محمد درويش علي في الوقت الذي يتوافد فيه المطربون والمطربات العرب الى بغداد، يصر بعض من مطربينا على البقاء في دول الجوار يغنون في نواديها ومطاعمها مقابل ثمن بخس ويتركون البلد الذي مد يده اليهم في السراء والضراء، متناسين انتماءهم وحقوق البلد عليهم كونهم ينتمون اليه.
اليس من الأجدى ان يغنوا لدفع المواطن بالاتجاه الصحيح ويقووا من عزيمته وهو بمواجهة قوى الظلام والكفر والرذيلة الذين يحاولون طمس الحقائق وتزويرها، هنالك من يقول الوضع مازال حرجاً ولايشجع على العودة، أقول لهذا وسواه: ماذا نفعل بكم اذا ما جئتم وقد تحسنت الأحوال وعاد الأمن الى سابق عهده؟ ماذا ستضيفون الى الوطن الذي تربيتم في كنفه؟ فلوجئنا الى الفنانين المصريين في أيام الشدة والضيق كلهم كانوا في الداخل ورفضوا مغادرة بلدهم وانضم اليهم عدد من الفنانين العرب وكانوا جميعاً يغنون من أجل مصر ويدعمون موقفها ولكن مايحصل عندنا هو العكس، كلما أشتدت الظروف توكلوا على الله وليذهب الوطن الى الجحيم، طالما أنا سالم. واذا ما أجرينا مقارنة هؤلاء مع الناس البسطاء في كل مكان من العراق لوجدنا ان موقف البسطاء هو أفضل بكثير من مواقف هؤلاء الذين يسمون بالفنانين الذين يبحثون عن أمجاد زائلة وعطايا سخية من دون وجه حق بحجة أنهم تضرروا بسبب غيابهم عن البلد. وثمة مسألة أخرى من الضروري التأكيد عليه وهي ان قسماً من هؤلاء يغنون وهم في البعيد للوطن على اعتبار انهم مشتاقون وعندهم لوعة وحيرة، ذاكرين أسماء المناطق البغدادية والمدن العراقية وسط صفير ودموع بعض الحاضرين، نقول لهؤلاء: اذا كان الشوق يحدو بكم هكذا، فلماذا لاتعودون مثلما فعل بعض من زملائكم؟ لاأعتقد ان القبانجي أو يوسف عمر أوناظم العزالي قد ترك البلد في الأوقات العصيبة التي مر بها، وانما بقوا هم وسواهم على قيد الوطن مدافعين بالكلمة واللحن بكل الوسائل. الفن موقف قبل كل شيء والموقف يسجل في الأيام العصيبة وليس في الأيام السهلة، سبع سنوات مرت وهؤلاء بعيدون عن أرض الوطن والمواطن يدفع الشهداء ويخاطر بنفسه، كل ذلك بسبب حبه لوطنه وتآلفه معه في كل الظروف، ومنهم حتى من لايمتلك حقيبة سفر أو جواز سفر ليحلق ويترك البلد بعده ينزف دماً، ومناسبة كلامي هذا هو زيارة المطربة المغربية حسنا الى بغداد لتغني لنا جميعاً وتثبت موقفها معنا ضد قوى الظلام. ان مجيء هذه المطربة وبعدها المطربة الشابة جنات، رسالة الى هؤلاء المتباكين على الوطن والذين يقفون طوابير ًأمام مقرات الأمم المتحدة بحجة أنهم مطاردون وعلى هذه المنظمة الدولية منحهم تأشيرات اللجوء الى أية دولة حتى لوكانت في جزر القمر. فهل يفعلها هؤلاء؟!
وقفة: غائبون عن الوطن
نشر في: 17 إبريل, 2010: 04:30 م