عبدالله السكوتي واصول هذا المثل (تقطع اعناق الرجال المطامع) وهو عجز بيت للبعيث واوله (طمعت بليلي ان تريع وانما) وقال الشاعر:وما قطع الاعناق حتى ابانها/ وقررها الاسيوف المطامع
ويروى في هذا انه كان في قديم الزمان ملك متنفذ يملك ارضا كبيرة، قصده احد الشعراء المتكسبين فمدحه بقصيدة رائعة، وكان لابد من ان يكافئه، الا ان الملك بدهائه اراد ان يتخلص منه فقال لوزرائه : اتريدون ان اكافئه واقتله ؟ فقالوا: كيف تكافئه وكيف تقتله؟ قال ساكافئه واقتله في آن واحد، وقال للشاعر: قررنا ان نقطعك ارضا واسعة تكفيك مؤونة العيش وتقيك ذل الحاجة ماحييت، ولما كانت هذه الارض كلها لنا فما عليك الا ان تركض طوال النهار حتى تغرب الشمس وستكون كل ارض تطأها قدماك طولا وعرضا ملكا لك، واعددنا فارسا معك ليحدد هذه الارض.فابتسم الشاعر ابتسامة الفرح والغبطة والامتنان، وكان الفصل صيفا والحر شديدا، وبدأ الشاعر يعدو يحدوه الطمع وحب التملك والفارس خلفه حتى اشرف على الهلاك، فاستجمع قواه، وكان كلما تقدم وجد ارضا اكثر خصبا حتى توهجت الارض ووقع الشاعر فاقد الوعي وما ان دنا منه الفارس حتى وجده قد فارق الحياة، فنظر اليه الملك وقال: (طمعهم قتلهم).وكثيرون يركضون كما فعل صاحبنا الشاعر حتى يقعوا في نهاية المطاف او ربما وسطه ليقتلهم طمعهم ؛ والطمع عندنا حاليا على انواع: طمع الجاه والسلطة وطمع جمع الاموال هذا يتمثل بالفساد المالي وذاك في الفساد السياسي، وكل هذا يصب في اجهاض التغيير الذي كان حلما للعراقيين المساكين، ولكن من المؤكد ان الشعب سيراهن على اكثر من رهان أحده ان الكثيرين سيسقطهم الطمع ضحية اهوائهم وسينتصر هو في النهاية وما اكثر ماسمع الشعب وما رأى من هؤلاء، وخير مثال على ذلك الدكتاتورية التي ملكت وهيمنت ووزعت واعطت بدون وجه حق، وكانت النتيجة ان بقيت القصور شاهدا على فساد الذمة وذهبت الاموال المسجلة بأسماء وهمية وبارقام حسابات لا احد يعلمها؛ ولنا في تلك الحقبة موعظة وعبرة لمن يعتبر.الان بدأت بالظهور طبقة جديدة من المنتفعين تذكرنا حين كان البعض يدافع عن سياسات النظام السابق الخاطئة لالشيء وانما لمصلحة شخصية تربطه بالنظام آنذاك، والان تتكرر الصورة وصدق الامام الحسين حين قال: (الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه مادرت به معايشهم، فإن محصوا بالبلاء قل الديانون)، وهكذا هي الحال حين يصطدم المال او السلطة مع المبادئ ؛ يكون الاختيار للمال او السلطة، فالملك عقيم كمايقولون والتداول السلمي للسلطة سيبقى قاعدة فقط يلتف عليها الكثيرون، ويبقى على الشعب ان يقول كلمته ويمنع من يريد ان يمتطي جراحه وآلامه، ليختار بكلمته الفاصلة. لقد شبعنا وعودا وموتا وتفجيرات ، صمتنا من قبل وحسبنا ان الصمت منطق الحياة الجديد، لكننا دفعنا الثمن وندفعه مرة اخرى .الحكومة ستقررها التوافقات ويجب الاتكون بمعزل عنا ؛ حين يأتي لرئاسة الحكومة من لايوافق رأينا وربما نكون قد جربنا حكومته، وعلمنا صالحها من الطالح ، ولاننا اكثر من غيرنا معنيون بشخصية رئيس الحكومة ، علينا ان لانستسلم لمكاسب الكتل وعطاءاتها ؛ اعطيك كذا واعطني ما اريد، الديمقراطية ليست مساومات، وهي ليست رهينة اغراض، فلو كانت الديمقراطية بهذا المستوى، (ساوم تحكم والعب على عدة حبال تكون الاول في القائمة) لتخلت عنها الشعوب، ولما نادى بها احد؛ لكننا نبقى ننتظر من سيقع في نهاية المشوار، ليقتله طمعه.rn
هواء فـي شبك :(طمعهم قتلهم )
نشر في: 16 إبريل, 2010: 07:16 م