بقلم/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية (نجوم في الذاكرة)
سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها،حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.نتحدث في الحلقة الثانية والخمسين عن مسيرة لاعب فرق الموصل والطلبة والشباب والجيش والرشيد والمنتخبات العراقية السابق والمدرب الحالي حارس محمد حسن الذي ولد في الموصل عام 1958 ولعب قرابة الـ 90 مباراة دولية ، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياتهبدأ حارس محمد حياته الرياضية مع الفرق المدرسية في مدينة الموصل وكانت طموحاته تكبر بعد كل نجاح يحققه مع الفرق التي لعب لها في البداية ومنها فريق مدرسته الابتدائية الذي سجل له (15) هدفا، حيث قادت هذه الأهداف فريق مدرسته إلى فوز ببطولة التربية في محافظة نينوى، وقد كان هذا النجاح بمثابة الخطوة الأولى الصحيحة في مسيرته الكروية وبعد ذلك أنضم إلى فريق " الشروق الأهلي".وفي مرحلة الدراسة الإعدادية قاد مدرسته إلى الفوز ببطولة التربية ثلاث مرات متتالية وكان هدافا للبطولة في الدورات المذكورة. وفي عام 1975 إنضم إلى فريق بلدية الموصل وكان أحد فرق الدرجة الأولى في محافظة نينوى وهدافا للفريق وقبل ذلك بعام لعب في فريق نقابات عمال نينوى وأيضا هدافا له. وفي عام 1975 أيضا حصل حارس محمد على لقب أفضل لاعب في محافظة نينوى كما حصل على شهرة واسعة جدا في المحافظة لأنه كان قد سجل ثلاثة أهداف في مرمى ثلاثة فرق أجنبية لعبت في محافظة نينوى وهي سيسكا السوفيتي الذي فاز على فريق الموصل (2 ـ 1) وفريق ليونيج الصيني الذي خسر أمام الموصل (1 ـ 2) وكذلك فريق أنقرة كوجو التركي الذي خرج متعادلا (2ـ 2). وكان هدف حارس محمد في مرمى فريق سيسكا السوفيتي من الأهداف الجميلة جدا التي ما زال يعتز بها لغاية الآن، حيث سجله من ضربة حرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء.وبعد كل هذه اللمحات الجميلة التي قدمها في مدينة الموصل وصل أسم حارس محمد إلى العاصمة بغداد، حيث دعاه مدرب المنتخب المدرسي داود العزاوي إلى الانضمام إلى فريقه الذي شارك في الدورة المدرسية العربية التي جرت في مدينة طرابلس الليبية في عام 1977 ويقول حارس محمد عن هذا التحول في حياته الرياضية" كانت هذه الدعوة مهمة وحساسة جدا في حياتي الرياضية، لأنني لعبت إلى جنب معظم لاعبي منتخب الشباب الفائز في بطولة شباب آسيا في طهران عام 1977 وكان هؤلاء اللاعبون يحظون بشهرة واسعة جدا لدى الجمهور الرياضي، لذلك كنت أشعر بنوع من التحدي بيني وبينهم حتى أثبت جدارتي معهم وفعلا نجحت في ذلك، حيث اخترت كلاعب أساسي في تشكيلة المنتخب المدرسي".وبعد أن برز مع المنتخب المدرسي أراد اللعب مع أحد الفرق البغدادية، إلا أن الاتحاد الفرعي في محافظة نينوى رفض هذه الفكرة اعتزازا به وبعد أن أصر حارس محمد على الانتقال إلى بغداد قرر الاتحاد الفرعي حرمانه من اللعب لمدة عام كامل لكن حاجة منتخب الشباب لخدماته وإصرار مدربه آبا على ضمه إلى صفوف فريقه الذي كان يستعد للذهاب إلى دكا للدفاع عن لقبه السابق الذي حققه في طهران جعل الاتحاد المركزي يتدخل في رفع العقوبة من قبل الاتحاد الفرعي وبالفعل أنضم حارس محمد إلى منتخب الشباب قبل خمسة أيام فقط من مغادرته بغداد، لكنه عندما عاد إلى بغداد جلب معه كأس البطولة وكذلك كأس الهداف بعد أن سجل ثمانية أهداف جعلت المنتخب العراقي يحافظ على لقبه، وفي عام 1978 أيضا دُعي حارس محمد إلى صفوف المنتخب الوطني برغم أنه كان يلعب مع فريق الموصل الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، وفي عام 1979 قرر حارس محمد الانضمام إلى فريق الطلبة الذي بقي فيه لمدة أربعة مواسم متتالية حقق من خلالها الفوز ببطولة الدوري في موسم 80 ـ 1981 إلا أن استدعاءه لأداء الخدمة العسكرية جعله ينضم إلى نادي الشباب، وفي موسم 83 ـ 1984 إنتقل إلى فريق الجيش وقاده إلى تحقيق لقب بطولتي الدوري والكأس وكذلك إحدى البطولات الخارجية التي جرت في الهند ومنه إنتقل إلى فريق الرشيد ومع هذا الفريق حقق إنجازات كثيرة منها الفوز ببطولتي الدوري والكأس وكذلك قاده للفوز ببطولة الأندية العربية في تونس التي أحرز فيها العديد من الأهداف الجميلة وكذلك أحرز لقب هدافها، وكرر الحال ذاته عام 1987 في البطولة التي جرت في الرياض. إنجازاته مع المنتخبات الوطنية: خاض حارس محمد مباراته الدولية الأولى ضد منتخب فنلندا في بغداد عام 1979، وبعد هذه المباراة أسهم حارس محمد في تحقيق أغلب الانجازات الكبيرة التي حققتها الكرة العراقية في نهاية العقد السبعيني وطوال العقد الثمانيني من القرن الماضي، حيث كانت بداية الانجازات مع منتخب الشباب الذي فاز ببطولة شباب آسيا في دكا عام 1978، كما أسه
حارس محمد ابن الموصل المتألق في بغداد
نشر في: 20 إبريل, 2010: 04:57 م