ترجمة / عادل العامل"إني أستيقظ كلّ ليلةٍ و أنا أفكر : ماذا يمكن أنّي قد فعلت بصورة مختلفة؟ ماذا يمكن أنّي قلت؟ ماذا كان علي أن أفعل؟ و قد بحثتُ في نفسي كلَّ ليلة، و أعود إلى هذا : عندما اتخذت تلك القرارات، اتخذت تلك القرارات بالمعلومات التي كانت لدي، يمكنني أن أنظر إليكم مباشرةً و أقول، إن هذا ألمٌ سيظل معي بقيّةَ حياتي."
عندما ألقى ديك فولد بهذه الكلمات في الكونغرس، تعرض للتعنيف بصوتٍ عالٍ على إبدائه أسفه بصورةٍ غير كافية لدوره في انهيار ليهمان أخوان ــ أكبر إفلاس في أميركا ــ في أيلول 2008، و هو إفلاس أدى إلى الانهيار القريب للنظام المالي العالمي. مع هذا، نجد أن تاريخ فيكي وارد لسنوات مصرف وول ستريت للاستثمار الـ 25 الأخيرة، و الـ 15 النهائية منها تحت رقابة ديك فولد، يدعم بشكلٍ واسع تقييم المدير التنفيذي الرئيس السابق لنفسه، و لا يقدم أية بيّنة على التصرف الخاطئ المزعوم الذي يريد أناس كثيرون رؤيته أمام القضاء من أجله. و في الحقيقة، تكتب الآنسة وارد، و هي مساهمة في مجلة  Vanity Fair " بالرغم من المظاهر و أسطورة الحفاظ على الذات الخاصة بكونه غوريلا قوية متنفذة، فإن ديك فولد لم يكن أبداً مرادفاً حقاً لليهمان "، و بدلاً من كونه الملك المستبد بأحراش ليهمان، فإنه كان في الواقع مجرد " قائم مقام " لقائدي الشركة الأكثر قوةً اللذين خدما فنياً تحته، كريس بيتيت و من ثم جو غريغوري. rnحسنٌ، ربما إن تقرير الآنسة وارد يتسم بالجاذبية تماماً، و لو أنه يعاني من حقيقة أن كلاً من فولد غريغوري رفضا التعاون معها، وهي توحي بالقليل مما هو جديد بشأن أيٍّ منهما. فقد كان فولد يحب لجهازه الوظيفي، و بوجهٍ خاص مديريه التنفيذيين، أن يكونوا متزوجين و مخلصين و أن يرتدوا بدلةً و ربطة عنق، و هو يشعر بالاطراء و المداهنة حين يخاطبه رئيس أركانه الجديد، بعد مشاهدة فيلم عن الحياة البرية، باعتباره نتوادوميلا، و تعني في بوتسوانا " هو الذي يحيِّي بالنار ". و يصر فولد على مديريه التنفيذيين أن يأخذوا زوجاتهم في نزهة سيراً على الأقدام خلال تراجع سنوي في بيته في سَن فالي، يوفر أساساً لفصل استضافة أو ترفيه عنوانه " ربات بيوت ليهمان اليائسات "، و للانصاف، فإن الشكاوى من كون الأزواج عبيداً لشركتهم يمكن أن تكون قد سُمعت عالياً في أية شركة من شركات وول ستريت.إن غريغوري، رئيس ليهمان حتى يوم إطاحته قبل النهاية، ينبغي أن يكون قد تم تركيزه على تصعيد بيان ميزانية الشركة. و بدلاً من هذا سمح لنفسه أن تشوّشه حملةٌ تهدف إلى تحويل ليهمان إلى نموذج للصوابية السياسية، وراح غريغوري يناصر الخليع، و السحاقية، و المخنث و شبكة عابرة للأجناس في الشركة و استأجر 30 مديراً تنفيذياً لتسيير برامج التنوع و الاحتواء، و أصبح له سريعاً لقب " أوبرا وينفري وول ستريت ". و يعلم القارئ أن كريس بيتيت، الذي مات في حادث عام 1997، يعتبره البعض شخصاً ورعاً يجسّد فلسفة ليهمان، " شركة واحدة "، الأسطورية التي تحطمت لاحقاً تحت إدارة فولد و غريغوري. و قد تلقّت الآنسة وارد الكثير من العون من أسرته و أصدقائه إلى حد أنه أخل بتوازن كتابها، حتى أنها تُجري مقابلةً مع بيتيت نفسه، من خلال وسيط روحي، مستخرجةً النبأ المثير بأن غريغوري " قد مارس الغش " و أن فولد " يغطي آثاره على نحوٍ أفضل "وهي توفر تقريراً مثيراً عن تعافي ليهمان من هجمات 11 أيلول 2001 (على برجي التجارة العالمية)؛ و كانت تُشغل ثلاثة طوابق من البرج الشمالي، فكم زوّد هذا البقاء، عقبَ الهروب المبكر من الكارثة، إحساس ليهمان بالمناعة، الذي استمر حتى ضربة منتصف الليل؟إن القليل من القرّاء ستكون لديهم الطاقة لاستيعاب أكثر من كتاب أو كتابين عن الأزمة المالية. و لقد وُصفت الأيام الأخيرة من وجود ليهمان على نحوٍ أشمل من قبل أندرو روس سوركين في ( أكبر من أن تفشل) و بمنظور أعظم اطلاعاً و انفعالاً من قبل لاري مكدونالد و باتريك روبنسون في ( فشل كبير للفطرة السليمة Common Sense ). و إذ تبدأ آلام الموت، ترسم الآنسة وارد فولد باعتباره  بعيداً غير مطّلع و غير قادر على أن يرى كم كانت الأمور قد أصبحت سيئة : غوريلا في الضباب، إذا جاز التعبير. و لهذا الأمر، في الأقل، ينبغي أن يشعر فريق دفاعه بالامتنان.rnعن / The Economist