معرض مدحهِ لأستاذه الشريف محيي الدين حيدر شبه نفسهُ وهو في مرحلة التلقي والإعداد بالمريد عند شيخ طريقة 6 لقد كان من ثمرات هذا الاهتمام والإعجاب بأستاذه اهتمام الأستاذ سلمان شكر بالموسيقى العربية الكلاسيكية الأثر الذي سوف يفعل فعله لاحقا ,وكذلك عزفه للموروث الموسيقي العثماني7 من بشارف وسماعيات , فلم نُشاهد الأستاذ سلمان شكر مثلا مُصاحباً بعودهِ لمغنِ أو عازفاً للموروث الموسيقي العراقي من بستات أو أغاني شعبية والسؤال المطروح هو لماذا لم يفعل ذلك؟ والجواب في تقديري هو للحفاظ على المحتوى الموسيقي والفلسفي لمدرسة بغداد للعود هذا المحتوى الذي وضعهُ أُستاذه الشريف محيي الدين حيدر بإعطاء آلة العود منزلة أوسع وأكبر من كونها آلة مُصاحبة ومراسلة وإنما بإظهار هويتها وشخصيتها كآلة منفردة تستطيع أن تعبر عن ذاتها وعن إمكانياتها الصوتية وعن قدرتها في التعبير بعبارة أُخرى للحفاظ على أرستقراطية هذه الآلة.يقول الأستاذ ي. قوجمان في كتابهِ الموسوم (الموسيقى الفنية المعاصرة في العراق) (( ..... انقسم طلاب الشريف إلى فريقين واصل أحدهُما العزف منفرداً بطريقة الشريف وبذلك انعزل عن سائر الموسيقيين العراقيين من الناحية الموسيقية على الأقل. وأوضح مثل على هؤلاء الموسيقار سلمان شكر الذي حافظ على طريقة الشريف وخلد قطع الشريف بحفلاته التي شملت أوروبا كلها تقريبا. كذلك ألف سلمان شكر قطعه على نفس الطريقة وهو يعد بحق أقوى تلاميذ الشريف في هذا المضمار. وقد لاقت حفلاته التي أقامها في السنوات الأخيرة في بريطانيا إقبالاً واسعاً ونجاحاً باهراً. ولم يستطع هذا الفريق الاندماج بسائر الموسيقيين العراقيين ومشاركتهم العزف الجماعي في الحفلات العامة سواء منها حفلات العزف أو الغناء.))8 لقد كان اهتمام الأستاذ سلمان شكر في الموسيقى العربية الكلاسيكية كما قلنا أعلاه مستوحى من اهتمام أستاذه بها, فلأول مرة يستمع المستمع العربي ومن قبل أستاذنا لمعزوفات موسيقية من القرن الرابع أو الخامس عشر الميلادي موثقة ومنسوبة إلى الموسيقار والعالم بالموسيقى عبد القادر الُمراغي ( 1350-1435 ) 9 .كما (تفرغ للبحث في جامعة ( درهام) في انكلترا مع المستشرق البريطاني البروفسور ( جون هيوود) لغرض البحث في كتاب ( الأدوار) للموسيقي والعالم بالموسيقى ( صفي الدين بن عبد المؤمن الأرموي البغدادي )10 ( 1216م-1294م ) .ويطلعنا الأستاذ علي الشوك بكتابهِ الموسوم ( الموسيقى بين الشرق والغرب) عن مدى اهتمام وولع أستاذنا بهذا الجانب من التراث فيقول: (( ومن الجدير بالذكر أن الفنان سلمان شكر قام بترجمة أولية للجزء المتعلق بالموسيقى من مخطوطة ( درة التاج في غرة الديباج ) . كما قدم قراءة جديدة لمدونة ( يا مليكا به يطيب زماني) اعتمد فيها نغمة (مي) لمطلق الوتر, بدلا من ( دو) الذي أعتمده المستشرقون , وكان بذلك أقرب إلى روح النص وقام بعزفها أيضا .))11 لقد كان الأستاذ سلمان شكر دائم المحاولة في أعم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram