وديع غزوانمرت امس الذكرى 22 لفاجعة الانفال التي راح ضحيتها 182 الف مواطن كردستاني , وسبقها قبل يوم مراسيم نقل رفات 106من المؤنفلين من ضمنهم امرأتان كانتا حاملتين فذهبتما مع جنينيهما ضحية الحقد الاعمى والوحشية التي لاتفرق بين مقاتل يحمل السلاح واناس عزل بل وجنين لم ير النور بعد ,
سلسة طويلة ومستمرة من الجرائم التي ارتكبت عن عمد بحق الشعب الكردي منذ بدايات الحرب العالمية الاولى وبداية عهد المواثيق السرية بين دول العالم القوية لتقسيم مناطق النفوذ بينها على حساب حقوق وتطلعات شعوب في اسيا وافريقيا ومناطق اخرى سال لها لعاب مصاصي دماء العالم الجدد . قدر اريد له ان يصطبغ بدماء الشهداء على طريق الحرية والكرامة ,و سنوات مرة مملوءة بكل صور المعاناة والقتل ومظالم متعدد ة الوجوه .. كان نصيب الشعب الكردي منها غير قليل .اليوم في إقليم كردستان , ونحن نستذكرجرائم الانفال ويعود بنا التاريخ الى سنوات التضحيات , لابد من ان تتجسد امامنا صورتان متناقضتان في الشكل و المعنى , الاولى ما يتعلق منها بارادة شعب ابى الاستسلام لمشيئة الظالمين وبمختلف المسميات والاشكال فصنع قدره وانتصر , وآخر تمادى في غيه وتوهم , كاي فرعون في الارض, فخالف نواميس وقوانين الحياة الانسانية متوهماً انها تكسبه المجد والسسلطة , فكان مصيره الهوان والذل وخزي الدنيا قبل الآخرة .كلنا يعرف ان الكردستانيين مروا بمراحل أدارت لهم فيها العديد من انظمة العالم ظهورها , كما ان الحركة التحررية الكردية مرت بمنعطفات كادت ان تودي برجالها , لولا هذا الاصرار والتشبث بالامل مع ما رافق ذلك من تضحيات عزيزة وغالية , قاوموا فيها حملات الابادة الجماعية بكل بسالة , ليؤكدوا كما اشار رئيس برلمان إقليم كردستان الدكتور كمال كركوكي خلال مراسيم توديع رفات ضحايا الانفال الى مثواهم الاخير في جمجمال ( ان التاريخ اثبت ان الدكتاتورية لاتستطيع ان تستمر بالاستناد الى القوة .. ), فيما اكد رئيس حكومة الإقليم الدكتور برهم صالح اهمية الموقف الموحد للكرد ( والعمل على عدم تكرارمآسي مثل مأساة الانفال في كردستان ) . ولايفوتنا ان نشير الى انه رغم اهمية ما صدر من بيانات ادانة دولية لهذه الجريمة وغيرها وعدها جريمة ابادة جماعية الا ان من الضروري التحرك بشكل اوسع على مستوى العالم للتعريف بحجم وهول ما تعرض له الشعب الكردي من جرائم لم تتوقف عند حد حرمانه من ابسط حقوقه بل استهدفت تصفيته وانهاء وجوده.نعتقد ان التكريم الاسمى لهؤلاء المضحين سواء في الانفال او غيرها , والوفاء لتضحياتهم , دون اغفال ضرورة الرعاية المادية المناسبة لعوائلهم , لابد من ان ينظلق من مسلمات لاتقبل الجدل تتمثل بالحرص على العراق موطناً لتحقيق كل امنياتنا , وتعزيز بناء التجربة الكردستانية بما يتناسب وما قدمه الشعب الكردي من تضحيات والتمسك بالديمقراطية كخيارلايمكن ان نحصل بدونه على حقوقنا , وربما من المناسب تذكير بعض اطراف العملية السياسية ان مواقف مثل الانفال تعطينا الكثير من العبر والدروس لنتسامى على جزئيات خلافاتنا , وتعلمنا ان نقف بشجاعة لتصحيح اخطائنا من اجل غد مشرق خال من ظلم الانسان لاخيه الانسان , وان نقول كفى لهوى النفس . فهل نتعض ونأخذ الدروس ؟! تحية لشهداء العراق في كل مكان ومنهم ضحايا الانفال وعرفاناً بقدسية الدماء الطاهرة التي سالت وتسيل على طريق ترسيخ المبادىء الحقة للديمقراطية , وصرخة قوية باسمهم بوجه كل الظالمين : ان لامكان لكم على ارض العراق .
كردستانيات: الانفال دروس للتذكر
نشر في: 14 إبريل, 2010: 06:23 م