اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الصيدليات الخافرة تبحث عن أمن مستتب لإعادتها

الصيدليات الخافرة تبحث عن أمن مستتب لإعادتها

نشر في: 18 إبريل, 2010: 05:50 م

وائـــل نعمة تصوير/ مهدي الخالديآلام مبرحة وانين طفل لايهدأ، والام والاب يجلسان فوق الجمر ولا يغمض لهما جفن، فالصغير (علي) ذو العاشرة من عمره يعاني من حمى وجسده يرتعش من البرد. الاب لايملك سيارة لكي يصل به الى المستشفى وهي تبعد بمسافة ليست بالقصيرة، وقد تجاوزت الساعة الحادية عشرة ليلا،
 فكر باستئجار سيارة ولكن الشارع فارغ فأخذه جاره بسيارته الى احد المستشفيات، ولكن بعد الفحص كتب الطبيب وصفته العلاجية  وهمس في اذن الاب قائلا له « اصرف الوصفة من خارج المستشفى « لان صيدلية المستشفى لايوجد فيها هذا الدواء والصيدلاني قد غلبه النعاس!. ولكن الاب بحث وبحث عن صيدلية متواجده في تلك الساعة ولكنه لم يجد اي صيدلية! فأين اختفت الصيدليات الخافرة؟ ومن يسمع انين المريض في الليل؟ الصيدليات الخافرة اختفت من الشارع  بعد سقوط النظام في 2003، فلم نعد نراها ولانسمع عنها في نشرات الاخبار كما كنا في السابق. ولم نجد  سعياً حثيثاً من قبل الجهات المسؤولة في وزارة الصحة  لكي  يعاد العمل  من جديد بهذا النظام، سيما ان الوضع الامني اليوم مختلف عن السنوات السابقة حيث كان من الصعوبة ان تخرج في الليل او ان تكون متواجداً بعد غروب الشمس. ان الحاجة الى الصيدليات الخافرة تكمن في تواجدها في ساعات حرجة يكون المريض في امس الحاجة اليها، لان في احيان كثيرة يكون احتياجك الى علاج بسيط لايتطلب الذهاب الى مستشفى في منتصف الليل او طلب الاسعاف التي ربما لن تلبي طلبك  بالسرعة المطلوبة!فأتي دور الصيدلية ليكون الحل الامثل. لكن اصبح هذا الامر بعيد المنال فأنك لن تجد صيدلية بعد الساعة العاشرة في احسن الاحوال.rnضرورة ملحة محمد سالم 36 عاما يقول «قبل أكثر من  اسبوع تعرضت اختي الى حالة مغص معوي شديد وكان الوقت متأخراً بعض الشيء و حاولت ان اجد أي دواء مسكن وبقيت ابحث  لساعات فلم اجد شيئاً».،مبينا ان وجود صيدلية خافرة لكل منطقة ضرورة ملحة جدا خاصة في الوقت الحاضر في ظل وجود حالات الاسهال المتكرر او التسمم جراء المواد الغذائية منتهية الصلاحية وغيرها من الاسباب الكثيرة،ومنها الظرف الامني لا يسمح بوجود الصيدليات الخافرة لان اكثر الصيادلة اليوم من النساء ما يجعل تواجدهن ليلاً والى ساعات متأخرة او حتى الصباح امرا صعبا ويكاد يكون مستحيلاً. حليم جاسم 40 عاما (موظف) يقول «ان السبب في عدم وجود الصيدليات الخافرة في بغداد يعود بالضرورة الى الوضع الامني فقد كنا في السابق نستمع الى نشرة يومية تفصيلية تعطينا اسماء واماكن الصيدليات الخافرة في بغداد وحتى المحافظات ، ولكن ماحدث ان بعد التغيير في 2003 تبدلت الاوضاع ودخلنا في حالة من الفوضى أعقبتها تفجيرات وعنف طائفي واصبح من المستحيل وضرب من الخيال ان تجد شخصا يفتح دكانه او صيدليته بعد غروب الشمس «.ولكن في الوقت نفسه يتساءل حليم عن السبب في عدم ارجاع هذا النظام الان بعد ان خطت القوات الامنية خطوات كبيرة في تحسين الوضع الامني واصبح التجوال في الليل أمراً طبيعياً.فيما يجد سامر علي (صيدلاني) بأن من يحاول ان يبقى الى وقت متأخر عليه ان يتحمل مسؤولية تأخيره بنفسه وان يقوم بحماية نفسه. ويعتقد سامر بأن بعض الصيادلة ربما يفكرون في البقاء الى وقت متأخر، ويعتبر  هذا الامر ناجماً عن شعور الصيدلي بحاجة المواطن للدواء في اوقات متاخرة وهي حالة انسانية اكثر منها مادية فقد لا يستقبل الصيدلي او الصيدلية الخافرة حالة طارئة في يوم او ايام متتالية ولكن انقاذ حالة واحدة مستعجلة او ضرورة تستحق ان تبقى الصيدلية حتى الصباح لو كان بالامكان!غياب الرقابةفي المقابل يخبرنا سائق التاكسي ابو حسن (43) عاما بأن البحث عن صيدلية بعد ان تمر الساعة العاشرة يكون من الامور المستحيلة. وهذا ما أكتشفه ابو حسن بنفسه حينما يتجول في ساعات الليل المتأخرة بسيارته،  واحيانا يحتاج الى حبوب (البارسيتول) فلا يجد صيدليه تلبي طلبه ، وهذا مايلمسه ايضا حينما يستأجره احدهم من اجل البحث  عن صيدلية لينقذ طفلاً او رجلاً طاعناً في السن  فيبدأ ابو حسن بالتنقل من منطقة الى اخرى محاولا ان يساعد المريض ولكن دون جدوى، ويتذكر ابو حسن في السابق حينما كانت بغداد فيها الكثير من الصيدليات والتي توفر الكثير على المريض الذي لايجد مناصا من اللجوء اليها في اوقات الشدة والالم.كما تقول سعاد لطيف (طبيبة) كانت في السابق لجان كثيرة وجهات متعددة تراقب عمل هذه الصيدليات وتتأكد من وجودها مفتوحة في الاوقات والايام المحددة، ولكنها تشير الان الى ان الرقابة قد اصبحت ضعيفة حتى في اوقات النهار والصيدليات فيها الكثير من الصيادلة الوهميين والاسماء الكاذبة والتي يذهب ضحيتها المريض الذي لا حول ولاقوة له!فيما يشير كاظم ستار (معلم) ان وجود صيدليات  خافرة في المناطق التي توجد فيها كثافة سكانية عالية  او المناطق التي تبعد بمسافات طويلة عن المستشفيات والمستوصفات  تكون امرا مهما جداً من اجل ان يحصل المريض على ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram