TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > خليل الرفاعي: :من "دكتور مزيف"...الى "أبو فارس"

خليل الرفاعي: :من "دكتور مزيف"...الى "أبو فارس"

نشر في: 18 إبريل, 2010: 04:33 م

للفنان خليل الرفاعي مكانة في قلوب الجمهور العراقي.. وقد استطاع ان يدخل الفرحة الى قلوب الصغار والكبار..ويرسم البسمة على شفافههم بما يطلقه من نكات حلوة على لسان الشخصيات التي تقمصها في في العديد من ادواره
كـ (ابو فارس) و(اسطة حمادي) و(فتاح الاطرش) و(جحا البغدادي)..كذلك ادواره في برنامج (صور من الحياة) الذي ينتظر ان يعاد تقديمه بعد اجراءات فنية بسيطة. وقد اشتهر الرفاعي بخفة دمه وغزارة نتاجه الى الحد الذي ظهر فيه، كل ليلة، مرتين او ثلاث مرات في برامج التلفزيون.. ولولا ضعف نصوص بعض التمثيليات التي ظهر فيها.. وبعض الاعمال الارتجالية في برامجه.. لنال من النجاح ما يتمناه كل فنان طموح. وجدته في احدى غرف المديرية العامة للاذاعة والتلفزيون..مع عدد من افراد فرقته يتداولون في بعض الامور الفنية.. وحينما رآني، وكنت على موعد معه، نهض..وجلسنا منفردين.. وكان سؤالي الاول عن البدايات..سرح بفكره وكأنه يريد ان يسترجع ذكريات اكثر من ربع قرن:-في عام 1938 كانت البداية عندما اشتركت في تمثيلية (دكتور مزيف) التي قدمت في (مدرسة الشواكة الابتدائية) ..وقد شجعني جميع المعلمين بعد ان لمسوا في الموهبة في التأثير بالمشاهدين الذين صفقوا لي ولزملائي كثيراً.. وكانت الخطوة التالية على مسرح (متوسطة الكرخ) حيث قدمت تمثيلية (زقزوق) ...وفي عام 1946 رشحتني (وزارة المعارف) لدراسة الفن في القاهرة.. ولأسباب قاهرة لم اتمكن من السفر.. ولم ايأس.. وتقدمت الى الاذاعة واخذت اقدم أو اشترك في تمثيلية اسبوعية كل يوم سبت.. وكنت ايضا، اقدم بعض الفكاهات من الاذاعة صياح كل يوم ..واستمررت على هذا المنوال حتى عام 1949.. حيث تركت العمل في الاذاعة وانصرفت الى الاعمال الحرة ..حتى عام 1956. *ولماذا؟ -ان سبب ذلك هو ضآلة الاجور التي كانت تمنح لي..ولم استطع بتلك الاجور، ان اتفرغ لفني.. لان الاجور بذلك المستوى ، لم تكن كافية لان اتفرغ واقدم المادة الفنية الجيدة.*وكيف عدت الى العمل الفني عام 1956؟-:كان لقائي مع الفنان خليل شوقي في هذا العام هو الذي جعلني اعود الى التمثيل..وكانت تمثيلية (اخيرا عطفت) اول عمل لنا، انا وخليل شوقي ، وبمرور الوقت..وبعد ان اطمأن خليل شوقي على انه حصل على عنصر جيد.. انسحب من امام الكاميرا كممثل واكتفى بالاخراج.. وجعلني خليل شوقي بطلا في جميع تمثيلياته..وقد اشتهرت في بعض الشخصيات مثل (ابو فارس) و(الاسطى حمادي).. ومع ذلك لم ارفض أي دور عرض علي طالما انني ارتاح له واستطيع ان اعيشه وان أؤديه على احسن ما يكون. *من اين تستمد شخصياتك التمثيلية؟ -من البيئة.. من المحيط..حيث ان هناك شخصيات شعبية تعيش في عالم الحقيقة والواقع تلفت نظري فأعيش في عالمها وادرس حالاتها ونفسيتها. *هل تعتقد بانك نجحت في هذه الطريقة؟ -كل فنان شعبي يكون رائده هذه الطريقة في اختيار مادته من وسط المجتمع.. يعيش تجربة حياتية فيها عمق المجتمع واصالته.. اما نجاحه او عدمه فذلك متروك للجمهور. *ما رأيك في الحركة الفنية عندنا؟ -الفن في العراق، ومنذ عام 1949 بين مد وجزر .. تبدأ نهضة فنية ونستبشر فيها خيراً.. وطبعا هذا ليس في مصلحة الفنانين..وفي رأيي ان اسباب ذلك الفتور يعود الى الفنانين انفسهم وذلك بسبب الغرور الذي يمتلك الفنان بعد اول نتاج ناجح له.. وهناك، ايضا الحسد.. وهناك الحقد ...هذه المشاعر القتالة هي السائدة في الوسط الفني.. بدلا من الحب والرغبة في ابداء العون والمساعدة.. بدلا من التشجيع.. بدلا من الكلمة الحلوة التي تعمل عمل السحر في تقريب القلوب لبعضها.. فنحن في حاجة الى تنظيف القلوب والتغلب على روح الكراهية.. وعسى ان تكون المنافسة الشريفة هي السائدة بين الفنانين.. والبقاء للاصلح دائما.*و سطنا الفني، وخاصة التمثيل ، يفتقر الى العنصر النسوي.. كيف يمكننا ان نشجع المرأة عندنا على العمل في هذا المجال؟ -اولا ان نضمر لها الاخلاص لتثق..ثانيا ان نحترمها كأخت.. ثالثا ان نعطيها القيمة المعنوية لتشعر بانها تعمل مع اخوان لها لايختلف عملها هذا عن أي عمل اخر تقوم به خارج مجال التمثيل.. بذلك نستطيع ان نشجع المرأة عندنا على العمل في كل المجالات الفنية.. فالمرأة لاتختلف عن الرجل في هذه المجالات.*ماهو رأيك في زواج الفنان.. هل يعيقه ذلك عن التقدم والتطور في عمله الفني؟ -انا شخصيا متزوج وسعيد.. وفي اعتقادي ان الفنان يستطيع ان يتزوج وان يتقدم في فنه طالما ان زوجته تفهمه جيداً وتدرك ان زوجها ليس ملكا لها وحدها.. ان الزوجة المدركة والواعية لحقيقة موقع زوجها الفني في المجتمع.. تستطيع ان تكون عاملا مساعدا لزوجها.. وهناك زيجات فنية ناجحة.. وكذلك هناك زيجات فاشلة.. كما هو الحال مع جميع الناس.. المهم في رأيي، ان لاتتملك الزوجة غيرة عمياء بحيث تفسر الاعجاب الذي يوجه لزوجها على انه ماس بحقوقها الزوجية.. ورأس مال الفنان، بعد كل هذا وذاك، هو الجمهور ...وبدونه لا يساوي شيئاً.. *وماذا تقترح ايضا؟-ان يطلق الصرف..وستجد وتشاهد البرامج المحلية التي يفتقر لها التلفزيون في الوقت الحاضر.. فالناس...كل المشاهدين..يتمتعون بالبرامج المحلية.. البرامج الش

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram