حازم مبيضين أبدع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك،وهو يبشرنا بأنه لا مبرر لقيام حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط الصيف القادم، وأبدع أكثر حين أكد أن إسرائيل لا تنوي البدء بأي حرب في الوقت الراهن،والواضح
أنه كان يرد بذلك على تصريحات أدلى بها العاهل الأردني وقال فيها،إن حرباً قد تنشب في المنطقة الصيف المقبل إذا لم تشهد عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أي تحرك،ووصل باراك إلى قمة الابداع وهو يعلن أن الدولة العبرية تمتلك ما يكفي من القوة والثقة في النفس للتوصل إلى تسوية تعتمد على مبدأ الدولتين، وإذا تبين أن التوصل إلى مثل هذه التسوية غير ممكن، فان الفلسطينيين والعرب يتحملون المسؤولية،لانهم لم يقدموا تنازلات جوهرية عن حقوقهم المشروعة.يعترف جنرال الاغتيالات بأن العالم لن يقبل استمرار اسرائيل في حكم الفلسطينيين عقودا أخرى، مثلما يعترف بأن التباعد المتزايد مع الولايات المتحدة ليس في صالح دولة إسرائيل،ويقترح أن الحل لتضييق هذه الفجوة مع واشنطن يكمن في إطلاق مبادرة دبلوماسية لا تخاف من التعامل مع القضايا الجوهرية المختلف بشأنها مع الفلسطينيين،الذين اكتشف بعد أربعة عقود من الاحتلال أن على دولته تركهم يحكمون أنفسهم بأنفسهم،وهنا يتجلى الخداع المستند إلى الدهاء في هذه المواقف الرامية الى طمأنة العرب والعالم،والايهام بان التوصل إلى حلول دبلوماسية،رغم استمرار التوغل الاستيطاني ورغم قرار طرد الفلسطينيين من أراضيهم والذي أصدره جنرال نفترض أنه تابع لوزير الحرب المسالم باراك.باراك يتجاهل عضويته في حكومة تهدد باعادة سورية إلى العصور الحجرية،ويتجاهل أن قواته تواصل الاعتداء على الارض اللبنانية،ويتجاهل أن عسكره يواصلون عملياتهم في الارض الفلسطينية المحتلة،وكأن كل هذا ليس حرباً،وإن لم تكن شاملة ومعلنة،وإن كانت تتمدد لتصل إلى شواطئ الخليج العربي على شكل عمليات اغتيال،ويتجاهل أن قرار حكومته بطرد الفلسطينيين من أرضهم،وتسفيرهم ليس أقل من إعلان حرب على دولة وقعت دولته معها معاهدة سلام،ويتجاهل أننا ومعنا العالم لم نعد قابلين لان تنطلي علينا الاقوال المعسولة المترافقة مع أبشع تصرفات ارتكبها احتلال،ولكن الواضح أن علينا إفهامه أن مناوراته لن تنطلي حتى على الاغبياء. لو كان باراك صادقاً،لعمل على إقناع حكومته بالسير في درب السلام،بدل التنطع في محاولة بائسة لاقناعنا بأن دولته ليست قائمة من أساسها على فكرة الحرب التوسعية العدوانية المستمرة،ولو كان باحثاً عن السلام الذي تحتاجه دولته أكثر من غيرها،لكان عمل في هذا السبيل بدل العمل ضده والاكتفاء بتصريحات تثير من السخرية أكثر من ما تستدعي الاحترام،ولو كان صادقاً لما طلع علينا بتصريح يستدعي المثل القائل أسمع كلامك يعجبني وأشوف عمايلك أستعجب. rn rn
خارج الحدود :باراك .. أسمع كلامك يعجبني
نشر في: 20 إبريل, 2010: 05:58 م