استطلاع/ علي جابرتعد الزراعة مصدرا مهما من مصادر الاقتصاد الوطني اذ يمكن من خلالها خلق أرضية قوية تستمر للسنوات القادمة و تغني البلد وتجعله يكتفي ذاتيا مادامت الارض تجود و المياه تغذي المزروعات و تعطيها الاستمرارية الحقيقية ... الا انها عندنا الان عانت وتعاني الكثير من الاهمال و التردي و خصوصا البساتين التي تجود بثمار البرتقال و الرمان و التمور لاسباب كثيرة
و بغية معرفة اهم المعوقات التي تواجه المزارعين في بساتينهم و تؤثر على انتاجيتهم اجرينا هذا الاستطلاع .في منطقة بروانة الكبيرة و التي تقع شمال مدينة المقدادية في محافظة ديالى التي تحاط بالبساتين كحزام اخضر التقينا بأحد اصحاب البساتين .. حسن حنتوش و الذي قال:قبل اربع سنوات كانت شجرة البرتقال تنتج خمسة عشر صندوقا من البرتقال اما الان فأنها تنتج صندوقا واحدا كما ان اشجار الرمان و بسبب عدم وجود المبيدات و العلاجات اللازمة للأشجار فأن الكثير منها قد مات و الكثير من البساتين كانت ساحة للعمليات الارهابية مما اصابها بالهلاك جراء الاهمال و عدم العناية بها و هذه الأشجار يمتد عمرها الى سنوات طويلة و ليس هناك اعز على الانسان من اشجار بستانه التي يراها كأولاده التي رعاها طوال عمره ... و البساتين عموما في محافظة ديالى كلها تعاني التردي والإهمال و تحتاج الى تدخل الدولة و ان تمارس مديريات الزراعة دروا اكثر جدية في مساعدة الفلاحين في تجاوز هذه الأزمة التي يعانونها هذه الأشجار ذات اللون الأخضر و قد أصابها المرض فتحولت إلى لون اسود قضى عليها و تخشبت جراء ذلك الإهمال ..أما مقداد حسين حسن صاحب بستان فقد قال:..بستاني هذا كان سابقا ينتج كميات كبيرة من التمر بمختلف الانواع التي كنت أسوقها الى (العلوة) في بغداد كما ان اشجر البرتقال كانت تنتج ارقى الانواع التي يتهافت على شرائها أصحاب (العلاوي) في بغداد لكن بعد الأحداث التي مرت بها المحافظة فأن مساحات شاسعة من البساتين المثمرة قد هلكت و تيبست و نحن الآن نحاول ان نعيد اليها رونقها و بهائها ... مع ان هناك الكثير من المعوقات التي تحول دون ذلك .. كما ان المياه التي كانت تكفي لسد حاجة البستان اصبح الحصول عليها امرا صعبا و غير متوفر بعد ان كان سابقا مبذول و من المعلوم ان البستان اذا لم يأخذ كفايته من الماء فأن ثماره تكون غير جيدة ، و ان وجود الفواكه المستوردة شكل تنافسا مضراً للمنتج المحلي و الامر الذي ادى الى ان الكثير من أصحاب البساتين يبيعون بساتينهم بأسعار قليلة مضطرين.تعتبر محافظة ديالى من اكثر المناطق في العراق انتاجا للرمان و البرتقال بسبب خصوبة التربة و حلاوة المياه و توفيرها الا ان إنتاجها لهذه الفواكه تراجع لأسباب مختلفة كما يرى السيد عبد الرضا خليفة الدليمي الذي قال:تعرض جزء من بستاني الى القطع كونه يقع على الشارع العام و هذا البستان يمتد لسنوات طويلة و اغلب أشجاره هي الرمان حيث كنت اقوم بتزويد السوق في بغداد بكميات كبيرة من الرمان الذي لا اجد صعوبة في إيصاله الى بغداد اما الان فأن الانتاج قل بسبب الاضرار التي لحقت بالبساتين كما ان كلفة العمل و العناية بالبساتين صار مكلفا و الانتاج لا يسد و لا يفيد الفلاح الامر الذي جعل الكثير يقوم ببيع بساتينهم كقطع أراض للبناء عليها و هناك ظاهرة البضاعة الاجنبية التي غطت السوق و أثرت على الإنتاج المحلي و عدم الاقبال عليه لترديه بسبب الاهمال الذي اصابه . اما عباس الجبوري فقد قال:الفلاح في هذه المرحلة يحتاج الى اسناد الدولة لاستعادة ما كان سابقا فالبساتين تحتاج الى العناية و الى المبيدات و المواد الكيميائية و الى الاسمدة و الفلاح يحتاج الى القروض الميسرة كي يستطيع ان يقيد لبستانه ما كان سابقا فالعراق كان سابقا يصدر الانتاج الى الكثير من الدول العربية و حتى الاجنبية الا ان الحال اختلف الان و اصبح العراق يستورد ما كان يصدره و الفاكهة المنتجة من الارض العراقية هي طيبة كالارض العراقية الطيبة ، و المنتج العراقي يبقى يفوق الكثير من المنتجات العربية و الاجنبية.اما المهندس الزراعي حافظ العقابي فيرى ان البساتين اصابها الاهمال و التردي بسبب الاحداث الامنية الدامية التي شلت الحياة بكافة جوانبها الا ان الامر يحتاج في هذه المرحلة الى اعادة النظر و القضاء على الامراض المختلفة التي اصابت الانتاج و الاشجار و خصوصا التي اصابت اشجار البرتقال و النخيل و الرمان حيث ان عدم مكافحة هذه الامراض يؤدي الى زيادة المرض و توسعه و القضاء على الاشجار و تيبسها بالكامل و لا بد من استخدام طرق الرش الحديثة بواسطة الطائرات و اعطاء الفلاحين الكميات اللازمة من المواد و اللوازم الضرورية التي تمكنهم من اعادة الحياة الى بساتينهم و هناك الكثير من الحشرات التي اذا ما اصابت الاشجار فأنها تطور نفسها و تستمر و تتوسع مثلا التي تصيب اشجار البرتقال و تؤدي الى تحويل لون الاوراق الى سوداء فأنها تأتي على كل البستان و تأكل لحاء الشجرة من الداخل و بالتالي تتيبس الشجرة و تموت لا بل ان هذه الافة تنتقل من شجرة الى شجرة و تتوسع بشكل كبير اذا لم تكافح و تعالج .. و هناك امراض اخرى تصيب اشجار الرمان و تؤدي الى تردي الانتاج و اخرى تصيب اشجار النخيل مثل (الحميرة و الدوباس) و تقضي على النخيل اذا لم تعالج و تك
مزارعون: بساتيننا تموت من شح المياه والمبيدات
نشر في: 24 إبريل, 2010: 04:18 م