حازم مبيضين أتحفتنا وزيرة الخارجية الأميركية بدعوتها إيانا لتحرك جدي لدفع عملية السلام، باعتبار أن مصلحتنا تقتضي المضي قدما في مبادرة السلام التي طرحناها، مشترطة ترافقها مع أفعال، وبمعنى الضغط على الفلسطينيين للعودة إلى لعبة التفاوض، ومنتقدة ما وصفته بتهديد بعض الدول العربية بسحب مبادرة السلام، ولم تنس لافض فوها التعريج على الطفل المدلل المسمى نتنياهو لتطالبه –
من قبيل ذر الرماد في العيون - باتخاذ المزيد من الخطوات لدفع العملية السلمية، وتذكيره برغبتها في الحفاظ على مصلحة الدولة العبرية، بالقول إن التقاعس عن ذلك سيقوي المتشددين والمتطرفين، ولمنحنا شيئاً من الطمأنينة دعته إلى وقف الاستيطان، وتفادي التصريحات والخطوات الأحادية الجانب، وخصوصاً في القدس الشرقية، التي يمكن أن تؤثر في الثقة، أو تعرض الحوار للخطر.السيدة كلنتون تدعونا للجدية، وكأننا كنا نلعب منذ أن كانت سيدة في البيت الأبيض، ومطلعة على الكم الهائل من المحاولات العربية الجادة جداً، للتوصل إلى سلام عادل ودائم، وتعرف منذ أن كانت وظيفتها ( زوجة الرئيس) أن الفلسطينيين الذين وقعوا اتفاق أوسلو برعاية زوجها، كانوا أكثر جدية من الجميع وهم يسعون لبناء دولتهم الوطنية على الأراضي المحتلة عام 67 ، وأنهم قدموا تنازلات جوهرية ومؤلمة لبلوغ هذا الهدف، وأنهم منذ ذلك التاريخ يحاولون جاهدين تطبيق بنود ذلك الاتفاق، ويصطدمون بتعنت إسرائيل ومماطلتها، وتعرف اليوم أن مبادرة السلام التي تبناها القادة العرب كافة، والتزموا فيها بتحقيق السلام الشامل مع إسرائيل، على أساس انسحابها من جميع الاراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني، لم تلق أذنا صاغية عند الاسرائيليين الذين يتشدقون بعدم وجود شريك فلسطيني، مع أن رئيس السلطة الفلسطينية هو عراب اتفاق أوسلو، إلا إن كان قادة اليمين الصهيوني يتنصلون حتى من هذا الاتفاق.لسنا بحاجة للتذكير بانه أزف الوقت لإدراك حقيقة الأوضاع في المنطقة وبخاصة أن الثقة في عملية السلام آخذة في التراجع، بسبب عدم تحقيق التقدم المطلوب في عملية السلام، وأن المشكلات السياسية في المنطقة قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار، وأن الجزء الأكبر من مسؤولية ذلك يقع على عاهل المجتمع الدولي الذي يتعامل مع المسألة باسترخاء، وعلى واشنطن بصفة خاصة بصفتها الأكثر قدرة على الضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي، والدول الغربية التي تكتفي بين الحين والآخر بالدعوة إلى استئناف مفاوضات السلام، والتنديد اللفظي باستمرار الاستيطان خصوصاً في القدس المحتلة، وهي تعرف استحالة العودة إلى مائدة التفاوض قبل وقف الاستيطان، وتعرف أن نتنياهو هو الذي أمر ببناء 1600 وحدة استيطانية، وقال لا لكل الداعين للمحادثات غير المباشرة، وواصل محاولات فرض وقائع على الأرض، يعرف أنها تعرقل حتى الاستسلام . الإدارة الأميركية مطالبة بالكشف عن المسؤول عن انهيار عملية التسوية السلمية، في ظل معرفتها بان السلطة الفلسطينية نفذت الالتزامات المستحقة عليها كافة، وفقاً لخارطة الطريق التي تمثل الرؤية الأميركية لتحقيق التسوية بين طرفي الصراع، وفي ظل معرفتها أن الدول العربية أعطت فرصاً عديدة للأخذ بمبادرتها، التي قدمتها كرؤية متوازنة متوافقة مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية لتحقيق التسوية، وفي ظل ما يجب أن تدركه بان الولايات المتحدة ليست بعيدة عن النتائج السلبية التي قد تنجم عنها حالة الاحتقان السياسي في المنطقة، والناجمة عن غياب السلام جراء السياسات والإجراءات الإسرائيلية المتواصلة، والهادفة في آخر الأمر إلى تعطيل العملية السلمية أو اجتثاثها من جذورها. rn
خارج الحدود: المساواة الظالمة
نشر في: 18 إبريل, 2010: 05:45 م