اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > هل أنتَ ياسين بن طه؟

هل أنتَ ياسين بن طه؟

نشر في: 21 إبريل, 2010: 04:30 م

ياسين طه حافظأنا في مطار «كييف» مرهون جوازيإذْ أتيتُ من العراقِ وقد تكون عليهآثار الجريمةِ،فالحضارة في ترابٍ صار وحلاً والتلالُ،
الدارساتُ، خنادقٌ ومسلحون هناك مغتصبون، محترفو انفجارتٍ،وربتماأنا واحدٌ منهم أو اني جئتُ أهربُأو أُهرِّبُ ..، أيّةً ،لابد من نظرٍ :«لماذا جئتَ ؟ «« لا أدري ، مللتُ الارض حوليقلتُ علَّ الكون يرحمني باخرى، علني القى الحياةَ و ان في الاسفار عشر فوائدٍ... قالوا ، يقولون الحياة جميلة ببلادكم«بعد الثلوج ...» وها أنا ! وأزاحَ كلَّ البِشْرِ من وجهي بنظرتِهِ خبيرٌ في الوجوه ، ملامحي ليست كما يُبدي الجوازُ ، يقول لي:«هل أنتَ ياسينُ بن طه؟ أنتَ هذا ؟دخلَتْ عيناهُ في عينيّ ، اصبعُهُامتدتْ لتُنطِقَ صورتي ( وكأن تلك الصورة ارتجفتْ ووجهي ظلَّ يسألها التطابقُ ..،)لم يزلْصيداً جوازي في يديهِ ، كمثل عصفورٍ أعارَجناحَهُ مستسلماً ..،«هل أنتَ هذا ؟ « صاحَ مثل مؤكّدٍ شكّاً بأمرٍ ،«سيدي لا شكَّ في هذا . السفارةُحقّقت ، ختموا جوازي . هذه تأشيرةٌ فيه ،فما معنى الشكوك ؟ ولستُ ممن يستطيع جريمةً ، عمري ..، ولستُ مغامراً فكما ترى ...»هذَرٌ. كلامٌ ليس يُجدي، كادَ يلمسني احتقارُهُ –قلتُ في نفسي : « أأبقى طول عمري لا تفارقني شكوكهمُ ، الرقابةُ حيثما وليّتُ وجهي ، ها أنا في غرفة التحقيق في «الأمن القديمة» ها أنا في مركز الشرطة في بعقوبةٍ ..،هذا عريف حْسين يكتب محضراً وجليلُ ضابطُهُ. لطيفٌ خيّرٌ ومؤدّبٌ لكنه ،عفواً ، يرى «أن الشيوعيين طاعونٌ» ، ولم يثبتْ بمختبرٍكلامُهُ .. ، انما هو يُتقِن الكلماتِ يبقى طيّبا ،يبقى بلا خبثٍ يؤدي واجبا .لكن « عريف حْسين « منطفيءٌ ومسمومٌ ولا أحدٌسيذكره بخيرٍ .. كيف جئتُ لذكرهِ ؟ هذا مطارُ كييف ! تلك تعاسة تبقى تلاحقُنا . ومضى كمن يأتي بشيء ..، ثم عادَ، تتابَعتْ ،في لهجةٍ مكسورة النغمات ، أسئلةٌ وشكٌّمثلما هم في الجراحةِ قبل حسم الامرِ –مازال الجواز الأخضرُ المنحوس بين يديهِ ،قلّبَهُ وقلبّنيليقول لي «أبطاقةٌ أخرى لديكَ ؟ «« نعم .. وهذي .. لست أملكُ غيرها. «وكأنه اختلفت ملامحُهُ، رأيتُ الشعرَيخطف فوقَ شدّتِهِ ، وصار يرِقُّ عذباً :« شاعرٌ ، ومن اتحاد كتاب العراقِ ؟ «تهلّلَتْ في الغيم سحنتُه القَطوبُ وقال لي :« اجلسْ هناك، وسوف ننظرُ .. ربما .. « وكأن إنساناً جديداً فيه لا ذاك المفتّشُ ،قال : « ان الواجب الأمني يقضي .. «، قال لي : «انا قبل هذا كنت أكتب في الصحافةِ ،كنتُ يوماً شاعراً . مازال ناسٌ يكتبون الشعرَ؟ شيءٌ مضحكٌ . حِرَفٌكثيرات تدرّ المال . هذي مهنةٌ بطُلَتْوغادرها الزمانْ ،يوماً كتبتُ قصيدةً عن أرنب نفخوه فيلاً ،لو ترى ، كل المدينة أغرقَت في الضحْكِ ،صار حديثُهم «الأرنب المنفوخُ». حتى لامني ناسٌ لترْك الشعر.. هذي ذكرياتٌحين أذكرها أهزّ الكَف ، كيف أضعتُ وقتي في سفاهاتٍ ، فلولاها لزدتُ الآن مرتبةً ومرتبتينِ .. دعْ هذا ،تُمارس مهنةً أخرى ؟ «يصطاد في حوضي .. واعرف كيف يستلّون ..،حدّق بي طويلاً قبل أن تأتي «انتظرني!»كم تغيّر صوته في «انتظرني» فهي مثل تحيةٍ وكأنما أملٌ .. أمضي لكرسيّ: بزاويةً ومحفظتي النحيفة تحت إبطي ليس غير قصائد فيها واوراق وقاموس صغيرّ ربما احتاج نجدته وغير رواية اكملت نصف فصولها ..لكنني في وحشة النظر الطويل على البَلاط لكي ارى الباب التي واروا جوازي خلفها ،أوشكتُ أن أُعلي صراخي في المطار : خذوا كتاباتي واوراقي خذوا حتى الجواز خذوا ماشئتمُمني ، فاني قد أتيتُ هناخطأً ، أتيت هنا !دعوني فوق هذي الارض جوالاًَ بلا هدفٍولا معنى ولا وطنٍ ، دعوني مثل باقي الناس حرّاً ، ارتضي في البارك مصطبة ومثلهُمُ ألهو ووجهي طازجٌ فرِحٌ أُنكِّتُ أو اغازلُ أو اسبّ حكومتي ! لو أن لي سقفاً صغيراً هادئاً ، أو غرفةحجمََ السرير ، رواية أحيا بعالمها واشرب قهوتي –ها قد أتى !ليقول معذرةً عن التأخير ثالثةً «ولكن الاوامرَ غير روح الشعر ، نعرف أنتَقصّتَها لا لن يطول الوقت ، بضع دقائق وتكون في كييف ضيفاً .. «سبحانك اللهم : هل ضحك الجدارُ ؟ أحلّ ضيفاً ؟نكتةٌ لم تنتهي ، حتى أشاروا «لو تفضّلتم!»مديرٌ آخرٌ أو ضابطٌ أو أنه ...، ماذا لو اني هارب من كوانتنامو، ما يكونْلو انني خلْق غريب حطّ فوق الكوكب الارضي، لو اني بذيلٍ أو بقرنين على رأسيوأدخل في المطارْ ؟ الصمت فاجأنا كما غيم تكوم كلُّ شيءٍ هادئلا صوت . ضوءٌ، كاميراتٌ من اتى ؟قالوا رئيسٌ قادمٌ أو حاكمٌأبقى جرائمه و راءه كي يُرحّبَ فيه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram