عبدالزهرة المنشداوي التقرير الذي سبق وان نشر من على هذه الصفحة والذي اشار الى مرض حبة بغداد ينتشر في اجزاء من محافظة ميسان بشكل ملفت اللنظر على مؤسساتنا الصحية ان تعد العدة قبل ان يغزو بعض المناطق على حين غرة.
الذين تحدثوا عن هذا المرض ذكروا بأنه يصيب الجلد ويظهر على شكل بقعة حمراء في اي جزء من الجسد وحتى الوجه اشاروا الى ان السبب في ظهوره كثرة تكاثر حشرة (الحرمس)وهي شبيهة بحشرة البعوض واقل حجما منها لكن لساعتها مؤذية شانها شان البعوضة.هذه الذبابة او الحشرة المؤذية تنتشر ايضا في مدن عديدة من ضواحي العاصمة بغداد وتجد لها البيئة المناسبة للتكاثر اذ ان سواقي المياه السطحية التي تلقي بها الدور وتجمعات المياه الآسنة التي ليس لها من سبيل لتاخذ طريقها الى مجاري التصريف تصبح مكانا ملائما لتفريخها جنبا الى جنب مع الهوام والبعوض الذي يشكو منه المواطن في عدة مناطق في بغداد وضواحيها .ظاهرة تكاثر الهوام والحشرات المؤذية في فصل الصيف يعاني المواطن الأمرين منها فعلى سبيل المثال اسراب الذباب تجعل من البيت الملاذ لها من حرارة الشمس ومكافحتها لا يمكن ان يتم دون تظافر جهود عديدة منها جهود دوائر بلدية ومؤسسات صحية واستخدام المبيدات الحشرية وحدها لا يأتي بالنتيجة المرجوة .في الطريق الى البيت يلفت نظري وجود سواقي تصريف مياه في مناطق تفتقد لشبكة مجاري صحية تغطيها الحشرات من بعوض وذباب وحرمس تجد في هذه الأمكنة البيئة الملائمة لتكاثرها ومن ثم مهاجمة المواطن في عقر داره .مشاهدتها على سطح مياه البرك الآسنة يذكرني بتلك الايام البعيدة التي نشاهد فيها فرق مكافحة صحية يزورون المناطق المنقطعة او التي تفتقد الخدمات البلدية . كانت أسلحتهم التي يحملونها على ظهورهم اسطوانات حديدية متصلة بمرشات وكانت المكافحة لا تزيد عن رش مادة النفط الاسود على سطح البركة لضمان تغطية بيض الحشرات بغطاء كثيف من النفط الاسود كفيل بأن يقضي على كل حشرات البركة.لانعلم لماذا نفتقد من مثل هذه الفرق التي تخدم المواطن وتجعل حالته الصحية بمأمن عن مخاطر الحشرات والامراض التي يمكن ان يصاب بها. رؤيتي لحشرات تغطي السواقي يجعلني اخاف حبة بغداد من ان تجد طريقا نحونا مثلما يحدث في بعض مناطق الجنوب.فلماذا لانستعين بالنفط الاسود لمقاتلة اشرس اعدائنا واين هي الرعاية الصحية التي تعطي الاولوية للوقاية قبل العلاج.
نافذة المواطن: الوقاية قبل العلاج
نشر في: 18 إبريل, 2010: 05:26 م