تصوير وتعليق رعد الرسام - ميسانجميع حواضر العالم تشكل بؤر جذب لسكان الأرياف لعوامل متنوعة يكون العامل الاقتصادي غالبا في مقدمتها ومدن العراق عموما لا تشكل استثناءا في هذا المجال غير أن الأمر غدا في السنوات الأخيرة ظاهرة ملفتة للنظر حيث تصاعدت هجرة سكان الأرياف والمناطق النائية باتجاه مراكز المدن التي فقدت الكثير من سماتها وطابعها المديني نتيجة ذلك ،
وطغت العادات والسلوكيات الريفية لتتسيد المشهد الحياتي داخل المدن التي عجزت عن احتواء وهضم نمط حياة الجموع الغفيرة من النازحين لتسبكهم في قالب الحياة المدينية كما كانت تفعل مع الأفراد والمجاميع الصغيرة التي كانت تردها قبل ذاك .الصورة تفصح عن بعض نشاطات سكان أقاصي الريف الذين نزحوا إلى وسط مدينة العمارة ولكنهم لم يغادروا نمط حياتهم السابقة فجاءوا بمواشيهم لترعى في شوارع المدينة وها هي بعض النصب التي ترتفع شامخة إزاء العمارات السكنية لتعلن بشكل صريح عن التغيير الحاصل في المشهد المديني حيث تضيع المدينة في دشداشة الريف وتختنق بعقاله.
أثر من ترييف المدن
نشر في: 18 إبريل, 2010: 05:24 م