فيما تناولت صحيفة اخبار العرب في تعليق لها تحت عنوان "لاخوف على العراق " جاء فيه :كل أول له اَخر.. هكذا طبيعة الأشياء والأحياء والظواهر والأحداث. فالاحتلال الأمريكي للعراق قارب النهاية، وفي سبتمبر سوف يتقلص عدد الجنود الأمريكيين إلى خمسين ألف فقط بعد أن وصلوا إلى نحو مائتي ألف في يوم من الأيام.
صحيح قد لا يحقق العراق استقلاله مائة في المائة بعد خروج القوات الأمريكية ولكن نستطيع أن نطمئن أن الاحتلال قد انتهى.لقد مر العراق بظروف استثنائية تداخلت مع مراحل انتقالية لها طبيعة مختلفة تشتد فيها التوترات والصراعات والصدامات وتتحول التحالفات وتتغير الصداقات والانتماءات لفترة من الزمن، حتى يستقر الحال، فتستقر منطلقات التفكير وتستعيد القوى الوطنية بمختلف توجهاتها رؤيتها الخالصة غير المشوبة بالاستثناءات المقيدة والطوارئ المتحكمة.ومن تلك الاستثناءات الثقل الطائفي الذي فرض على العراق فرضاً، بجانب الموروثات السلبية عن النظام السابق. وهي استثناءات لن يكون في مقدورها الصمود أمام الثوابت التي تحدد هوية العراق وانتماءه وتطلعاته.حتى المحاولات الدؤوبة لاستيعاب أو استلاب العراق لجهات اقليمية ستظل محاولات استثنائية، لأن للعراق حضارة قديمة لا تهتز أركانها ولا تتصدع جدرانها، فهي الضمانة الأكيدة لموقعه ومكانته، بعد أن يشتد عوده وينهض قوامه عقد سنوات من الاستنزاف السياسي والعسكري والمادي والمعنوي، لم يشهد مثله مجتمع عربي معاصر باستثناء فلسطين. فلا خوف على العراق إذا تضامن معه أشقاؤه في المرحلة المقبلة لمساعدته في وضع قدمه على الطريق الصحيح بالتشاور والتفكير والتناصح، وليس بالإكراه أو المكايدة والتدخل في مرحلة حساسة لا تحتمل أي سياسات خاطئة مثل تلك التي يمارسها البعض بطمع في استلاب العراق شعباً وأرضاً.