علاء المفرجيمع اختتام الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي في دبي والذي لم نستطع تلبية دعوة إدارته الكريمة في الحضور لأسباب خارجة عن إرادتنا، يكون هذا المهرجان قد قطع شوطاً مهماً في تأكيد حضوره في مشهد المهرجانات السينمائية في المنطقة التي تزايد عددها في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ. وتجلى هذا الحضور للمهرجان في وضوح هويته الخاصة،
واكتسابه شخصية متميزة، وتقاليد عمل ينفرد بها عن باقي المهرجانات. ولعل الميزة الأهم لهذا المهرجان هي الالتزام في منهج واضح ومحدد، لا يتحمل الطموح المبالغ فيه والذي لا يستند الى إمكانات واقعية، من الممكن ان تجنح فيه الى النكوص والإخفاق، كما حصل مع عديد من المهرجانات الأخرى.فمنذ تبلور فكرة إقامة هذا المهرجان قبل ثلاث سنوات. فإن إدارته كانت حريصة على ان تعمل بمنهج محدد وهدف واضح، يتلخص في ان يسهم هذا المهرجان في إشاعة وعي وذوق سينمائيين في منطقة تفتقر الى صناعة سينمائية، بل وبوضوح أكثر الى ثقافة سينمائية.. وعلى تواضع هذا الإعلان، فإن مهمة إدارته كانت صعبة ومعقدة، بدت فيها أشبه بالمغامرة.. فقد استطاع هذا المهرجان ومنذ دورته الأولى، ان يوفر فرصة عظيمة للطاقات السينمائية الكامنة في دول الخليج خاصة الشابة منها، في ان تعرض محاولاتها السينمائية الأولى، بل ان لهذا المهرجان الفضل الكبير في تقديم مواهب سينمائية واعدة، سيكون لها ولاشك موقع مهم في المشهد السينمائي العربي.. وقد لمسنا ذلك أثناء حضورنا دورة مهرجان العام الماضي.. وايضاً ما رشحت عن دورة هذا العام من اخبار انجازات سينمائية متميزة، ويكفي الإشارة الى ان مشاركة 160 فيلماً اماراتياً و220 فيلماً خليجياً كاف للدلالة على الأهمية المتعاظمة التي بدأ المهرجان باكتسابها.وفي أكثر من حديث لنا مع مدير المهرجان الفنان مسعود آمر الله تلمسنا حرصه على ان يكون مهرجان الخليج المنطلق الأساس للمواهب السينمائية، التي لا تجد ربما فرصتها السانحة في محافل سينمائية أخرى.. وهي حقيقة أكدها المهرجان عبر دوراته الثلاث..فقد برزت من خلاله طاقات سينمائية متميزة، كان للمهرجان الفضل الاول في صقلها.. وميزة اخرى انفرد بها هذا المهرجان، وهي رعايته للسينمائيين العراقيين الذين استحوذوا وللسنة الثانية على التوالي.. على أهم جوائزه ولعل هذا المهرجان كان الأرضية التي انطلق منها الكثير منهم الى الانغمار في عالم السينما الساحر.
كــــلاكــيــت: مهرجان الخليج ثالثاً
نشر في: 21 إبريل, 2010: 05:37 م