TOP

جريدة المدى > الملاحق > سحابة الرماد تجثم على اوروبا وتكبد اقتصادها خسائر فادحة

سحابة الرماد تجثم على اوروبا وتكبد اقتصادها خسائر فادحة

نشر في: 18 إبريل, 2010: 05:33 م

متابعة اخبارية:الصورة في بريطانيا قاتمة، كما هو حال أوروبا، فسحابة الرماد البركاني الآتية من آيسلندا لاتزال تجلس عاليا فوق البلاد مستفيدة من غياب الرياح التي يمكن ان تبددها ومجبرة الطائرات بالتالي على الاحتماء بأمان الأرض. وبرغم أن ثمة أحاديث عن احتمال فتح الجو أمام بعض السفريات فجر امس الأحد،
 فهذا يظل من باب التمني لا أكثر.يقول الباحث صلاح احمد انه إذا افترضنا جدلا أن الستار قد أسدل على أزمة العاصفة البركانية في هذه اللحظة، فإن الخسائر التي منيت بها شركات الطيران على وجه الخصوص فادحة حقا وتبلغ فوق المليار جنيه (1.53 مليار دولار) تبعا للتقديرات المحافظة. وهناك بالطبع صفوف المسافرين التي تراصت (حوالي 6 ملايين مسافر عبر مختلف مطارات أوروبا وخاصة في دولها الشمالية) وسيحتاج أمر إعادة المياه الى مجاريها في ما يتعلق بهم الى أيام.لكن هذا نفسه لا يشكّل سوى البداية. فعلى صعيد انقشاع السحابة نهائيا تتحدث تقديرات الخبراء والمشتغلين بالأرصاد الجوية عن أيام، تبعا للمتفائلة، وربما أسبوع أو اثنين تبعا للمحافظة... ولكن ربما ما بين ستة أشهر و18 شهرا تبعا لأكثرها تشاؤما.سماء صافية ..انها خدعةبعض البريطانيين في حيرة لأن البلاد، على غير المعتاد، تتمتع بسماء صافية في هذه الأيام... أو هكذا يبدو للعيان. لكن الواقع هو ان الرؤية ليست هي المشكلة الأولى وإنما طبيعة الرماد البركاني نفسه. فهو يحمل في مكوناته مواد كيماوية آكلة لمعادن أجسام الطائرات إضافة الى جزيئات دقيقة من الرمل والزجاج كفيلة بتعطيل محركاتها في التو واللحظة.يذكر ان طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية البريطانية طارت عبر سحابة بركانية في العام 1982 أصيبت فورا بتعطل محركاتها الأربعة على أن قبطانها الماهر تمكن من الهبوط بها في سلام.وأدى هذا الوضع الجديد - الذي يمتد تأثيره ليشمل العديد من القطاعات الأخرى ذات الصلة مثل السياحة والفنادق والأهم من ذلك حركة الاستيراد والتصدير - لانخفاض مؤشر الفاينانشيال تايمز 27 نقطة الى مستوى 5797 في معاملات السبت. وكانت شركة «بريتيش ايرويز» للطيران أكبر المتضررين إذ هبطت أسهمها بواقع جنيهين و38 بنسا مع بدء التعامل في أسواق الأسهم.وبريطانيا (ومعها آيرلندا بالضرورة) ليست هي الوحيدة التي تختنق بالسحابة البركانية. فقد أعلنت آيسلندا نفسها إضافة الى بلجيكا والدنمارك والسويد وفنلندا وهولندا والنرويج إغلاق مجالاتها الجوية. ولاحقا انضمت اوكرانيا وروسيا البيضاء (بيلاروس) الى هذه القائمة، وأغلقت المانيا معظم مطاراتها. وحتى روسيا أعلنت أنها تعاني من المشكلة - وإن كان بقدر أقل من هذه الدول - فأغلقت بعض مطاراتها فترات مختلفة من الوقت، وحدث الأمر نفسه في شمال ايطاليا المفترض نظريا ان تكون بعيدة عن مسار السحابة. الطيران يخسر .. النقل البري يربحوكان إغلاق المجال الجوي البريطاني تحديدا وخسائر شركات طيرانها مثل بريتيش ايرويز وفيرجين وإيزي جيت وريانير وغيرها يصبّان أرباحا هائلة في خزانة يورو ستار، صاحبة القطارات السريعة التي تربط بريطانيا بأوروبا عبر فرنسا بالنفق الطويل تحت المانش أوالقنال الانكليزي، والى حد ما في خزانة شركات العَبّارات البحرية. فقد أصبحت تلك القطارات (والعبّارات لغير الذين في عجلة من أمرهم) هي الوسيلة الوحيدة للانتقال من بريطانيا وأوروبا والعكس.ونتيجة لهذا الحال، تدافع آلاف المسافرين لانتهاز هذه الفرصة بحيث وجدت يورو ستار أنها عاجزة عن الإيفاء بكل الطلب، ولذا فقد وجهت نصائحها الى الركاب بالعزوف عن الحضور الى محطاتها الرئيسية في لندن وباريس وبروكسيل الا إذا كانت لديهم تذاكر السفر. وقاد هذا بدوره للمرة الأولى منذ مولد الشركة الى تداول التذاكر في السوق السوداء بأسعار باهظة.وبحسب الكاتب صلاح احمد فانه ، ووسط كل هذا الجو الكئيب، فإن النظرة المتأنية والتفكير الهادى يكشف عن أن استمرار إغلاق المجال الجوي البريطاني، وإن كان كارثة على شركات الطيران، فهو لا ينطبق بالضرورة على المجالات الأخرى بكل ذلك القدر، في الأقل تبعا لمواقع الاقتصاد والمال الإلكترونية، فقد دفع بعض الخبراء الماليين الذي يدلون بمختلف آرائهم في الموضوع بأن القطاع السياحي على سبيل المثال، سيبقى كما هو. فكما أن بريطانيا لا تستطيع استقبال المزيد من السيّاح، فهي لن تفقد اولئك الموجودين على أراضيها بسبب انهم مغادرين عن العودة الى بلادهم. ووجود هؤلاء السياح في بريطانيا - وإن كانوا مرغمين - يعني أن الفنادق والمطاعم والمقاهي والمتاجر وأماكن الترفيه ستظل في خدمتهم وجباية الأموال من جيوبهم. وحتى لو كان هذا بقدر أقل، فهو في الأقل يعوّض عن بعض الخسائر في هذا الوضع غير المألوف.انقاذ التكنلوجياالشركات التي تعتمد على أعمالها الأجنبية لن تتأثر بشكل كبير أيضا، والشكر هنا للتكنولوجيا الحديثة التي تتيح للاجتماعات والمؤتمرات أن تعقد من خلال وسائل الاتصال الإلكتروني مثل «سكايب» و»ماسينجر» وغيرها.وحتى في مجال التجارة الدولية فإن العجز عن التصدير يوازنه العجز عن الاستيراد، أي أن الخسائر في المبيعات تعوض عنها المكاسب في توقف المشتريات. هذا، طبعا، باستثناء

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram