يوسف فعلوقع اتحاد الكرة في فخ زيادة عدد فرق الدوري الممتاز الى 36 فريقا حيث أصبح الآن بين نارين كل واحدة اشد وطأة من الأخرى تتمثل الموافقة على طلبات الأندية الفقيرة إقامة منافسات الدوري لمرحلة واحدة أو إكمال مسيرته حتى النهاية بغض النظر عن النتائج المترتبة جراء ذلك،
على اعتبار ان صورة المنافسة اتضحت وليس هناك لبس او غموض فيها ، فالفرق الستة الأولى في المجموعتين مهرت بنقاطها شهادات العبور الى دوري النخبة ،ولا يوجد فريق منافس طامح يسعى إلى ازالة فرق المقدمة من مراكزها، أما فرق الوسط فإنها تنعم بالتمركز في المناطق الدافئة التي ضمنت من ورائها البقاء في دوري الكبار موسما آخر وهي سعيدة بالانجاز ولا ترغب بتحقيق أكثر من ذلك حسب امكاناتها الفنية والمادية ، بينما أيقنت فرق المؤخرة أنها لا تقوى على الصمود طويلا في الدوري والوقوف بوجه الفرق الكبيرة وعادت أدراجها الى دوري المظاليم وأنهت رحلة الأحلام والمتاعب ولم تجن من مشاركتها في الدوري الممتاز سوى الديون والمشاكل الادارية والغرق في بحر الأزمات المادية.ومطالب الأندية كل حسب موقعها في ترتيب المجموعتين لها ما يبررها لان المباريات لم تقدم للأندية أية مردودات مادية تعوضهم عن الخسائر الجسيمة التي تكبدوها من خلال دفعهم الرواتب وعقود اللاعبين والمدربين الباهظة الثمن لعدم معرفة الأندية بنظام التسويق والاستثمار الرياضي لاسيما ان الأندية استهلاكية وليست انتاجية مثلما يحدث في دول العالم المتطور احترافيا ولا تستطيع تعويض ما تدفعه من مدخولات المباريات.ومأزق الاتحاد وحيرته يتلخصان في كيفية الخروج سالما من مأزق الدوري الذي كانت أهم أسبابه تسيد لغة المجاملات على حساب المنطق والعلمية في إدارة الأمور بعد ان تم تحويل مسابقة الدوري الممتاز الى مباريات عديمة الطعم والرائحة ، لذلك يريد الاتحاد التأكيد على سلامة نهجه ورؤيته الفنية السليمة بضرورة إكمال مباريات المرحلة الثانية حتى لو كلف ذلك وقوف رؤساء الأندية على أبواب المسؤولين الرياضيين للاستجداء من اجل تسديد تكاليف رحلة مباراة واحدة أما بقية المباريات فلها تدابير أخرى.ووفق تلك المعطيات فإن زيادة عدد فرق الدوري كانت وبالا على الأندية وأضعفت الجانب الفني فيه ، ودقت جرس الإنذار للقائمين على إدارة اللعبة لحثهم على تحمل مسؤليتهم ، لان الدوري في حالة خطرة و يحتضر ،ولابد للاتحاد من ان يتخذ القرار المناسب الذي يعيد هيبة المنافسة ويجعلها تسير على سكة الصواب ويبعدها عن العشوائية ، ولكي نضع حدا للتخبطات الكروية ، يجب الإعلان عن تقليص عدد فرق الدوري للموسم المقبل وهو قرار لا يحتاج الى التوافقات والشراكات من أطراف مختلفة التوجهات ، وانما يبحث عن صاحب الرأي السديد ، مع ضرورة ايجاد الدعم المادي الكافي للأندية لأجل الشروع و البدء بإقامة دوري للمحترفين ومشاهدة مباريات ممتعة تجري على ملاعب لائقة تليق بسمعة كرتنا .yosffial@yahoo.com
نبض الصراحة: مأزق كروي
نشر في: 18 إبريل, 2010: 05:09 م