TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :تزوير الشهادات

كلام ابيض :تزوير الشهادات

نشر في: 19 إبريل, 2010: 06:44 م

جلال حسن يبدو ان تزوير الشهادات ليس بالامر الصعب هذه الايام،  طالما يوجد سماسرة ومزورون محترفون يتواجدون امام مكاتب كتاب العدول، والمحاكم الشرعية ، ودوائر الجنسية، والعقارات ، والضريبة ، والاسواق الشعبية بعد ان حجزوا اماكن خاصة لهم ،
ويروجون باعلى الصوت على من يريد او يحتاج الى  شهادة دراسية او جنسية او شهادة جنسية  وكل ما لا يخطر بالبال، وكل شيء بثمنه بل يتسامون على التزوير الاصلي والعادي وحتى المصدق من الجهات الرسمية . الغريب انهم يتعهدون بصحة صدور الوثيقة ومن جهاتها الاصلية ، هؤلاء المزورون لا يخدعون الا الناس البسطاء ومن الذين تنطلي عليهم هذه الحيل والاكاذيب،  ويحلفون باغلظ الايمان ان وثائقهم اصدق من الدوائر الحكومية  لانهم يملكون الاختام الاصلية والدمغات الشفافة. ومهما تنوعت اساليب المزورين يبقى الاصل فيصلا في الحكم ، ويبقى الاصل عنوانا  للمصداقية في كل شيء. لا يمكن نهائيا ان يتساوى الطالب الذي تعب العمر كله في الدراسة والمثابرة و يقارن باخر لا يعرف الف باء و معنى الشهادة الدراسية  ، الشهادة ليست مهنة لدخول عالم الوظيفة فحسب ، انها امانة وثقافة وحصيلة عمرمن التعب والسهر والشقاء والمجهود المالي . ولا يمكن ان ينالها الا من يستحقها وعن جدارة .الشهادة الدراسية ليست ورقة مختومة ومصدقة من جهة رسمية ، انها بلا شك علم وخبرة وتأهيل لممارسة عمل يخدم المجتمع ، ولا يقبل الخطأ ان كان في مصنع او مستشفى او أي دائرة. لا يمكن ان يكون خريج الابتدائية  أوالمتوسطة محاميا او معلما او مدرسا ، ولا يمكن اطلاقا ان يكون خريج معهد طبي دكتورا  لجراحة العيون ،او خريج اعدادية صناعة مهندسا كهربائيا في خطوط نقل الطاقة .ان ما فعلته هيئة النزاهة بنشر اسماء المزورين في موقعها الالكتروني وما نشرته وسائل الاعلام المختلفة يمثل عين الصواب  كاسلوب رادع وقانوني فضلا عن اعادة الثقة بالوثيقة الدراسية الصادرة من مدارس وجامعات العراق. النزاهة وفي اخر بياناتها قالت : انها اكتشفت أكثر من ألفي اسم لأشخاص ارتكبوا جريمة تزوير وثائق دراسية بين (1045) طالباً و(286) مرشحاً لانتخابات مجالس المحافظات و(611) موظفاً.ولم تكتف بذلك بل اصدرت احكاما بحق البعض منهم  واضافت : انها مستمرة بكشف وجبات جديدة من اسماء المزورين بعد اعتمادها على الوثائق المرفوعة من قبل الوزارات ومكاتب المفتشين العموميين ومؤسسات ودوائر الدولة المختلفة . ان التحايل على القوانين لا يستمر طويلا طالما هناك متابعات من جهات رسمية تعمل بصدق وشرف في البلد ، ويمكن القول للذين عبروا بالتزوير ان العدالة لا تستثني احدا ولا يصح الا الصحيح .jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram