TOP

جريدة المدى > سينما > البطاقـة الذكيـة بعضهـم اعتبرهـا عبئـاً ثقيـلاً!

البطاقـة الذكيـة بعضهـم اعتبرهـا عبئـاً ثقيـلاً!

نشر في: 20 إبريل, 2010: 04:46 م

نجاة الكواز عندما أتحدث عن مشاكل الناس وهمومهم أقف عاجزة عن أيجاد متسع من الكلام لأتحدث عنها فهي كثيرة مثل رمال الصحراء... التي لا يمكن إحصاء عددها.هذا حال العراقيين الذين ابتلوا بهذا الزمن العصيب الذي جلب على رؤوسهم مختلف المشاكل والأهوال فكأنهم خرجوا من حفرة ليقعوا في واد سحيق المشاكل
وأصبح حديثنا مستهلك لمشاكل العصر لعدم وجود أذان صاغية ترحم بحال أبناء أغنى بلد في  العالم وأفقر شعب ،هذه المرة أصبحت تقنيات العصر الحديث هي السوط الذي يضرب به ظهور الناس بعدما انحنت لخدمة بلدهم وشعبهم وما لم نكن قريبين من الناس وننظر ونتمعن في مشاكلهم سنفقد التواصل معهم وتخفيف ألامهم.البطاقة الذكية التي أستخدمها المواطنين في باقي الدول لاختزال الزمن ومساعدتهم على توفير متطلبات حياتهم بصورة أبداعية،تحولت في العراق إلى بطاقة متعبة  أثقلت كاهل المتقاعدين وأصبحت عبأ عليهم .تقول المتقاعدة الست غنية مخلف (60)سنة ،اعد الأيام والأسابيع حتى يأتي موعد التقاعد على الرغم من قيمته المادية القليلة ولكنه أفضل من لاشي ،ولكني أتفاجأ باستقطاع مبلغ عشرة ألاف دينار كقيمة للبطاقة ناهيك عن الطابور الطويل من المتقاعدين والعمل الروتيني البطيء،ويقول المتقاعد إحسان محمد علي (56)سنة توجد أولويات أفضل ولو توفرت للمتقاعد أفضل من البطاقة مثلا تأمين صحي أو مساهمة مادية عندما يتعرض المتقاعد إلى أزمة صحية او دورات ترفيهية للتغلب على الملل مثل باقي دول العالم.وتمنيت لو استطعت أن أوصل صوتي إلى مخترع البطاقة لندم على اختراعها وسوء استخدامها في العراق، وهنا نقول مثلا قديما كان أجدادنا يرددوه (إذا عرف السبب بطل العجب). فبقي العجب حبيس صدور المتقاعدين الطبقة المعدمة على عكس المواطنين في دول العالم باعتبارهم الطبقة البرجوازية لما يتمتعون به من حقوق وامتيازات ،فالجميع يعرف مدى أهمية البطاقة لما تحتويه من معلومات دقيقة وحساسة لجميع المتقاعدين فقد استخدمت  بصورة غير مباشرة لسحب ملايين الدنانير من جيوب العراقيين المثقلة بالهموم إلى عالم المجهول .وإذا علمنا إن تكاليف عقود البطاقة الذكية تصل إلى بضع مليارات الدولارات وتذهب إلى حساب شركة مجهولة الهوية وهنا نجد السؤال يتحشرج في رأسي ألا يستطيع العراقيين صناع الحياة إن يؤسسوا لمثل هذه الشركة بدل إن ترحل ملايين الدولارات كالرمال المنثورة في صحراء قاحلة .ليجعلوها تذهب إلى أبناء شعبي العظيم لينهلوا من منهل خيرهم وهل أصبحت تقنيات الجهاز الصراف المستهلك الذي جلب إلى العراق بعد إن تم تصليحه وصبغه وإعادة الحياة إليه ليشتريه العراق ببضع مليارات كمرحلة أولى في خدمة المتقاعدين.ومنذ متى أصبح العراق خاويا من العلماء والمفكرين وتوقفت جامعات العراق عن تخريج المبدعين. وهل أصبحنا نضيف الأعباء على كاهل أفقر شريحة في المجتمع في العراق بحجة تقنيات العصر الحديث الذي استخدم نظام عالمي يختلف عن نظام الكرة الأرضية وانفرد به العراق ،  لتأخذ بصمة العين والبصمات العشر ة كوسيلة تعريفية وإذا وقعنا على رأس ألحقيقة ،نجد إن المتقاعد لا يحتاج سوى بصمة الإبهام الأيسر ليحصل على راتبه التقاعدي (فتات الأموال ) التي لا تكاد تسد رمق عائلته بعد إن دفع سني عمره لخدمة وطنه ، ولكن يبقى الروتين يتحكم بكل مفاصل حياتنا ولا سبيل للخلاص منه .استلم المتقاعد راتبه وهو يسال نفسه ويدور في دوامة الفلك الخيالي لماذا أدفع مبلغ مقداره  عشرة ألاف دينار لاستخراج البطاقة دون إن اعرف السبب . بحسبة بسيطة نضرب عدد المتقاعدين في المبالغ المستحقة  لنجد مبالغ خيالية مروعة طارت إلى كوكب المريخ بواسطة مكوك المناقصة ونسأل كل من سهل أمر البطاقة المكوكية الا يستحق العراقيون خدمة مجانية بدون مقابل والكف عن سحب الأموال من المواطن المعدم بواسطة صنارة صيد مكوكية وأتمنى لو كان من الأفضل إن نخدم المتقاعد وتسهيل عملية استخراج البطاقة بدل الوقوف في طوابير مملة لان اغلب المتقاعدين حالتهم الصحية متعبة ،وأيضاً استحداث حالة جديدة وهي يوم للنساء ويوم للرجال .  إن على الدولة مسؤوليات أساسية تكمن في التخطيط لإنشاء شركات بخبرات عراقية بدل إن يهاجر مبدعو وعلماء العراق إلى الخارج وتستفد منهم دول العالم ،  ووضع الآليات الثابتة لغرض مساعدة المتقاعدين ماديا عند تعرضهم لازمات صحية وتوفير نوادي أو مقاهي لقضاء أوقات الفراغ كتعويض لهم عن ما قدموه لخدمة وطنهم وشعبهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

حماس توافق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

البرلمان يعدل جدول أعماله ليوم الأحد المقبل ويضيف فقرة تعديل الموازنة

قائمة مسائية بأسعار الدولار في العراق

التسريبات الصوتية تتسبب بإعفاء آمر اللواء 55 للحشد الشعبي في الأنبار

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram