أربيل/ سالي جودتتعد ألعاب البلي ستيشن من الألعاب الالكترونية التي اخذ الإقبال عليها يتزايد خصوصا بين طلاب المدارس وحتى الجامعات، ما أدى الى انتشار المحال المتخصصة بالألعاب الالكترونية دون إدراك مخاطر هذه الألعاب والتأثيرات التي تتركها على المستخدم خصوصا الأطفال والمراهقين اذا استخدمت بشكل خاطئ، حيث قد تسهم في تنمية مشاعر العنف والرغبة في تقليد مظاهر تتنافى وقيم مجتمعنا.
وللاطلاع على الآراء بشأن هذا الموضوع التقت المدى ببعض الشرائح المختلفة من المواطنين الذين ركزوا على المساوئ التي سببتها او قد تسببها مثل هذه الألعاب فقال احمد صادق موظف: لهذه الألعاب تأثير خطير على الأطفال والمراهقين ،فهي تشغلهم عن الدراسة، وتدفعهم لإنفاق مصاريفهم لانهم يدفعون ثمن الساعات وعلى ما اعتقد انها أشبه بلعب القمار ،لذا لو كانت هناك مراكز ترفيهية ذات برامج علمية مفيدة للأطفال وبنفس الوقت مسلية أفضل من انتشار محال البلي ستيشن.اما كامران محمد مدرس فيقول:ان مخاطر الألعاب الالكترونية لا تقتصر على الجانب التعليمي فحسب بل هناك جوانب أخرى كحوادث السير المتزايدة في هولير والتي يتسبب في اغلبها المراهقون من الذين تعلموا قيادة السيارات، فنراهم يتخيلون أنفسهم كالمتسابقين الأبطال من دون إدراك عواقب مثل هذه التصرفات، كما ان منهم من يحمل أسلحة خفيفة تقليدا لأبطال الاكشن.أدعو هنا الى توعية الأسرة من مخاطر الطفل والمراهق من ممارسة تلك الألعاب دون رقابة او توجيه فقد يقع ابناؤهم ضحية لها. وتحدثت نوروز فتاح مهندسة قائلة: أعاني تعلق ولدي عصام بألعاب البلي ستيشن، برغم انه يؤدي واجبه المدرسي الا انه في أيام العطل والفراغ يستنزف وقته في اللعب من دون ملل حتى تصبح عيناه حمراوين، ومن المؤسف ان هذه الألعاب تروج يوماً بعد الآخر في الأسواق لأجهزة حديثة من هذا النوع وأفلام اكشن أكثر عنفا، فلابد من وجود رقيب على دخول هذه الأفلام، حبذا لو كانت هناك ألعاب فكرية مشوقة تنمي الذكاء بدلاً من تلك التي تشجع على العنف.زوليخة سواره باحثة اجتماعية ونفسية تحدثت قائلة: لقد ازداد عدد المستخدمين لهذه الألعاب، التي تعتمد سرعة الانتباه والتركيز والتفكير وتمارس في أي وقت ولا تحتاج في أكثر الأحيان الا لشخص واحد إلى جانب سهولة حملها وأسعارها المناسبة. وقد انتشرت في السنوات الأخيرة محال بيع الألعاب الإلكترونية ومراكز وصالات الألعاب بشكل كبير بمختلف أشكالها وأحجامها وأنواعها ومقابل هذا الانتشار طلب متزايد من قبل الأطفال والمراهقين على اقتنائها في المنازل أو الذهاب إلى مراكز الألعاب التي اكتسبت شهرة واسعة وقدرة على جذب الأطفال والمراهقين حيث أصبحت بالنسبة لهم هواية تستحوذ على معظم أوقاتهم. وأضافت: في ظل غياب أجهزة الرقابة الرسمية على محال بيع الأجهزة الإلكترونية ومراكز الألعاب وعدم مراقبة الأسرة لما يشاهده أبناؤهم منها وعدم الوعي بمخاطر ذلك، تسربت في مجتمعنا ألعاب وبرامج هدامة تروج لأفكار وعادات تتعارض مع تعاليم الدين وعادات وتقاليد المجتمع.على الرغم من الفوائد التي قد تتضمنها بعض الألعاب إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها لأن معظم الألعاب المستخدمة من قبل الأطفال والمراهقين ذات مضامين سلبية وتستخدم لفترات طويلة ما تؤثر في كل مراحل التطور والنمو لدى الطفل وتترك آثاراً سلبية جداً على الأطفال والمراهقين تتمثل في الآثار الصحية نتيجة استخدام أجهزة البلي ستيشن والإدمان عليها في اللعب ربما يعرضهم إلى مخاطر وإصابات قد تنتهي إلى إعاقات أبرزها إصابات الرقبة والظهر والأطراف، وحذرت من أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب قد تتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال.وان الألعاب الاهتزازية تؤدي الى الإصابة بمرض ارتعاش الأذرع والأكف، كما أن كثرة حركة الأصابع على لوحة المفاتيح تسبب أضرارا بالغة لإصبع الإبهام ومفصل الرسغ نتيجة لثنيهما بصورة مستمرة، كما أن سرعة حركة العينين أثناء ممارسة هذه الألعاب يزيد من فرص إجهادها إضافة إلى أن مجالات الأشعة الكهرومغناطيسية والمنبعثة من الشاشات تؤدي إلى حدوث الاحمرار بالعين والجفاف والحكة وكذلك الزغللة وكلها أعراض تعطي الإحساس بالصداع والشعور بالإجهاد البدني وأحيانا بالقلق والاكتئاب، الى جانب الآثار السلوكية المتمثلة في تعلم الأطفال والمراهقين أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها وتنمي في عقولهم قدرات ومهارات العنف والعدوان ونتيجتها الجريمة وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب.وقالت: لتفادي هذه المشاكل ’لابد من الأسرة ان تشكل خط الدفاع الأول في الحفاظ على فلذات أكبادهم وعلى تقاليدنا المستمدة من القيم لكل الأديان السماوية السمحة فلابد للوالدين من إدراك مخاطر وسلبيات اقتناء أبنائها بعض الألعاب الإلكترونية وفحص محتوياتها والتحكم في عرضها مع قيامهم قبل كل شيء بزرع القيم والمبادئ السامية في نفوس وعقول أبنائهم من خلال تربيتهم تربية واعية ومراقبة مستمرة.وأكدت ينبغي للأهل أن يراعوا الموازنة بين أوقات الجد واللعب لأطفالهم وأن يعلموهم التوسط والاعتدال والتعود على أن لكل شيء وقتاً محدداً خاصاً به، ولا مانع للأهل من
آفة البلي ستيشن والاكس بوكس تتوسع وتغتال براءة الطفولة
نشر في: 17 إبريل, 2010: 04:43 م