TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: العلاقة مع المواطنين

كردستانيات: العلاقة مع المواطنين

نشر في: 16 إبريل, 2010: 05:52 م

وديع غزوانrnلايمكن لأي نظام مهما اوتي من قوة الحجة وامكانية رفع الشعارات , ان يحافظ على مصد اقيته واسباب استمراره بل حتى وجوده , اذا ما تقاعس عن خدمة مواطنيه الذين هم سبب وجوده , كما ان اي نظام لابد من ان يتجه للانزلاق الى الهاوية اذا ما اعتمد سياسة العزلة عنها كونها السياج الاول
والحصين لحمايته من السقوط وتجنيبه الوقوع في الاخطاء من خلال عمليات الرقابة المستمرة والدائمة لعمل اجهزة الحكومة ..  وقد اكدت تجارب  الدول المتطورة ان لاتقدم او نهضة حقيقيتين في ظل انظمة فاسدة لاتقيم وزناً لمواطنيها , بل نكاد نجزم بعدم امكانية الفصل حتى بين موضوع الارتقاء بالخدمات و طبيعة العلاقة التي تربط النظام بجماهيره الواسعة , بعيداً عن جمهور المريدين والمحسوبين الذين لاتتجاوز مهمتهم التصفيق واطلاق الهتافات للمسؤولين وتزيين كل عمل قبيح لهم وتجميل صورهم .معادلة علاقة الاحزاب السياسية  بالجماهير كانت وما زالت اشكالية في محيطنا العربي ومنه العراق , واتسمت مع الاسف بالنفعية والمصلحة من جانب  الاحزاب , حيث انها ، اي العلاقة , تكون قوية ومتينة مادامت خارج السلطة وبعيداً عن كراسيها فنراها لاتترك مناسبة الا وتنظّر فيها لاهمية المواطنين وحقوقهم ومظلومياتهم الى آخر مصطلحات النفاق السياسي , لكنها سرعان ما تتنكر لمواطنيها ويسيل لعابها لاغراءات المنصب والجاه بمجرد وضع اول قدم لها على عتبة الحكومة .. هذه الصورة ولاسباب عديدة  ،في مقدمتها عدم استتباب الوضع الامني بشكل كامل في العراق , قد ترسخت وصرنا  لانرى المسؤول ولانسمع صوته الا في المناسبات الانتخابية او من خلال الفضائيات واجهزة الاعلام الاخرى , والانكى ان البعض ما ان يتبوأ منصباً معيناً في البرلمان والحكومة حتى يبحث عن مكان سكن له في المنطقة الخضراء او محيطها , ويسارع الخطى والهمة لإيجاد بلد آخر غير العراق لعائلته .في إقليم كردستان تنبهت القيادات لمثل هكذا حالات فعملت بعدة اتجاهات من بينها التأكيد على فك الاشتباك بين عمل الاحزاب والاجهزة الحكومية والتنبيه على ضرورة عدم التدخل الحزبي بشؤون الوزارات الا من خلال القنوات الرسمية وفي مقدمتها البرلمان , في نفس الوقت الذي جرى فيه العمل على تقوية علاقة المنظمات الجماهيرية وتفعيل دورها الرقابي , ورفد الاحزاب بدماء جديدة خاصة من الشباب وتنظيم الندوات واللقاءات بين المسؤولين وشرائح من المواطنين وغيرها من الاجراءات التي تصب في ديمومة الصلة بينابع الصدق والصراحة , الجماهير . لانريد ان ندعي وجود صورة مثالية في الإقليم , بل نقول ان هنالك شعوراً وحرصاً على استمرارية مثل هذه العلاقات من قبل كل المسؤولين الحزبيين والحكوميين حتى لايكاد يمر شهر دون ان يلتقي هذا المسؤول او ذاك عدد اً من ابناء شعبه والحديث معهم عن ابرزالمشاكل وامكانات المعالجة .ما نأمله ان تتعمق هذه الصورة بشكل اكثر في كل مدن الإقليم , وان يتجسد بعض منها في بغداد ومدن العراق الاخرى .. لقاءات تعزز الثقة بان خطواتنا نحو الديمقراطية حقيقة وليست  اضغاث احلام .المواطنون هم الهواء النقي الذي يجنب الاحزاب الانحراف ويمنحها قدرة على المطاولة في مشوار البناء لعراق خال من الظلم والدكتاتورية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram