عبد الزهرة المنشداوي السياسة الصحية عندنا لم تنهض بعد النهضة التي يمكن ان يشعر فيها المواطن في العراق بانه بمناى عن العدوى والامراض السارية، وان اصيب بها فالمستشفى والمركز الصحي كفيلان بدرء خطر الامراض عنه. الصحة بصورة عامة ليست وزارة وجهاز وطبيب بقدر ما هي منظومة معقدة تبدا من البيت والمدرسة والمعمل باتجاه الطبيب.
الصحة العامة مسؤولية دولة ومسؤولية فرد في الان نفسه .اضف الى ذلك ان للثقافة والايمان في الحياة وحرص المرء على ان يجعل من الحياة التي وهبها له الله حياة عمل ونشاط وحركة دؤوبة في سبيل نفسه والاخرين تجعله يتحصن بكل ما من شانه ان يحفظ له الحياة يزور الطبيب في مواعيد معينة ويأخذ باسباب النظافة في بيته ومحل عمله ولا يعتبر ان الامر منوطاً بوزارة الصحة وحدها.هذا جانب من المسالة والتي يمكن تلخيصها بالقول من يحترم الحياة يحترم صحته وبالعكس .البعض منا يفعل ذلك وان كانوا اقلية في النسبة العامة لكنهم ايضا يواجهون مشكلة عند مراجعتهم المؤسسات الصحية هذه المشكلة تكمن من ان وزارة الصحة استوردت العديد من الاجهزة المتطورة والتي يقال ان البعض منها غير موجود لدى البعض من دول الجوار ولكن المواطن يصطدم من انها عاطلة عن العمل مع انها مستوردة حديثا وباثمان ليست بالهينة تكفلتها خزينة الدولة والمال العام.والمشكلة تكمن في ان الكادر المتخصص في ادارتها اما انه لم يعمل على ادامتها بالشكل المطلوب او انه غير مبال بالواجب الملقى على عاتقه في مثل هذا العمل الحساس والذي له انعكاساته المهمة على صحة المواطن .لذلك نود هاهنا ان نشير الى ان وزارة الصحة يجب ان تعمل جاهدة على مشكلة جعل الاجهزة التي لديها تعطي فوائدها المتوخاة منها في سبيل التقليل من معاناة المواطن من خلال فحوصات دقيقة لايعتريها الشك وهي بذلك لاتفيد المواطن وحده بل ايضا طبيبها المختص الذي يعمل الان مضطرا على اعتماد الوصفة الطبية على الاعراض التي يدلي بها المواطن اما اذا طلب منه فحوصات اجهزة فلا شك ان المريض سيتخلى عن مواصلة العلاج لانه باي حال من الاحوال لايستطيع تنفيذ مطلب الطبيب وللسبب المذكور (عطل الجهاز) لذلك ندعو وزارة الصحة الى حملة لصيانة الاجهزة الموجودة في مستشفياتها ومن ثم العمل على تاهيل كادر علمي متخصص على شكل فريق او مجموعة ليس لها غير زيارة المستشفيات المختلفة والوقوف على الاجهزة التي لديها .هذا الامر ليس بالعصي وهذه الكوادر موجودة وباعداد كبيرة اذا ما عرفنا ان شركات هيئة التصنيع العسكري فيها من المهندسين  الفنيين والمتخصصين ما يزيد عن الحاجة وهم الان بلا عمل فلماذا لانستفيد من خبراتهم .