علي جابرانتشرت فـي الآونة الأخيرة مقاهي الرصيف التي تتعامل بتقديم الاركيلة للشباب في الكثير من الاسواق والشوارع والاماكن المختلفة واغلبها يتخذ من الارصفة مكانا لنشر ما يشبه الخيمة التي تحتوي الكراسي المعدة لزبائنها واغلبهم من الشباب الذين ما يزالون في دور المراهقة.
...هذه الامكنة صارت قبلة للذين تطحنهم رحى الفراغ والبطالة يبصر الداخل الى هذه المقاهي او الخيم بالاحرى التي تطغي عليها الالوان التي تشد الناظرين و تعطي اجواءاً هادئة للجالسين .. كما وعلقت لوحات مختلفة الاحجام كتب عليها اسعار المشروبات و العصائر و الشاي و القهوة .. فسعر قدح الشاي بالف دينار و مثله القهوة و الحليب في حين تراوحت اسعار الاركيلة الى ثلاثة آلاف و خمسمائة دينار! في حين كانت في بغداد الجديدة بألفي دينار و حسب نوعية (المعسل) الذي يوضع فيها .. كما و زينت هذه المحلات بالنشرات الضوئية التي اضفت عليها اجواءاً اقرب الى (الرومانسية).سألنا المواطن محمد صاحب دولاب .. و هو احد رواد هذه المقاهي عن سبب قدومه قال : اعمل طوال النهار في احد الافران و استغل الليل للاستراحة هنا حيث افضل (الاركيلة) على السيكارة و اجلس مع اصدقائي نتبادل الحديث اثناء شربنا (للاركيلة) و طبعا هذا الجو الهادئ يمكنني من مراجعة نفسي و البحث عن ذاتي او مواجهة المشاكل التي ابتعد عنها و اجد لها الحلول في هذا المكان الجميل..في حين يرى ناصر المهداوي ويعمل مدرس: ان المقاهي التي تتعاطى الاركيلة اتشرت في بغداد بصورة ملفتة للنظر وان الذي ساعد على انتشارها هو بطبيعة الحال االبطالة وافتقاد المجتمع للنادي ودار االسينما ووسائل اللهو البريئة فلم يعد للبعض من مكان يمكن ان يقضي فيه فراغه غير هذا المكان و(يواصل) وقد صارت بديلا لمقاهينا الشعبية التي كان يرتادها الجميع من رجال كبار السن والشباب معا ولكن هذه المرحلة شهدت اختفاء المقهى الشعبي في المحلة لتظهر مقهى (الاركيلة) والتي لم تعد معروفة الا على نطاق ضيق وعند كبار السن والذين كانوا يستخدمون التبغ الخاص لها في مقاهي شعبية معروفة ولا تكلفهم ثمنا مثلما تكلف الان .. الشعبية سوى كبار السن اما المواطن ابو فريد (متقاعد ويسكن منطقة الكرادة فهو يقول لنا:مقاهي الاركيلة في المحلات السكنية: قد يرتادها اشخاص طارئون غير معروفين و بالتالي يؤثر ذلك على طبيعة المنطقة كما ان الكثير من رواد (مقاهي الاركيلة) هم من الشباب الصغار و هذا يؤثر على صحتهم فهم يدخنون في هذه المقاهي بعيدا عن الرقيب و لا يستطيعون التدخين في المقاهي الشعبية بسبب مراقبة الكبار لهم حتى ان هناك اطفال اعمارهم بين 13-15 سنة يرتادون هذه المقاهي و الامر يوجب على اصحابها منعهم من الدخول و ان يتعاملوا بالاسلوب الانساني لا المادي كما ان هناك من يترك عمله و يرتاد هذه المقاهي فهي مضيعة للوقت و هي منقولة الى العراق من دول اخرى مثل سوريا و الاردن.وفي هذا الجانب يقول المواطن محمد عسكر 45سنة ويعمل (بناء) مقاهي الاركيلة لم تكن معروفة لدينا على هذا النطاق الواسع قبل قدوم الاخوة العرب من مصر والسودان فاقاموا لهم هذه المقاهي في تجمعاتهم في مناطق البتاوين والمربعة وغيرها من المناطق فقلدهم شبابنا في ذلك على ما اعتقد اذ لم نكن نعرف سوى التبغ الذي يستخدمه كبار السن لدينا في حشوة الاركيلة اما الان فهناك انواع من التبغ المصنع والمخلوط بالنبات والفواكه وما الى ذلك وما نخشاه ان تستخدم الاركيلة لترويج المخدرات فهي القاعدة التي لابد منها لمثل هذا النوع من الاستخدام لذلك نطالب بتفعيل الرقابة لمنع الاذى عن مجتمعنا قبل فوات الاوان. المواطن صلاح حسين صاحب مقهى (للاركيلة) في منطقة الكرادة داخل حيث قال: ظاهرة (الاركيلة) جيدة و متقدمة لأنها تمكن الشباب من الجلوس في اماكن معزولة و مناقشة قضاياهم بعيدا عن الاهتمام بأشياء اخرى و كما ان الاركيلة افضل من السكائر و لدينا انواع من المعسل منها (معسل التفاحة و التفاحتين و ابو النعناع و الموز و الفراولة) و غيرها و كلها بها تراخيص و لا توجد انواع ممنوعة او مؤثرة على الصحة ، كما ان هذه المقاهي تخضع للرقابة حالها حال بقية (المصالح و الحرف) الموجودة في البلد.وتعليقا على ما ذكره يرى البعض بانها اكثر ضررا من السكائر العادية وان اصحاب هذه المقاهي اغلبهم غير مجازين صحيا وان الخطر كبير من استخدامها.
بين شريحة الشباب..الاركيلــة ظاهرة تنتشر يومـا بعـد اخـر
نشر في: 18 إبريل, 2010: 05:28 م