اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ضــرورة الوعــي بالمستجــدات الـدولية لكـي لاننـدثر ونــزول

ضــرورة الوعــي بالمستجــدات الـدولية لكـي لاننـدثر ونــزول

نشر في: 23 إبريل, 2010: 05:14 م

قلنا في مقال سابق، أن الوحدة العربيـة في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وبدايات القرن الحادي والعشرين، بحاجة إلى إعادة نظر جديدة، وبحاجة إلى عدة مشاهد وسيناريوهات حديثة، تتماشى وتتلاءم مع المتغيرات المستجدة التي طرأت على الساحة العربية والساحة الدولية.
 والحق أن مسألة الوحدة العربية ليست هي المسألة الوحيدة التي يجب إعادة النظر فيها في ضوء المتغيرات المستجدة، ولكن هناك حزمة من المسائل العربية التي يجب إعادة النظر فيها في ضوء المتغيرات الكثيرة، التي تمَّت في العالم وعلى الساحة الدولية. فالعالم يتغير ليس سنوياً فقط، ولكنه يتغير يومياً في ضوء ثورة المعلومات، والثورة التكنولوجية الحديثة، التي دفع بها العلم الحديث إلى الأمام.rnأخطاء العرب القاتلةفمن الأخطاء الكثيرة والقاتلة التي يرتكبها العرب حتى الآن، أنهم لا يأخذون التغيرات المتلاحقة في العالم في حساباتهم. فموقف العرب من الغرب ما زال حتى الآن على ما هو عليه، كما كان في العهد العثماني، رغم تغيّر الغرب، وتغيّر العرب، وزوال العهد العثماني عن العالم العربي منذ 1918، وزواله من الخارطة الدولية منذ 1924.rnمستجدات دولية مهمةكان أهم مستجد وتغيّر طرأ على الساحة الدولية، انهيار الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات، واختفائه من خارطة العالم، وانفراد أمريكا كقوة عظمى وحيدة في العالم. وهذا العامل لم يقتصر تأثيره على العالم العربي، وإنما امتد تأثيره إلى كل أنحاء العالم. فاستطاعت أمريكا أن تقيم تحالفاً عسكرياً دولياً عام  1991 وتطرد صدام حسين من الكويت. كما استطاعت أن تتبنى نشر العولمة في العالم، وتشجع الاتحاد الأوروبي لضم دول أوروبا الشرقية إلى الاتحاد الأوروبي الغربي، لكي تذيب نهائياً آثار الاتحاد السوفيتي من التاريخ والجغرافيا. إضافة لذلك، فإن انفراد أمريكا بالسياسة العالمية وهيمنتها العسكرية هيمنة تامة أتاح لها الرد على عدوان 11 سبتمبر 2001 بغزو أفغانستان 2001/2002، ثم بغزو العراق 2003، والوقوف في وجه جماعات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، بالتعاون مع أنظمة الحكم المحافظة في العالم العربي، وبالتركيز على دعم إسرائيل، لكي تستطيع الوقوف في وجه تنظيمين مهمين من تنظيمات الإسلام السياسي في العالم العربي هما: "حزب الله"، و "حماس". وكذلك دعم النظام المصري، لكي يستطيع الوقوف في وجه "جماعة الإخوان المسلمين". وهذه الهيمنة والسطوة في مجموعها، لم تكن لترضي أو لتسرَّ دعاة القومية العربية والوحدة العربية من القوميين، لعلمهم أن أمريكا لن ترضى، ولن تسكت عن أية خطوة وحدوية من شأنها أن تهدد مصالحها الحيوية في منطقة الشرق الأوسط. في حين أن أمريكا لا تعلم، أن هؤلاء القوميين هم نمور من ورق، وأنهم لا يستطيعوا أن يقفوا في وجه مخططاتها ونواياها، إن أرادت هي تحقيق ذلك. والأدلة على ذلك كثيرة منها ما حصل بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ 2003 إلى الآن، ومنها غزو العراق، ومنها إقامة عدة قواعد عسكرية في مناطق مختلفة من العالم العربي.rnالعرب بين العولمة و"العوربة"وكان من بين المستجدات الدولية بروز ظاهرة العولمة. ويعتقد بعض الباحثين، أنه ربما استطاعت العولمة غداً، أن تفعل للعرب ما لم تستطعه "العوربة".فطيلة قرن من الزمان وعلى امتداد القرن العشرين، لم تستطع "العوربة"، أن تحقق ذاتها أولاً، ولم تستطع أن تحقق الوحدة الاقتصاديـة العربيـة، ولم تستطع أن تحقق الوحدة السياسية العربية. وفشلت في تحقيـق سوق عُمَّالية عربية موحدة. وفشلت في إعادة الاعتبار للثقافة العربيـة من خلال أسواقها المجيدة الماضية. وفشلت في إقامة صناعة عربيـة. وهانت أمام تحديات الحياة للفرد العربي. وربما تكون العولمة غداً هي البديل للعوربة في تحقيق ما لم تستطع "العوربة" تحقيقه! فمن حتميات العولمة في المستقبل، أن تتخلى الدولة عن جوانب بكاملها من سيادتها للأمم المتحدة والهيئات العالمية الأخرى في انتظار ظهور حكومة عالمية، يكاد يجمع الأخصائيون على أنها غدت ضرورة موضوعية لحل التناقض المتفجر بين عولمة الاقتصاد وقومية السياسة.rnتحديات العولمة للثقافة العربيةفكيف يمكن لنا إنماء ثقافتنا الذاتية في ظل مجتمع الممانعة الشاملة العربي للعولمة ؟ثم كيف يتم تجديد الفراغ الداخلي الذي تعاني منه الثقافة العربية؟فمن المعروف، أنه تمَّ تجديد وتشكيل الثقافة العربية السابقـة في عهدها الكلاسيكي، وفي زمن عبد الملك بن مروان وعبد الله المأمون على وجه الخصوص، من خلال عوامل خارجية، وثقافات أخرى غير عربية وغير إسلامية. وأن القول بتجديد الثقافة لا يكون إلا من داخلها، هو أصولية ثقافية، من نوع آخر. ولكن علينا أن نعلم، بأن ليست كل ثقافة قابلة للتطويع وللتعولم كما هي حال ثقافات معينة في شرق وجنوب آسيا. فهناك ثقافات لينة مطواعة مرنة، تحمل في رحمها إمكانية التطويع والمرونة والتشكّل مع متطلبات كل عصر جديد. فلا ثوابت كثيرة فيها، ولكن فيها من إمكانات التحول الشيء الكثير. وهناك ثقافات على عكس ذلك، مُتخشِّبة، مليئة بالثوابت، تندر فيها إمكانات ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram