TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: تظاهرات طلابية

كردستانيات: تظاهرات طلابية

نشر في: 20 إبريل, 2010: 06:05 م

وديع غزوانشهدت مدن إقليم كردستان تظاهرات طلابية احتجاجاً على قرار وزارة تربية الإقليم في احتساب نسبة 25% من درجة المرحلتين الاولى والثانية الاعدادي مع الدرجة النهائية لطلبة الصفوف المنتهية لغرض المفاضلة  في القبول بالكليات ..
 التظاهرات اتخذت الطابع السلمي لولا تصرفات غير مسؤولة من قلة لم تحسن فهم فضاء الحرية المتاح بمعناه الحقيقي، فلجأت إلى إلحاق أضرار بمبان وسيارات مديرية تربية السليمانية، من دون أن تدرك أن هذه الممتلكات ليست ملكاً لوزير  التربية او اي مسؤول آخر، بل هي ملكية عامة لكل مواطن كردستاني وفي مقدمتهم الطلبة لأنها تخص دائرة مهمتها متابعة شؤونهم دون سواهم.وبشكل عام فإن حق التظاهر مكفول في كردستان لكل شريحة او قطاع مادام ضمن اطره المألوفة, واعتاد المسؤولون في الإقليم مثل هذه الممارسات، وهي دليل صحة الخطوات لترسيخ النهج الديمقراطي في المجتمع, لذا لم تقابل السلطات منظمي اية تظاهرة سابقاً او حالياً بمظاهر العنف, ولم تتصرف الا بحدود ما يحفظ القانون, رغم أننا لاننفي صفة المبالغة وعدم الانضباط والقيام بممارسات مغالى فيها من بعض أفراد أجهزة الأمن المختصة تسيء للاتجاه الديمقراطي العام بعض الاحيان, غير ان ما يطمئن ان المسؤولين في الإقليم لايترددون بل يبادرون في التصدي لمثل تلك التصرفات اللامسؤولة من قبل بعض افراد الداخلية او غيرها من الاجهزة الامنية. ونحسب أن لقاء رئيس برلمان إقليم كردستان الدكتور كمال كركوكي مع وفد اتحاد منظمات طلبة كردستان وممثلي 13 منظمة طلابية وتسلمه ثلاث مذكرات تضمنت مطالب شريحة الطلاب, يؤكد ما ذهبنا إليه من أن أسلوب العنف الذي مارسه عدد غير قليل من افراد الاجهزة الامنية  لايمثل التوجه الاصيل في الإقليم من اتاحة حرية التعبير والرأي لكل مواطن, إضافة  الى ان تكليف مجلس وزراء الإقليم وزير الداخلية لاصدار تعليمات تضمن حرية تنظيم المظاهرات واطلاق سراح العدد القليل من المعتقلين بعد ساعات قليلة من إلقاء القبض عليهم دليل حرص آخر على ممارسة الجميع حريته، على وفق المصلحة العامة وعدم الاضرار بممتلكات الدولة، لانه اسلوب غير حضاري ومستهجن, ولايفوتنا ان نشير الى موقف مدير عام تربية السليمانية كمال نوري الذي ينمّ عن وعي وفهم عالٍ لواجبات المسؤولية بروحها الحقة،عندما عبر عن استيائه من حملات الاعتقالات، مشيراً في نفس الوقت الى حرصه على متابعة مطالبهم رغم تعرض عدد من مباني المديرية وآلياتها الى اضرار جراء اعمال عنف غير مسؤولة. ليس من باب التبرير لهذه الممارسات العنفية القول انها قد تأتي بدافع حماية المتظاهرين والخوف من استغلال موقفهم من قبل عدد من ذوي النفوس الضعيفة ,مع ذلك كنا نتمنى ان لاتحصل من باب الحرص على ان تعكس اخلاقيات وسلوك منتسبي الداخلية وغيرها من الاجهزة الامنية وجه كردستان الجديد الذي نريده ونبغيه .. وجه مشرق يبشر بمجتمع خالٍ من مظاهر العنف يمارس كل مواطن فيه حقه بالتعبير بعيداً عن مظاهر الخوف .. مجتمع تسود بين افراده لغة الحوار كسبيل لحل المشاكل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram