حسام مصطفى rnالقاعدة والبعث وجهان لعملة واحدة، القتل على سبيل المثال أحد أوجه هذه العملة، فيما خداع الناس هو الوجه الآخر من العملة. ولكي لانتجنى عليهما معا، دعونا نرصد سلوك القيادات البعثية عند دخول القوات الاميركية الى بغداد، وقد كانوا يمترسون مقاتليهم تحت شعار " النصر أو الشهادة ".
وعندما انسحق النصر تحت ثقل سرفات الدبابات الاميركية، تبخّرت الشهادة، وتحولت الى بحث عن ملاذ آمن وترك عباد الله يدبرون أمورهم فيما بينهم!فرّ الرفاق مثل الفئران الضالة، فلم نر أياً من قياديي مجلس قيادة الثورة المنحل ولا القيادتين القومية والقطرية ولا قياديي الفرق والشعب والدربونة ورأس الشارع ، قد حمل سلاحه وتصدى للأميركان واختار الشهادة بعد أن أصبح النصر بعيد المنال وحلما من احلام اليقظة! في لحظة تأريخية تبخرت كل هرقلياتهم الزائفة على الناس البسطاء الذي كان اللون الزيتوني اشارة ودلالة على الشؤم واقتراب الخطر. الفضيحة الايديولوجية والسياسية والاخلاقية، ان يسحب القائد الضرورة" المفدى والانموذج وبطل القادسية وام المعارك " من حفرة لاتتسع لشخصين،بادنى شروط الحياة الانسانية. يسحب باسلوب مهين من قبل جندي امريكي من أدنى درجات المراتبية العسكرية الاميركية ، ثم يفحص اسنانه أحد الأطباء بعد ان لبس كفوفا واقية خوفاً من عدوى مرض واستنكافا من الكائن الغريب الذي بين يديه!هذا موضوع قديم، الذي ذكرنا به بقوة، هو العثور على جثتي البغدادي والمصري الارهابيين، في حفرة ايضاً، قالت تقارير صحفية وخاصة انها تشبه الحفرة التي لجأ اليها صدام في عز دفاعه المستميت عن شعار " النصر أو الشهادة "، وانهما " بطلا " القاعدة، اختارا الحفرة تعبيرا عن التضامن الايديولوجي والفلسفي والشخصي مع مثالهما صدام، الذي ألقى بعاره للبعث تحديداً ورحل غير مأسوف عليه.هذا النوع من الالتجاء لم يأت مصادفة، ولا من خيارات لحظة الخوف من الموت، انه خيار استراتيجي، لان الحفرة لم تحفر عندما كانت الطائرات تحلق فوق وكر القاعدة ولا اثناء اقتحامها من قبل قوات الكوماندوز. اذن نحن امام عقلية تشتغل لانتاج افكار مشابهة، في التفكير والتحليل والاستنتاج والتنفيذ، وهذا مالمسناه نحن في العراق، لاننا اكتوينا بالبعث والقاعدة معا، عندما سلمنا احدهما للآخر " تسلوم يد " كما يقول المواطن العراقي البسيط.شخصيا في الأقل لم اقرأ أو اسمع من استاذ تأريخ، على سبيل المثال، ان قائدا مهزوما، عربيا أو افرنجيا، هنديا أو باكستانيا، قد القي القبض عليه في حفرة أو وجد مقتولا فيها! برغم مرارة الهزيمة وقوتها. حقيقة اجهدت نفسي لكنني لم اصل الى حقيقة فلسفة الحفرة التي ابتدعها الدكتاتور صدام وتوارثها عنه أزلام القاعدة من الذين يتنمرون على الناس البسطاء، فيذبحون ويسلخون الجلود ويفجرون السيارات بالاطفال،لكنهم امام ازيز الطائرات يبحثون عن حفرة ليطمروا فيها عارهم!
وقفة :فلسفة الحفــرة..
نشر في: 20 إبريل, 2010: 05:44 م