TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > تاريخ صناعة العطور

تاريخ صناعة العطور

نشر في: 19 إبريل, 2010: 04:31 م

إعداد / المدى الاقتصاديلصناعة العطور تاريخ طويل فمنذ القدم يسعى الإنسان إلى تجميل حياته سواء بالروائح أم بالأشكال.في العصور الحجريةعرف الإنسان البدائي العطر من استنشاقه للورود والأعشاب، فكان يقطع الأعشاب العطرية ويحرقها لتعطيه الروائح العطرة وكان ذلك غالبا مخصصاً  للأغراض الدينية لا للزينة.
في الحضارة المصرية القديمةصناعة العطور في مصر القديمة كان لمصر الدور الأكبر في تأسيس صناعة العطور وكانت توجد طريقتان لصناعته : الأولى وهى وضع الأزهار في لوحة كبيرة من ورق البردي له طرفان تمسك به سيدتان وتوضع الورود مع قليل من الماء في داخل اللوح ثم تدور كل سيدة الطرف الذي تمسك به عكس اتجاه السيدة الأخرى فيتم عصر الورود وكان يوضع تحتهما إناء كبيرة ليسع الكمية المعصورة ثم بعد ذلك تحفظ في أوانٍ خزفية وفخارية وكان يصنع للملكات وزوجات الأمراء والكهنة للتزين به عند الاحتفالات وكان للطبقات الغنية لا لبقية الشعب.. الطريقة الثانية وهى وضع الورود في إناء فخاري صغير وحرقه لأعطاء رائحة عطرة للجو وكان هذا النوع من العطور جزءاً من القرابين المقدمة للآلهة أو لتوديع المتوفى ولم يكن لأغراض الزينة.rnفي الحضارة البابلية والآشوريةيعتبر أول كيميائى صنع العطور في العالم هي الكيميائية (تابوتي) التي كانت تعيش في بابل في الألفية الثانية قبل الميلاد، فقد ذكر أسمها في الكتابات المسمارية القديمة وذكرت أيضا إحدى طرقها لصناعة العطور ولكنها غير معلومة وهي في الأغلب مجموعة من الأعشاب الطبيعية والورود تعطى رائحة نفاذة، ولم يعرف الكثير عن صناعة العطور في الحضارة البابلية والآشورية ولا عن طرق استخدامه.rnفي الحضارة القبرصية القديمةإناء عطور على هيئة رأس امرأة من قبرص يرجع تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلادتاريخيا، أول عطر وجد في العالم كان في جزيرة قبرص على يد علماء إيطاليين في أيار 2004 الذي يرجع تاريخه إلى 4000 سنة مضت، وأيضا اكتشفت إحدى البعثات ان قطعة أرض تبلغ نحو 4000 متر مربع كانت مخصصة لصناعة العطور التي غالبا أخذت طريقة صناعتها من الحضارة المصرية القديمة لتشابه طريقة الصناعة والأغراض المستخدمة والتي تناقلت فيما بعد إلى روما إبان الإمبراطورية الرومانية.rnفي الحضارة القبطيةعندما نشأت الحضارة القبطية ورثت الكثير من الحضارات المختلفة لذا نجد أن صناعة العطور تنوعت في العصر القبطي، وكانت أهم طريقة لصنع العطر هي مزج سائل شجرة المر مع قرفة عادية ثم وضع عصير القصب والقرفة الصينية، وكانت هذه الطريقة ممنوع استخدامها إلا للقساوسة أو للمرأة في بعض الحالات.rnفي الحضارة الإسلاميةمع أن الحضارة الإسلامية ورثت الكثير عن الحضارة الأغريقية إلا أن العرب هم أول من استخدم تاج الزهرة لاستخراج ماء الزهور منذ 1300 عام، ولم يستعمل العرب تاج الأزهار كعطرٍ فقط، بل استعملوها كدواء أيضاً. ولعل أقدم أنواع العطور في العالم يدعي "عطر الورد" وقد كان رائجاً جداً لدى القبائل العربية، تعتبر الأزهار مثل الياسمين والبنفسج وزهر الليمون والورد وغيرها، من المصادر المهمة لاستخراج العطور عند العرب، ولكن جوهر العطر يستخرج من مصادر أخرى غير الأزهار، كالخشب ولاسيما خشب الأرز وخشب الصندل، ومن الأوراق مثل النعناع والغرنوق والخزامى، ومن جذور معينة مثل الزنجبيل والسوسن.. إن الطريقة العربية لصناعة العطور تكمن في استقطار تيجان الأزهار مع الماء، وتكون عبر وضع رقائق من الزجاج في إطارات خشبية حيث تغلف بدهن نقي وتغطي  بتيجان الأزهار وتكدس الواحدة فوق الأخرى، ويجري تبديل التيجان بين حين والآخر إلى أن يمتص الدهن النقي الكمية المطلوبة من العطر، ولعل أفضل العلماء في صناعة العطور هو بن سينا الذي اكتشف طريقة استخراج العطر من الورود والتي سميت فيما بعد بألتقطير، وأيضا من أبرز العلماء العرب في صناعة العطور هو الكندي الذي ذكر في كتابه (كيمياء العطور) قائمة طويلة لعطور مختلفة وكان في اغلب طرقه يستخدم المسك والعنبر كجزء أساسي في أغلب العطور.rnفي الحضارة الأوروبية الحديثةورثت أوروبا أغلب طرقها من العرب وكان أكثر الناس اهتماما بعلم العطور هم الهونجاريين الذين أضافوا الكحول إلى صناعة العطور، ويعتبر أول عطر يستخدم فيه مادة الكحول كمادة أساسية كان في عام 1370 وكان تكليفا من إليزابيث ملكة بولندا والذي أطلق عليه فيما بعد ماء هونجاري نسبة للهونجاريين، ومن الملكات اللاتي اهتممن بصناعة العطور هي كاترين دي ميديشي ملكة فرنسا التي كلفت صانع العطور الخاص بها(رينى لن فلورينتن) بإدخال أنواع جديدة من العطور ولكن لم يعرف أي شيء عن طرقه وذلك لسرية مختبره.. خلال عصور النهضة تمكنت فرنسا من السيادة في مجال صناعة العطور فقد كان يصنع في جنوب فرنسا أهم العطور ومستحضرات التجميل العالمية، وعرفت طائفة في فرنسا خلال القرن السابع عشر باسم (صناع العطور) والتي كان لها تأثير ضار في بعض الحالات حيث كانت تستخدم مواد سامة في صناعتها للعطور فعلى سبيل المثال توفيت إحدى الأميرات الفرنسيات بسبب استخدامها للعطور في تجميل بشرتها والتي أثرت على سمعة هذه الطائفة، واهتم ملوك فرنسا جميعا بالعطور فخلال القرن الثامن عشر كان المل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram