TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > نيرودا ايقونة القرن العشرين

نيرودا ايقونة القرن العشرين

نشر في: 23 إبريل, 2010: 04:35 م

الشاعر الذي غاب منذ مايقارب اربعة عقود ، يظل حاضرا في تغريبته عن الحب الضائع وبحثه عن الحقيقة الشعرية الحب قصير، النسيان اطول . والحكومة التشيلية تريد اليوم ان تعيد بعضا من ذكريات الشاعر، وتجاوز بعض الجراح، خاصة الاعتقاد الشائع،
 بان وفاة الشاعر الذي كان يعاني من المرض، جاءت بسبب الانقلاب الدموي الذي قام به الجيش المدعوم من المخابرات الامريكية ضد حكومة سلفادور الليندي، اليسارية والرئيس المنتخب ديمقراطيا. وقبل ايام من وفاته، جاء حرس الليل والشرطة السرية للبحث عنه حيث واجههم بعبارته الشهيرة لا شيء هنا سوي الشعر او الكلمات. وجاءت حكومة بينوشيه الانقلابية للاسراع في دفنه، في المقبرة العامة، بدلا من دفنه في بلدة ايسلا نيغارا . وتم تصحيح الخطأ بعد عشرين عاما، وخروج بينوشيه من الحكم، وظهور فلم درامي اخذ من حياة الشاعر واشعاره الكثير إل بوستينو ، حيث صور الشاعر كقلب كيوبيد الهة العشق يعيش في منفاه في جزيرة. ولد نيرودا واسمه ريكاردوا الييسير نيفتالي ريس باسوالتو في 12 تموز (يوليو) 1904، وغير اسمه في عمر السادسة عشرة الى بابلو نيرودا، ربما اعجابا بالكاتب التشيكي يان نيرودا، وكان في العشرين من عمره عندما نشر اولى قصائده الشعرية عشرون قصيدة حب وقصيدة يأس ، وظل يكتب الشعر حتي عندما كان يعمل في السلك الدبلوماسي. rnمع لوركا ضد فرانكووعمل في بداية حياته دبلوماسيا صغيرا في الشرق الاقصى، وبعدها نقل الى الارجنتين حيث اتصل بغارسيا لوركا، نقل بعدها الى اسبانيا. وكان اغتيال الشاعر الاسباني المعروف عام 1936 هو ما دفع نيرودا لتجاهل وضعه كدبلوماسي ويدعم الجمهوريين، وفي هذه الفترة بدأ يكتب مرثيته العظيمة لضحايا الحرب الاسبانية، اسبانيا في قلبي وفي هذه المرثية قدم الشاعر ملامح من الالتزام الاجتماعي والدفاع عن قضايا العدل والحرية. وفي عام 1937 عاد الى تشيلي، حيث كان هناك قلق كبير لاوضاع الالاف اللاجئين الاسبان الذين فروا امام تقدم قوات فرانكو، ولهذا قام بالسفر الى فرنسا لكي يقوم بتنسيق جهود نقل الفين منهم على متن قارب استأجره لتشيلي، وفي الوقت الذي كان ينسق فيه جهود نقل اللاجئين اندلعت معركة برلمانية حامية بشأن نقلهم، حيث قال نواب ان البلاد لا تحتمل هذا العدد من المهاجرين، فيما ناقش اخرون ان البلاد بحاجة الى قوة عمل، وكان نيرودا البعيد الاف الاميال عن وطنه واعيا للظرف ولهذا كانت الايام التي سبقت رحيل القارب وينبيغ حافلة بالمفاجأت ، وعند مغادرة القارب ميناء بوردو وقف نيرودا الى جانب المرأة التي ستصبح زوجته الثانية ديليا ديل كاريل لكي يلوح للقارب الذي غادر الميناء في الرابع من اب (اغسطس) 1938، وفي قصيدته التي كتبها بهذه المناسبة اعلن نيرودا عن تخليه عن العاطفية والشعرية الرومانسية لكي يكرس نفسه، كشاعر طبعا لقول الحقيقة وللكشف عن المظالم التي تواجه الانسانية ستسأل ..اين اذا الليليك.. والوجود البعيد متوج بالخشخاش.. والمطر يرش كلماته.... يملأها بالثقوب والطيور؟ قد تسأل.. لماذا لا يتحدث الشعر عن الاحلام واوراق الشجر..عن البراكين العظيمة في موطنه.. تعال وعاين الدماء في الشوارع.. تعال وعاين الدم في الشوارع.. تعال وعاين الدم في الشوارع . rnمع الفقراء في تشيليقبل انضمام نيرودا للحزب الشيوعي عرض عليه عام 1944 لكي يرشح عن المنطقة الفقيرة في تراباتشا وانتوفاغاستا في صحراء اتشاما، وفي هذه المنطقة شاهد لاول مرة الفقر المدقع والبيوت التي بنيت على المزابل، وشاهد لاول مرة الناس الفقراء او افقر الناس في تشيلي مازال قلبي يرتعد من مشاهد الفقر في هذه المخيمات.. هنا مخيم بان دي ازوكار الذي بني على قمة جبل من القمامة، وعندما دخلت احد البيوت، امرأة (من منطقة السهول المعشوشبة) تقول لي كيف انها وجدت فجأة، من تحت ارضية الغرفة، فئرانا ميتة، واحذية قديمة.. مركزا للقمامة يسبح حتى سطح ارضية البيت، وعندما دخلت بيتها ارتني الاسرة الحديدية المتداعية، طاولة معمولة من رفوف، كرسي وحيد لكل البيت، لا مطبخ، في الغرفة السفلية، مدفأة من الصفيح وقطع الحديد تستخدم كفرن.. الطعام يخرج اسود، قالت لي . في عام 1945 انتخب نيرودا نائبا ممثلا للحزب الشيوعي عن انتوفاغستا وتاراباتشا، وبعد اربعة اشهر انضم للحزب الشيوعي التشيلي، في احتفال عقد في العاصمة سانتياغو، اهمية الانضمام للحزب، على الصعيد الشخصي يمكن تحديدها من خلال القصيدة التي كتبها اي مي بارتيدو حزبي منحتني الاخوة لرجل لا اعرفه.. منحتني القوة الجديدة من بين كل الاحياء.. اعدت الى بلادي... وكأنه ميلاد جديد.. اعطيتني الحرية التي يفتقدها الانسان .. علمتني اللطف الجميل مثل النار.. ومنحتني القامة التي تحتاج اليها الشجرة.. وعلمتني ان ابحث عن الوحدة.. والتنوع في الانسان.. وعلمتني كيف يموت الم انسان لانتصار الجميع.. جعلتني قادرا على رؤية وضوح العالم وامكانية الفرح.. جعلتني عصيا على الدمار.. فلم اعد انتهي في نفسي . في تشرين الاول (اكتوبر) 1947 ادت اضرابات عمال المناجم في لوتا الى احداث شغب واضطرابات حيث قام فيديلا بارسال قواته واعتقال المشاركين وارسالهم الى سجن حربي في جز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram